سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحول نوعي في تكوين ومخططات الخلايا الإرهابية بالمغرب: الاستخبارات المغربية تتحدث عن كتيبة قائمة جندت أجانب وقاصرين لاستهداف شخصيات ومرافق حيوية بالبلاد
كشفت أجهزة الاستخبارات المغربية عن تحول نوعي خطير في استراتيجية الخلايا الإرهابية بالمغرب . وقال عبد الحق الخيام مدير المركز المغربي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أمس الجمعة في ندوة صحفية عقدت بمقر المركز بسلا أن الخلية التي تم تفكيكها أمس تختلف جذريا عن كل الخلايا التي تم تفكيكها لحد الآن لا من حيث استعداداتها اللوجستيكية ولا من حيث أهدافها ومكوناتها البشرية. وأكد أن هذا التحول يتجلى في استقطاب قاصرين حيث ان أحد أعضاء الخلية لا يتجاوز 16 سنة ثم تجنيده وتهيئه للقيام بعمليات انتحارية بعد عملية لغسل الدماغ وهي الاستراتيجية التي يتبعها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. والنوع الثاني من الاستقطاب هو الأجانب حيث أن أحد أعضاء هذه الخلية هو فرنسي الأصل دخل الى المغرب منذ سنة وكان يشتغل تقنيا للتغطية على نشاطه الأساس وهو المشاركة في تنظيم إرهابي خطير. وعلى المستوى اللوجيستيكي اعتبر السيد الخيام مدير المركز الوطني للأبحاث القضائية أن الخلية التي جرى تفكيكها أول أمس تعتبر كتيبة عسكرية بحكم الأسلحة والمعدات التي تم حجزها والتي تتكون من أسلحة يدوية مختلفة الأنواع والأحجام، وهي على الخصوص مسدسات اتوماتيكية رشاشة تشيكية الصنع وبندقية مجهزة بمنظار إسبانية الصنع ومسدسات أمريكية وواحد عراقي الصنع. كما تم حجز مواد كيماوية تستخدم في المجال الفلاحي لكنها قادرة على أن تصبح مواد متفجرة، هذا بالإضافة إلى مواد بيولوجية عبارة عن لحم متعفن وبقايا لحم فئران تستخدم لصنع مواد بيولوجية قاتلة تعطل الجهاز العصبي وتسبب الموت، كما تم حجز أجهزة للاتصال والمعلوميات والجديد أيضا هو التوجه الى استعمال السيارات المفخخة حيث تم التدريب على السيارة التي تم حجزها. وتتكون الخلية التي تم تفكيكها من عشرة أشخاص واحد يسكن بآسفي وأصله من العيون انتقل الى مدينة الجديدة حيث تسلم الأسلحة والمعدات لتنفيذ العمليات الإرهابية، فيما الباقون من مدن مكناس والصويرة وسيدي قاسم. وكانت الخلية قد خططت لتنفيذ عملية نوعية أمس الجمعة وهو ما استدعى التدخل السريع لتفكيكها. وأكد السيد الخيام أن الأجهزة الاستعلاماتية والأمنية كانت على علم بنشاط الخلية وكانت تتبعها وان أعضاءها كانوا يتواصلون عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث بايعوا الأمير المنحدر من مدينة العيون وأعلنوا ولاءهم للدولة الإسلامية. وكشف مدير المركز القضائي ان هذه الأسلحة جاءت من ليبيا التي أصبحت القاعدة الرئيسية للدولة الاسلامية وان الخلية المغربية تشكل إحدى العناصر الجديدة في توجه الدولة الإسلامية التي غيرت استراتيجيتها بإعداد الخلايا في عين المكان ومدها بالأسلحة دون التنقل لتلقي التدريب الميداني في جبهة القتال والعودة للتنفيذ بعدما تم تشديد الرقابة على المتوجهين الى القتال في مناطق التوتر. وكانت الخلية قد خططت لاتخاذ قاعدة خلفية بمنطقة سهب الحرشة على بعد 20 كيلومترا من طانطان. وأضاف عبد الحق الخيام أن الاستعلامات المغربية متأكدة من تورط عناصر من البوليساريو في القضايا الارهابية، وأن التحقيقات الجارية مع المعتقلين ستكشف مزيدا من التفاصيل عن توجهات العناصر المكونة للخلية.