أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وافريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ، أن زيارة جلالة الملك محمد السادس لروسيا الاتحادية تكتسي اهمية قصوى ان على المستوى السياسي أو الاقتصادي بالنظر الى علاقات الصداقة والأخوة القائمة بين الشعبين المغربي والروسي. وأضاف في تصريح للصحافة بموسكو بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة لروسيا " نحن سعداء جدا بزيارة جلالة الملك محمد السادس الى روسيا فالمغرب تربطنا به علاقات ودية وعواطف متبادلة على مستوى شعبينا " مبرزا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتطلع للقاء جلالة الملك ومناقشة كافة القضايا المطروحة وذات الاهتمام المشترك. وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وافريقيا ،"أن الهدف الاساسي لهذه الزيارة يكمن في تعزيز روابط الصداقة التقليدية بين المغرب وروسيا ،وتوطيد التعاون المثمر في كافة المجالات التي تنص عليها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين التي تم التوقيع عليها خلال أول زيارة رسمية لجلالة لروسيا سنة 2002 . وأضاف الدبلوماسي الروسي ، "أن هذه الزيارة تعطي فرصة للزعيمين للتباحث في القضايا الملحة خاصة التطورات في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا" ، موضحا في هذا الصدد "أن هناك الكثير من الهموم المشتركة تتطلب ايجاد الحلول المناسبة في المنطقة وتوحيد الطاقات والجهود في اطار مكافحة الارهاب العدو المشترك للبلدين وللمجتمع الدولي". وأشار بوغدانوف الى "أن هناك تحديات يجب مواجهتها بموقف واحد منسق بين الرباط وموسكو ،لذلك يضيف المسؤول الروسي "نحن ننطلق من الاهمية القصوى لهذه الزيارة وكذلك المباحثات بين صاحب الجلالة والرئيس فلاديمير بوتين التي تكتسي أهمية خاصة في اطار العلاقات الروسية المغربية و الروسية العربية و الأفريقية. كما ان لدينا صلات تاريخية و روحية وثقافية الى جانب العلاقات الانسانية بين المغاربة والروس. وفيما يخص تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري المغربي الروسي ، أشار نائب وزير الخارجية الروسي الى "أن هناك طاقات كبيرة جدا يجب الاستفاد منها خاصة فيما يتعلق بمجالات الصناعة والفلاحة والطاقة . وأوضح في هذا السياق "ان البلدين يملكان ثروات وامكانيات وطاقات كبيرة ،ويجب ان نتعاون بشكل فعال للاشتغال سويا من أجل التطور الاقتصادي والاجتماعي "،موضحا في هذا الصدد "أن هذا العنصر اساسي لضمان الاستقرار في منطقة شمال افريقيا". وكان جلالة الملك محمد السادس قد حل مساء الأحد بموسكو في زيارة رسمية الى روسيا سيجري خلالها محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير . كما سيترأس قائدا البلدين حفل توقيع مجموعة من الاتفاقيات الثنائية. وتندرج الزيارة الملكية في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المملكة المغربية بروسيا الاتحادية. ويرافق جلالة في هذه الزيارة وفد مهم يضم على الخصوص، السادة الطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة مستشاري صاحب الجلالة ، وصلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات، وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومحمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، وعزيز الرباح وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، وعبد القادر اعمارة وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة. ويتشكل الوفد الرسمي أيضا من الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالدفاع الوطني السيد عبد اللطيف لوديي، والوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون السيد ناصر بوريطة، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن المكلفة بالبيئة السيدة حكيمة الحيطي، والمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرفيع زويتن، وسفير صاحب الجلالة بموسكو السيد عبد القادر الأشهب، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف السيد مهدي قطبي. وتتميز المرحلة الحالية للعلاقات التجارية والاقتصادية بين المغرب وروسيا بارتفاع ثابت لحجم التبادل التجاري منذ سنة 1994، إذ وصل السنة الماضية الى 5ر2 مليار دولار. وتصدر روسيا الى المغرب بشكل أساسي المواد الخام (النفط والحديد والكبريت) والحبوب إضافة لذلك تصدر الصفائح المعدنية والمواد الكيمياوية والاسمدة والاخشاب. ومنذ سنة 1998 تحتل روسيا المركز الثاني (بعد الاتحاد الاوربي) بين مستهلكي المنتجات الفلاحية المغربية وبالخصوص الحوامض والطماطم. وتمثل المنتوجات الفلاحية 85 في المائة من قيمة صادرات المواد الغذائية الموجهة لروسيا، بحصص 71 في المائة من الحوامض، و12 من الطماطم، و15 في المائة من منتوجات الصيد البحري معظمها من دقيق السمك، في حين يستورد المغرب من روسيا منتوجات فلاحية، أهمها لب الشمندر بنسبة 55 في المائة، وزيت عباد الشمس (20 في المائة). وبخصوص الصادرات المغربية من الخضر والفواكه، أهم ما يصدر منها نحو روسيا هي الحوامض والطماطم والبطاطس، وعرفت هذه المنتوجات نموا مستمرا من سنة 2009 إلى 2015. وسجلت صادرات المغرب من الحوامض 317865 طنا سنة 2013 / 2014، وأصبح بذلك السوق الروسي أهم سوق للحوامض المغربية بحصة 57 في المائة سنة 2012 2013. وتتكون هذه الحوامض من الفواكه الصغيرة التي بلغت 287 ألف و 762 طنا من الصادرات، أي 60 في المائة من صادرات المغرب. كما ارتفعت صادرات المغرب من الطماطم نحو السوق الروسي، حيث بلغت أربعة أضعاف الكمية المصدرة بين 2009 و2015، وارتفعت الصادرات الموجهة إلى روسيا ب 10 في المائة من إجمالي صادرات هذا المنتوج. وتطورت العلاقة بين الشركات الروسية والمغربية حيث تعمل في مجال التنقيب الجيولوجي في المغرب مجموعة من الشركات الروسية. وفي ما يخص التعاون في مجال الصيد البحري فيتم على أساس الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والتي تعود الى عدة سنوات.