أصبحت مدينة تاوريرت تعيش حاليا تحت تأثير العديد من حالات الضياع والتشرد والتسكع والانحراف، إذ تحولت إلى مجمع امن للمتسولين والمشردين والمختلين عقليا فيهم الأطفال الأبرياء والشباب والنساء والمرضعات والشيوخ وذوي العاهات حيث يرابطون أمام المساجد وعلى قارعة الطريق بل حتى المطاعم و المقاهي لم تسلم من هذه الظواهر . ففي شارع المغرب العربي يتنافس الكثير من المتسولين والمشردين على التعرض لأصحاب السيارات طالبين صدقة، ولا تكاد حافلة للمسافرين أو سيارة تقف بتاوريرت حتى تهاجم أبوابها جماعة من محترفي التسول وبائعي السجائر بالتقسيط وماسحي الأحذية من مختلف الأعمار . ولا يكاد المرء يتناول وجبة في مقهى من المقاهي أو مطعم من المطاعم حتى تمتد إليه الأيادي ويسمع كلمات التوسل والاستعطاف وتذرف أمامه دموع البؤس والفاقة فينهض قائما من غير تناول ما قد طلبه من أكل وشرب ،مع العلم أن هذا الشارع يعرف مرور عدد من الأجانب الذين يتقززون من هذا السلوك ويلتقطون صورا لذلك . أما عن المعتوهين والمشردين فحدث ولا حرج ،فهذا يسب ويشتم المواطنين بأعلى صوت وذلك يقضي حاجته في ساحة عمومية وذلك مستلقي على قفاه وسط شارع . وقد سبق لأحدهم أن وقف عاريا ، واخذ يطوف حول النافورة وسط المدينة في الوقت الذي كان فيه وسط المدينة مكتظا بالمارة وقد حاول بعض المواطنين إلباسه بعض الملابس لكن بدون جدوى . ويسمع المرء عبر مختلف الأبواق الرسمية أن الجهات الوصية وفرت كل شيء للفئات المحرومة ،لكن يبدو أن الصور الملتقطة من بعض أزقة وممرات مدينة تاوريرت ومن قرب الملعب البلدي وحديقة العمالة تبين بكل وضوح وبدون تضخيم أو مبالغة زيف الادعاءات وهشاشة الاختيارات اللاشعبية . مشردون بدون مأوى اضطروا في عز الأجواء الباردة النوم في الشوارع لأنهم لم يجدوا من يساعدهم ( على سبيل المثال السيدة التي تتقاذفها الأيادي من مكان إلى آخر وتنام قرب مقهى صابرين بوسط المدية ) . وقد رحل إلى دار البقاء المرحوم برحمته المسمى قيد حياته عبد الكريم / الذي كان موظفا ذات يوم بالقباضة اليوم في صمت ، وما زال العديد منا يتذكر تلك الخطوات الثابتة والرزينة التي كان يسير بها وهو يحمل محفظة القباضة . عبد الكريم الذي وافته المنية في الساعات الأولى من صبيحة يوم الثلاثاء 17 من فبراير 2015 سيبقى وصمة عار في جبين هذا المجتمع ، كان رحمة الله عليه يقضي بعد مغادرته مقر عمله في ظروف غامضة جُل وقته بالحي القديم ، حيث كان مرقده قرب إحدى المقاهي المتواجدة على الطريق الوطنية رقم 6 واجهة المحكمة الابتدائية . وحسب مصادر عليمة فان بعض مسؤولي الأقاليم المجاورة يلجأون إلى التخلص من الحمقى والمشردين عبر إبعادهم / أثناء زيارة من الزيارات إلى المدن المجاورة خاصة إلى مدينة تاوريرت ، رغبة منهم في الحفاظ على جمالية مدنهم وعدم إزعاج السياح والزوار الوافدين عليها . عيب في عهد التضامن والتآزر أن تتحول مدينة تاوريرت إلى "مارستان" للحمقى والمعتوهين والمشردين والعيب الأكبر أن يتابع كل ذلك من بيدهم سلطة القرار ولا يغيرون ذلك ... وإزاء هذا الوضع لا يسعنا إلا أن نتساءل أين هي المراكز التي يقال أنها مخصصة لإيواء المتسولين والمشردين ؟وما رأي الأجهزة الوصية في الأخبار التي تدعي أن مسؤولي الأقاليم المجاورة يتخلصون من مشرديهم ومعتوهيهم وحمقاهم عبر طردهم إلى تاوريرت ..