تنطلق بداية من اليوم في مخيمات الرابوني بتندوف أشغال المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو الإنفصالية في ظل أجواء رتيبة ومحبطة لقيادة الجبهة نفسها لإعتبارات كثيرة ، ليس أقلها أن هذا المؤتمر لم يحض بالإهتمام الإعلامي الذي كانت تراهن عليه القيادة الخالدة بحيث بذلت جهود كبيرة و سخرت أموال مهمة لإستقطاب صحافيين و إعلاميين عرب و أجانب مرموقين ، لكن الظن خاب بحيث لم تلق هذه الجهود و الإغراءات أي تجاوب ليقتصر الحضور الإعلامي على بعض الصحافيين الجزائريين الموالين للجبهة و الذين يعدون على رؤوس الأصابع . و ليس أقلها أيضا حرص قادة الجبهة الخالدين على الترويج طيلة الشهور الماضية لأخبار تفيد بحضور شخصيات سياسية دولية و الذي حصل أن الحضور اقتصر على بعض الحزبيين من الجزائر و ممثلين قلائل جدا عن بعض الأحزاب الإفريقية خصوصا من جنوب إفريقيا و دول إفريقية مجاورة لها . بيد أنه لم يحضر أي مسؤول حكومي من أي بلد كما اقتصر الحضور الأوربي على ممثلين لبعض جمعيات المساندة التي تمولها الجزائر بسخاء كبير . أما من حيث الموضوع فإن هذا المؤتمر لا يحظى بأي اهتمام من طرف المقيمين في المخيمات نفسها لأسباب كثيرة ،فهو لن يأتي بأي جديد ،فالقيادة الحالية ستخلف نفسها في القيادة دون أي تغيير، ونفس الأحاديث ستلوكها ألسن الحاضرين في هذا المؤتمر الذي تحول إلى أحد أهم مسكنات أوجاع الرأس القوية بالنسبة للقيادة الخالدة على رؤوس المواطنين الصحراويين الذين يواجهون ظروف عيش قاسية جدا في مخيمات تفتقد إلى أبسط شروط العيش الكريم. كما سيكون المؤتمر برأي الخبراء فرصة أمام القيادة الخالدة لإلتقاط صور تعبئة شعبية تروجها و تسوقها وقت الحاجة إليها.