إنتهز الوزير الشهير في الشؤون العامة والحكامة فرصة تدخله خلال اليوم الدراسي التي نظمته فرق الأغلبية بمجلس النواب حول مدونة التعاضد ليطلق النار بكثير من قلة الأدب المعهودة فيه على المجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي. حيث لم يرق الوزير / الرقاص أن يقترح هذا المجلس إدراج هذه القضية ضمن الحوار الإجتماعي. وقال إنه لا يمكن لهذا المجلس أن يلزم الحكومة ولا البرلمان بأي شيء. وتجلت قلة الأدب في الإستغراب الذي أبداه الوزير الرقاص تجاه بعض أعضاء المجلس الذين كانوا أعضاء في الحكومات السابقة ولم ينجزوا عدداً من الإصلاحات يطالبون بها حالياً في إشارة واضحة إلى السيد "نزار بركة" رئيس المجلس الذي سبق له أن شغل منصب وزير المالية والإقتصاد في حكومة الأستاذ "عباس الفاسي" إلى جانب الوزير الرقاص الذي جيء به من آخر الدنيا ليشغل منصب وزير التربية الوطنية. يقول مثل شهير إن العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص، والوزير / الرقاص يحرص باستمرار على مناقشة الأسماء والأشخاص وهذا ما لا يمكن مجاراته فيه. لذلك سأناقش ما وجهه الوزير الشهير من انتقادات إلى المجلس. قد لا يعلم الوزير المعني أن الأمر يتعلق بمؤسسة دستورية من اختصاصها إبداء الرأي والمشورة في العديد من القضايا ذات الصبغة الإقتصادية والإجتماعية والبيئية. ولعله يتذكر جيدا أن الحكومة هي التي بادرت في مرة سابقة بإحالة بعض الملفات عليه لإبداء الرأي كما هو الشأن بالنسبة لمشروع إصلاح نظام التقاعد. وهذه من صلب اختصاصات هذه المؤسسة الدستورية التي يعين رئيسها المجلس الوزاري الذي يرأسه جلالة الملك. والواضح أن الوزير / الرقاص لا تهمه كل هذه المراجع والقناعات بل الشغل الشاغل للرجل هو التهجم المجاني على الأشخاص والمؤسسات كمنهجية للترهيب والتخويف أو على الأقل لتحريف النقاش في موضوع ما. الوزير / الرقاص يعلم جيدا أن "نزار بركة" شخصية هادئة وعاقلة ومتزنة ولن يناقش العقول الصغيرة في قضايا كبيرة وشائكة، ولن يضيع الوقت في مجادلة لا تجدي نفعاً.