التصريح الصحافي الذي أدلى به وزير الدولة الجزائري في الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في شأن رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب قبل أيام، يستوجب تعليقا وتقييما. فالوزير الجزائري يرى أن رسالة التهنئة «تعبر عن رغبة الجزائر في توثيق التعاون مع المغرب» بمعنى أن المسؤول الحكومي الجزائري النافذ في الأوساط الرسمية هناك لم ير من مجال ولا وسيلة لتوثيق التعاون ما بين المغرب والجزائر غير رسالة تهنئة روتينية اعتاد مسؤولو البلدين تبادلها في المناسبات. وهو يعلم قبل غيره أنه بعيدا عن لغة المجاملة المتضمنة قسرا في رسائل التهنئة الوافدة علينا من الجزائر أن المسؤولين الجزائريين لا يدخرون جهدا ولا فلسا في الإساءة إلى المغرب، وبالتالي تدمير علاقات التعاون بين البلدين. ولذلك نعتبر أن تجسيد إرادة التعاون وإخراج العلاقات المغربية الجزائرية من غرفة الإنعاش المركز لا يمكن أن تتم أو تتحقق من خلال جمل رتيبة تؤثث فضاء رسائل تهاني عادية، بل تتم وتتحقق عبر تحصين العلاقات ما بين البلدين من كل ما من شأنه الإساءة إليها و تدميرها. والسيد رمطان لعمامرة يعلم جيدا ما يتوجب على الجزائر التي يرأس ديبلوماسيتها القيام به في هذا الصدد. تصريح المسؤول الحكومي الجزائري الهدف منه إبراء الذمة وإظهار السلطات الجزائرية في موقع الحريص على إنقاذ العلاقات بين البلدين من حالة الاحتضار ،بيد أنها هي التي تخنق أنفاسها بتصرفات وسلوكات معادية للمغرب. على كل حال يصعب جدا تصديق مضمون تصريح الوزير الجزائري لأن الإرادة لا تقاس بما هو شفوي!!