صنف تقرير صادر في المملكة المتحدة، الجهاز الاستخباراتي المغربي، في المرتبة الأولى على صعيد العالم العربي وشمال إفريقيا، ضمن عملية تقديم الملفات بجنيف السويسرية، إذ تقدمت مجموعة من الدول بملفاتها، ليتم اختيار فريق الحموشي كأعتى جهاز استخباراتي نشيط في المنطقة. ويعزى تقدم المغرب على باقي دول المنطقة، لعدد العملية الإرهابية التي تم إجهاضها، وعدد الخلايا النائمة التي تم القبض عليها، في إطار الحملة الحازمة التي يقودها الجهاز ضد الإرهاب، بالإضافة إلى التنظيم الجيد والمحكم الذي أبان عنه مخبرو ل» دستي»، وكذا الكفاءة الكبيرة التي يتمتع بها رئيسها، عبد اللطيف الحموشي، الذي جمع مؤخرا بين منصبين أمنيين حساسين، إذ حل الأخير مكان المدير العام السابق لمديرية الأمن الوطني، زيادة على منصبه السابق، كمدير عام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. في هذا السياق، أكد المساوي العجلاوي، خبير العلاقات الدولية، أن المرتبة التي حصل عليها المغرب لم تأت عبثا، فالأمر في نظره، راجع لمجموعة من التراكمات الأمنية، والخبرات التي يتوفر عليها المغرب، مضيفا أن الجهاز المخابراتي لعب دورا كبيرا في استقرار الوضع الأمني بالبلاد، وأن المغرب يعد من بين الدول القليلة على المستوى الإقليمي، التي تعيش نوعا من الأمن المجتمعي، إذ ما تمت مقارنته بدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وأضاف أن المغرب كان من الدول التي نهجت مقاربة أمنية ناجحة، توجتها عدد من الاتفاقيات المبرمة بين المغرب، وعدد من الدول المتفوقة على المستوى الأمني، بدءا بالولايات المتحدةالأمريكية، وكندا، بالإضافة إلى الجارة فرنسا، بعد تخطي الأزمة التي وصلت أوجها بين البلدين، وعودة المياه إلى مجاريها، وإرجاع التنسيق الأمني والاستراتيجي بينهما. وتابع ذات المتحدث في تصريح ل»العلم»، أن المقاربة المغربية لمكافحة الإرهاب، تعود لسنة 2003، وأنها لا تقتصر على الجانب الأمني الصرف، إنما تتجاوزه إلى أن تشمل الجانب الديني كذلك، والاعتناء بالمساجد وأماكن تكوين الأئمة، ودور إمارة المؤمنين في محاربة التطرف، وتبني أسلوب ديني معتدل. وفي نفس الإطار يقول العجلاوي، إن الطبقة السياسية المغربية اليوم، بالرغم من الصراع الكبير الدائر بينها، والاختلاف الكبير في طريقة التسيير، وفي المرجعيات والرؤى. إلا أن شيئا يجمعها ولا يمكنها أن تختلف عليه، والكامن في إعطاء المسألة الأمنية للبلاد أهمية قصوى، وتوحيد الجهود لمكافحة كافة أشكال المتطرف. كما شدد على الدور الرائد، الذي يلعبه الجيش المغربي، في حماية الوطن، من الأخطار الأمنية الممكن تسربها من جبهات الساحل والصحراء.