* بات من المؤكد أن كلا من إسبانيا والمغرب لا يمكن أن يستغنيا عن بعضهما البعض في مجال مكافحة الإرهاب، بل يمكن القول إن المغرب أصبح له دور حاسم في هذا المجال ليس مع إسبانيا بل أيضا مع أروبا، فالنشاط الإرهابي بات حاضرا في إسبانيا خاصة في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وهما المدينتان المغربيتان القريبتان من مدن شمال المغرب حيث تنشط العديد من الخلايا الإرهابية النائمة، وتتبادل المعلومات والعواطف مع أخرى في المدينتين المحتلتين. هذه الوضعية جعلت إسبانيا مقتنعة تمام الاقتناع بالدور الحاسم للمغرب في هذا المجال. ذلك ما حذا بالجارة الإيبيرية في وقت سابق إلى الاعتراف بهذا الدور من خلال توشيح السيد عبد اللطيف الحموشي مدير الاستخبارات المغربية. ولعل هذه الحقيقة التي لم تتفطن لها فرنسا إلا بعد أن تعرضت للضربة الإرهابية الأخيرة التي كانت جريدة شارلي أيبدو مسرحا لها والتي عرفت مقتل 17 بين الضحايا والمنفذين. مما دفع السلطات الفرنسية إلى تدارك هذا الفراغ ورد الاعتبار للأجهزة الأمنية والاستخبارات المغربية. التعاون الإسباني المغربي الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب أثمر عن عدة عمليات اعتقال سواء في المغرب أو في إسبانيا وفي نهاية سنة 2014 تمكنت المصالح الأمنية المغربية الإسبانية من تفكيك شبكة إرهابية بمدينة الفنيدق، بموازاة مع ذلك تمكنت المصالح الأمنية الإسبانية من تفكيك شبكة مماثلة في كل من سبتة ومليلية المحتلتين كانت تجند المقاتلين للدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق. وكان من بين المعتقلين المغربي المدعو محمد حمدوش المعروف ب»ككبطو« وهو الرجل الذي أهدى لمرأته حزاما ناسفا. وهذه الخلية كانت تتكون من 12 شخصا كانت لهم علاقة بعشرين آخرين أرسلوهم إلى سوريا وهم من جنسية مغربية وإسبانية. وفي 25 من شهر يناير تمكنت مصالح الأمن المغربية من إلقاء القبض على الجزائري حسين دحوس العضو في مجموعة جند الخلافة، وهو التنظيم المسؤول عن مقتل الرهينة الفرنسي هيرفي غورديل في شتنبر 2014. هذه الأوضاع دفعت إسبانيا إلى الاعتماد على المغرب في مكافحة الإرهاب، ومن أوجه هذا التعاون تواجد استخباراتيين مغاربة تابعين لإدارة (DGST) في إسبانيا، لهذا الغرض حتى ولو كانوا لا يحملون أسلحة، حيث أن مهمتهم تتحدد في جمع المعلومات عن الإرهابيين. وقد باتت إسبانيا تعرف الدور الحاسم للمغرب خصوصا وأن عددا كبيرا ممن اعتقلوا هم ذو أصول مغربية.