«كلنا معنيون لأننا جميعا معرضون لمرض أو طارئ يستلزم زراعة عضو أو نقل نسيج..» هذا هو الصوت الذي كان يعلو على كل الأصوات والمداخلات في فضاء جامعة محمد الخامس في ندوة تقديم الجمعية المغربية للتبرع بالأعضاء، هذا الوليد الجديد الذي جاء لإثراء المبادرات المتعددة للعمل على إنقاذ الحياة لمئات المرضى في لائحة الانتظار للحصول على عضو متبرع به. وهذه الجمعية فتية وحديثة التأسيس لكنها مؤطرة ومؤسسة بخيرة الأطباء والفاعلين الجمعويين والقانونيين ومؤازاة بالرأي الشرعي والفقهي والطبي الميداني، وبهذا الخصوص يقول الدكتور أنور الشرقاوي نائب رئيسة الجمعية للعلم «أن هذه الجمعية جاءت في وقت تشهد الحياة الطبية الميدانية طفرة وتميزا في مجال نقل الأعضاء والأنسجة، وأيضا بالموازاة مع تزايد الطلب على عمليات زرع الأعضاء في المغرب. ويضيف أن المغرب كان حتى أزيد من عقدين من الزمن أي 25 سنة الأخيرة يتصدر العالم العربي في مجال زراعة الأعضاء ولكنه اليوم عرف تراجعا كبيرا. وعن الجانب الفقهي صرح الأستاذ محمد الفيزازي للعلم.. أن الأمر يخضع للموازنة بين المصلحة والمفسدة، وحول طرح السؤال عن إمكانية نقل عضو، أو نسيج من إنسان إلى آخر في عهد الصحابة، فلا ريب أن يكون السؤال موضع تعجب وغرابة وعدم تصديق، ومن ثم يضيف الأستاذ الفيزازي فإن زرع الأعضاء من الناحية الشرعية والفقهية أمر مستجد ونازلة من النوازل الإنسانية، وهذا يتطلب مجمعات شرعية، علمية وبحثية من أجل استصدار حكم شرعي بالجواز أو غيره، فالحلال والحرام أمر ضروري في حياتنا، إذ لا يمكن لأي امرئ أن يقدم على فعل أمر إلا بعد السؤال هل يجوز أم لا يجوز شرعا، لأن المسلم الأصل فيه البحث على ألا يقع في المحظور، ولذلك فالأمر في هذا الموضوع فيه خلاف بين العلماء ولكن يرجح فيه الجواز أي نقل عضو من إنسان إلى آخر عملا بقاعدة الموازنة بين المصلحة من أخذ العضو والمفسدة من النقل، والجواز هو أيضا من باب التفريخ انطلاقا من قاعدة «من فرج كربة على مسلم»، ولا شك أن تفريج الكرب في المجال الصحي لا يقع حوله الخلاف الكبير... وأيضا اعتمادا على قاعدة لا ضرر ولا ضرار التي اعتبرها الأستاذ الفيزازي قاعدة قوية يعتمد عليها في مجال نقل الأعضاء. ويشار إلى أن تأسيس الجمعية المغربية للتبرع بالأعضاء والأنسجة جاءت للمساهمة في التحسيس بمدى أهمية التبرع بالأعضاء أو الأنسجة باعتبارها مبادرة ترمي إلى إنقاذ حياة المئات من المرضى والمنتظرين الذين تتوقف حياتهم على الاستفادة من العضو المتبرع به.