خلدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الذكرى 437 لمعركة وادي المخازن الشهيرة، والتي صادفت الثلاثاء 4 غشت 2015 بحضور عامل إقليمالعرائش، ورؤساء المصالح، والسلطات الترابية والأمنية والقضائية بالإقليم، وقدماء المقاومين وأسرهم. الاحتفاء بهذه الذكرى أقيم على أرض الجماعة القروية السواكن (17 كلم عن مدينة القصر الكبير)، بداية تناولت الكلمة رئيسة المجلس القروي لجماعة السواكن، فذكرت بالملاحم التي عاشها الشعب المغربي انطلاقا من معركة وادي المخازن الشهيرة مرورا بمعركة التحرير بقيادة الراحل محمد الخامس، فمعركة بناء المغرب واستكمال الوحدة على يد الملك الحسن الثاني ، وانتهاء بالمعركة التي يقودها الملك محمد السادس، معركة التنمية المستدامة الشاملة في إطار الحكامة الجيدة بوجود أوراش كبرى تضمن التقدم والاستقرار. ونوهت رئيسة المجلس القروي للسواكن شكرت بدعم عامل إقليمالعرائش لبعض المشاريع التنموية بالمنطقة كمشروع انطلاق ضخ المياه بدوار (الدرابلة ) و(بير العياشي) ، كما طالبت بدعم مشروع قيد الدرس بإنشاء مدخل لمنطقة السواكن. مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير شكر كافة الحاضرين واعتز بهذا اللقاء المتجدد كل سنة والذي يحتفي بملحمة مجيدة كتب فصولها أبطال أفذاذ عملوا على إعلاء راية الإسلام بهذا الجناح الغربي من العالم الاسلامي، وأضاف أن المعركة لم تكن مواجهة بين جيشين، بل حدثا تعدى حدود الوطن في ظروف إقليمية ودولية صعبة، وهذا ما كان ليكون لولا دهاء السلطان المغربي ومحيطه والذين نهجوا خطة استراتيجة جرت الخصم لأرض المعركة بعد تبادل المراسلات بين الملكين المغربي والبرتغالي. وتحدث المندوب السامي عن وقع المعركة على البرتغاليين، فساق شهادات لهم في هذا الباب، كما تحدث عن مغزى الاحتفاء بمعركة وادي المخازن وغيرها وفاء للذاكرة الوطنية، واعترافا بأبناء المنطقة وما قدموه من سند، كما أشار بأن شهر غشت يحفل بالمفاخر الوطنية كالاحتفال بعيد العرش المجيد، والاحتفال بأحداث 7 و8 غشت بمدينة القنيطرة، وموعد 14 غشت تاريخ استرجاع وادي الذهب ، وذكرى 15 غشت المؤرخة لمظاهرة المشور بمراكش، بالإضافة لملحمة الملك والشعب 20 غشت. وأضاف بأن المندوبية ستكرم في هذا الحفل أربعة من المقاومين المتوفين وهم: عتو حنون، محمد بوعيسى، أحمد العيساوي، عيادة بشير، معتبرا ذلك واجبا ولو أنه التفاتة معنوية وهكذا ذكر أنه على امتداد 14 سنة قامت المندوبية السامية بتكريم 4500 مقاوم. ولم يفوت المندوب السامي الفرصة للحديث كون المندوبية السامية تجعل من أولى اهتماماتها صيانة الذاكرة الوطنية بتشجيع عقد الندوات، والأيام الدراسية وإصدار الكتب، مع إقامة شبكة لفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة حيث بلغ عددها 63 فضاء منها واحد بالقصر الكبير أقيم في إطار شراكة، مع التفكير في إقامة مثيل له بمدينة العرائش بدعم من عامل الإقليم. في ختام كلمته جدد المندوب السامي شكره لكافة الحاضرين من شركاء مؤسساتين وجمعويين وباحثين وهكذا وجه تحية خاصة لكل من الاستاذ الباحث محمد اخريف والدكتور حسن الطريبق. الكلمة الموالية باسم أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليمالعرائش قدمها المقاوم فضول حساني وفيها أكد على الاعتزاز بتخليد الذكرى كتعبير على الشعور الوطني الفياض في ظل تطوير الهياكل الاجتماعية والاقتصادية. باقي الفقرات قدم لها عبد الحميد المودن رئيس مصلحة النشر والتوزيع بإعطائه الكلمة للشاعر والأديب مصطفى الشريف الطريبق الذي شارك بقصيدة تحت عنوان: بلاد الأمجاد، جاء في مطلعها: بلادي كم بها الأمجاد أوسع تغار الشمس منها وهي تطلع لنا ذكرى المخازن وهي فيها العلا والفخر والعزمات أجمع. الاستاذ الباحث محمد أخريف قدم خلاصات مستوحاة من المعركة التي حققت نتائج على المستوى العالمي بتحطيمها الحصار الذي كان مضروبا على الخليج العربي من طرف القوى العظمى ، مما أسفر عن نتائج اقتصادية. كما تحدث عن بروز تيار أدبي أوربي سيبستياني بشر بعودة سيبستيان ( كتاب أركس )»الملك سيعود». بالإضافة إلى أثر المعركة الايجابي على معتنقي الديانة اليهودية الذين كانوا مهددين ببطش الصليب إذا ما انتصر الملك سيبستيان. وتحدث الأستاذ أخريف عن دور رجال الدين وشيوخ الزوايا خاصة أبي المحاسن يوسف الفاسي ، كل ذلك تشبثا بالأرض والكيان والمقومات والهوية. الدكتور حسن الطريبق قدم نظرات عن المعركة معتبرا إياها معركة دقيقة وحاسمة بوصفها بمعركة الكفاح الوطني الذاتي بالتحام القيادة مع الشعب. وأشار الى دراسة الباحثة الاسبانية (أنا موراليس) حول المعركة، وشهادة الطبيب اليهودي لعبد الملك السعدي حول قضايا متعددة يجب البحث فيها ، كما دعا الى عقد الدراسات وعقد الندوات الرصينة حول الموضوع. المندوبية السامية قدمت في الختام نفقات جنازة لأرامل المقاومين حدهوم بردودو والزهرة اليعقوبي.