انتهت الأيام المشمسة الجميلة بالنسبة لنبيل لبلاتي، هكذا افتتحت "لو فيغارو"، اليومية الفرنسية، مقالا لها صدر يوم الأحد، متحدثة عن مجرم فرنسي من أصول مغربية كان قد سطا على محل مجوهرات فاخر في مدينة "كان" الفرنسية، ولاذ بالفرار، وكانت المحكمة الفرنسية قد أصدرت في حقه حكما غيابيا الأسبوع الفارط، يقضي بسجن المتهم عشر سنوات نافدة. ويبدو أن المدعو نبيل لبلاتي ذا الثلاثين ربيعا لم يكترث بما قضت به العدالة الفرنسية في شأنه، وهرع إلى مراكش يتمتّع بما ظفر به من غنائم ثمينة، ظنا منه أن الأمر قد انتهى، وأنه في منأى عن سواد السجن بتجاوزه البحر الأبيض، وأن برّ المغرب أمان، فعاش بضعة أسابيع حمراء كأنه أخيرا حصل على إجازة صيفية في المدينة الحمراء، بعد طول عناء، وبلغ به طيب المقام إلى نشر صور له على صفحته في الفايسبوك، يظهر فيها وهو يستقي كؤوس النبيذ ويسبح بأفخم أحواض السباحة ويستمتع بركوب الجمال، مستفزا بذلك الاستخبارات الفرنسية التي فشلت في التمكن منه طيلة فترة إقامته بأوروبا. غير أن أيّامه الزاهية هذه، لم تُعمّر طويلا، وأن الصور التي كان يتباها بها على صفحته في الفاسبوك، وكانت تلقى إعجاب أصدقائه، الذين منهم من كان يغبطه أو يحسده على تلك اللحظات الصافية، هي ذاتها التي عكّرت صفو برنامجه القصير، وسهّلت أمر الوصول إليه، حيث ألقي القبض عليه من طرف السلطات المغربية في مراكش يوم السبت المنقضي، وطلبت فرنسا تسليمه في إطار اتفاقية تجمع بين الأمن المغربي والمكتب الوطني المركزي بباريس، التابع للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (أنتربول)، الذي كان قد أصدر مذكرة بحث دولية عن المعني بالأمر. تُقدِّر الصّحف الفرنسية قيمة المسروقات ب300 ألف يورو، كما يُذكر أن المتهم يشتبه تورطه في عمليات سطو مماثلة بنفس المنطقة (مدينة كان جنوبفرنسا) منذ 2013، إلا أنه نجح في التخفي متنقلا بين الأقطار الأوروبية، إلى أن عمت بصيرته وكشف عن نفسه بمدينة السبعة رجال.