حب الطالبة انتصار البطش للغة العربية الفصحى جعلها لا تتكلم إلا بها بإعراب متقن، ذلك جعل من يتكلم معها يطلق عليها اسيبويه غزةب نسبة إلى إمام النحو عمرو بن عثمان، خاصة أن حبها لها يرجع لأنها لغة القرآن الكريم وترى بها الرقي والجمال. وسرعان ما نشرت ذلك بين أفراد عائلتها التي لا تكلمهم إلا بها بعد أن تعلموا منها الكثير في علم النحو الأمر الذي جعلها تسعى إلى نشرها عوضا عن اللغة العامية التي تفتقد لكثير من الجمال. * عشق اللغة في بداية كل حديث للطالبة انتصار(19 سنة) في قسم الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية يظن من يتحدث معها أنها تمزح فسرعان ما يضحك أو يعمل على تقليدها لمخاطبتها باللغة الفصحى، لكنها رغم ذلك تواصل حديثها بالفصحى، وبجدية الأمر الذي يؤكد لكل من تتحدث معه أنها لا تمزح. وتقول لمراسلة المركز الفلسطيني للإعلام اللفصحى جمال من المحال أن يوجد في اللغة العامية أو لغة أخرى غير العربية فأنا أشعر بالافتخار حينما أتحدث بها فهي لغة راقيةب. وذكرت أن عائلتها لا تتحدث معها إلا بالفصحى، الأمر الذي جعل أشقاءها يتكلمون مثلها حتى والدها رغم أنه لم يحصل على شهادة إلا أنه تعلم منها اللغة، وأصبح يتكلم بها، لكنّه في بعض الأحيان لا يستطيع مواصلة الأمر نظرا لأنه غير متمكن. وبينت أن مدرسيها في الجامعة وزميلاتها أصبحوا يعرفون حبها للفصحى ما جعلهم يطلقون عليها اسيبويه غزةب الأمر الذي يشعرها بالسعادة. وأكدت على أنها تسعى إلى نشر اللغة الفصحى، وأن تصبح هي اللغة الأساسية بدلا من العامية، من خلال مجال دراستها بالإعلام. مواقف بالفصحى وتبدي انتصار استغرابها من بعض الناس الذين يضحكون في بداية حديثها معهم بالفصحى، بينما لايضحكون حينما يسمعون أحدا يتحدث ببعض مفردات اللغة الإنجليزية أو بلغة عامية بعيدا عن جمال اللغة، وفق قولها. ومن المواقف التي لاتزال عالقة في ذهنها قولها: احينما أركب سيارة أو أشتري شيئا يأخذ السائق والبائع بالضحك يظن كل واحد منهما أنني أمزح معه رغم أنني أتكلم وأتعامل بجدية؛ ذلك يجعل البائع يرد علي بالفصحى، لكن سرعان مايدرك أنها لغتي وليس للمزاحب وبينت أنها رغم ذلك ستحافظ على الفصحى وستعمل على نشر التعبيربها وهي قد بدأت ذلك بأسرتها، وتسعى أن تشمل الجميع من خلال تعليم الآخرين وحثهم على ذلك. وأوضحت أنها تشعر بالسعادة حينما تساعد أحدا في ذلك وتعلمه، أو حينما يسألها أحد عن الإعراب وكيف يمكن نطق هذه الكلمة أو تلك بالفحصى. وذكرت أنها بفضل الله تعالى أصبحت تتكلم باللغة العربية متقنة الإعراب، وأنها وصلت ذلك بعد سنوات من التدريب بالنطق وبالإعراب الأمرالذي جعل الإعراب لديها متناغما مع تركيب الجمل بشكل كبير، وأوضحت أنها حتى حينما تمزح لايمكن أن تمزح إلا بالفصحى، الأمر الذي زاد إعجاب الكثير من حولها وتقديره لاهتمامها باللغة العربية والسعي لنشر الفصحى. ولفتت إلى أن الأمر لن يكون صعباً إذا كانت في داخل الإنسان محبة للشيء، والتدريب والممارسة، كل ذلك سيساعد بالتحدث بها بشكل صحيح، وبينت أن أكثر شيء ساعدها على إتقان الفصحى والإعراب هو القرآن الكريم.