بعد مخاض عسير دام أكثر من خمس سنوات، أعلن صوت المعارضين لقيادة البوليساريو من داخل مخيمي السمارة و أوسرد بمخيمات الشتات في تندوف، عن تأسيس حزب التجمع الصحراوي الديمقراطي في السادس من يناير 2016 ، ليولد اخيرا بأرض لحمادة، في جو طبعته السرية والحذر الشديد، أول كسر جدار الصمت الذي تفرضه قيادة البوليساريو على الصحراويين بأرض الجزائر، يشكل الوافد الجديد على مسار قضية الصحراويين بالمخيمات خطوة جريئة وحدت صوتهم المعارض لقيادتهم الجاحدة، في كل من الجزائر وموريتانيا والمغرب واسبانيا و باقي دول المهجر . قال مصطفى سلمى الصحراوي المنفي خارج المخيمات، في تصريح ل "العلم" على هامش الحدث، إن الاعلان عن تأسيس الحزب ضدا عن "الدستور الوهمي" للقيادة الذي يمنع كل اشكال التجمعات والاحتجاج أو تشكيل الاحزاب و الجمعيات سيكون الزوبعة التي ستعصف بشرعية القيادة الغاشمة من تمثيل الصحراويين بمنهج الديكتاتورية والقمع والرأي الواحد. لكن نتمنى ان يكون قابل للحياة في الظروف الصعبة التي تحيط به". وأضاف حول ما إذا كان عضوا ضمن الحزب الجديد بناءا على مداخلته الهاتفية خلال المؤتمر التأسيسي الاول قبل خمس سنوات بمدريد، والتي اعاد الحزب نشرها على موقعه الالكتروني، قال " لقد اقترحوا علي الانضمام اليهم ، لكني لا ازال الى حدود الساعة أدعمهم و أراقب جديتهم، و إذا اثبتوا عزمهم فأنا واحد منهم، و اذا لم ألمس الجدية الكافية، فلا استطيع السير في مشروع قد لا يثمر النتائج المتوخاة..". وأضاف أن الحزب لا يزال في مرحلة الولادة و الطريق ليس بالسهلة أمامه، وقال " لابد من تكثيف كل الجهود من طرف الضمائر الحية والمجتمع الدولي وتوحيد صوت الصحراويين بالمخيمات وخارجها لإخراج هذا الحزب من قمقم الزجاجة المهم ان تتوفر لأعضائه الإرادة القوية والهادفة في انهاء معاناة عمرت 40 سنة ولا تزال المسرحية يعاد عرضها علينا في كل مثمر للقيادة الازلية". وحول عدم اعلانه عن أسمائهم وعقدهم لمؤثمرهم في منتهى السرية بمخيم السمارة بتندوف، رد ولد سلمى" أنهم لم يعلنو الى غاية الآن سوى عن إسم المنسق العام، و المجلس الوطني لحزبهم مكون من 12 عضو، قال منسقهم انه سيجتمع ﻻحقا من أجل اختيار الرئيس، فهم متحفظين على ذكر الأسماء قبل اجتماع مجلسهم، و يقترحون علي اﻻنضمام و كما قلت لك لقد دعمتهم و ادعمهم حتى تتضح جديتهم، كما أحترم رغبتهم في عدم الإعلان عن الأسماء في الوقت الحالي خوفا من تدخل البوليساريو و افشالهم مشروعهم السياسي والنضالي في المهد.." من جانبه وصف أحد شيوخ تحديد الهوية المناضل الفذ محمد الأمين خطري سيدمو، ضمن مداخلته الهاتفية خلال المؤتمر التأسيسي للحزب المعارض، والمتواجد حاليا في الديار الموريتانية، حدث تأسيس حزب لأول مرة في تاريخ قضية الصحراويين بالمخيمات، بالحدث التاريخي المتميز الذي يستحق فعلا أن تلك المجهودات والتضحيات والعراقيل التي عانى منها مؤسسوه للخروج به الى أرض الوجود. وقال إنه حزب يدعو الى السلم والمحافظة على حسن العلاقة بشعوب دول الجوار وتحرير الرأي بالمخيمات والحق في التظاهر وتاسيس الجمعيات والأحزاب وإشراك كل الاطياف والفئات خاصة الشباب في اتخاذ القارات المصيرية المتعلقة بوضعيتهم وبقضيتهم الصحراوية، وضع أليات شعبوية لمراقبة توزيع المساعدات على أهل المخيمات دون حيف أو تمييز ويصر على احترام حقوق الانسان داخل المخيمات وفق المعايير الدولية. وجاء هذا الوافد الجديد في وقت تزداد فيه أوضاع الصحراويين على مختلف الأصعدة تأزماً بالمخيمات ويتسع فيه جرح معاناة، دون افق يبشر بحل سلمي يفك رقابهم من الإنتظار المضني، ناهيك عن تعقد الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي ليبلغ مؤشرات تنذر وضع أكثر تأزما، نتيجة للفساد وغياب الديمقراطية وممارسة سياسة التهميش والإقصاء وتأجيج القبلية، وكانت نتائج مسرحية المؤثمر الرابع عشر الاخير خير حجة ودليل على التلاعب بمصير الصحراويين بمخيمات الشتات والتهميش. وأ ضح بيان للحزب بشر بالموقع الناطق بلسانه، أن انعقاد المؤتمر التأسيسي عقب خمس سنوات من إعلان المبادئ الأساسية، جاء في فترة طغى عليها الحذر الامنى من ملاحقات للمنتسبين للحزب و ابتزازهم و تشويههم ومحاولة وصفهم كخصوم ومفسدين للمصلحة العامة وبعد عمل دبلوماسي وسياسي وإعلامي كبير على الصعيد الاوروبى والدولي عزز من وجود التجمع الصحراوي الديمقراطي كحزب سياسي يسعى ويطالب بالديمقراطية وله رؤية سياسية واجتماعية واضحة لحل القضية الصحراوية، في إطار الحفاظ على العلاقات بشعوب دول الجوار والحفاظ على سياسة حسن الجوار وتطوير العلاقات الخارجية للتجمع الصحراوي الديمقراطي بكل دول الجوار والمحيط الإقليمي والدولي . واستنكر البيان صيغة اللجؤ الابدى التي تفرض على اللاجئين الصحراوين الذي عمر أكثر من 40 سنة و أصبح تأخيره يشكل عائق إمام إشاعة السلم والأمن بالمنطقة، ويحذرون من التداعيات ألأمنية والاجتماعية بمطقة والساحل.مطالبا مجلس الأمن بإشراك كل القوى السياسية للمشاركة في إيجاد حل سياسي سلمى للقضية الصحراوية يحترم القرارات الدولية.