احتضن المركب الثقافي سيدي بليوط بعمالة مقاطعات آنفا الذكرى التأبينية للفقيد المرحوم محمد راضي عضو المكتب التنفيذي لجمعية التربية والتنمية وأحد رواد الحقل الجمعوي والثقافي والسياسي والنقابي بجهة الدارالبيضاء وبالمغرب، وقد ترأس هذا الحفل التأبيني الذي نظمه المكتب التنفيذي للجمعية بتعاون مع فرع الجمعية بأنفا،الأخ الدكتور المناضل عبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال والأخت نعيمة الرباع عضوة اللجنة التنفيذية للحزب وأعضاء المكتب التنفيذي للجمعية والكاتب العام لمنظمة الشبيبة الإستقلالية ومفتشو الحزب بجهة الدارالبيضاء، ورئيس الجامعة الوطنية للتخييم ورئيس اتحاد المنظمات التربوية بالمغرب ومختلف فروع الجمعية وعدد من الأصدقاء والمعارف. وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تناول الكلمة الأخ المناضل الأستاذ خليفة لخصاصي الكاتب العام لجمعية التربية والتنمية، أوضح فيها بأن اللحظة تتراكم فيها الذكريات وتتزاحم الأحداث وتتعدد صور الماضي التي شكلت سياقا لجمع الفعل السياسي بالجمعوي والنقابي والإعلامي والإجتماعي والإنساني، هذا هو الحال ونحن نسبح في عالم فقيد جمعية التربية والتنمية خاصة والجسم الجمعوي عامة، عالم تحول إلى مدرسة للقيم والوفاء والنضال، كان عميدها المرحوم الحاج محمد راضي، الذي لم تنقطع نفسه وحسه عن حب ودعم وحماية جمعيته التي أعطاها كل شيء حتى آخر نبض في قلبه، ونظرة عينه وشهادة صيانته، لحظة مثل هذه تحرك فينا سيلا من المشاهد التي شكلت على مدى عقود حياة مليئة بالأعمال كان فيها الفقيد المرحوم الحاج محمد راضي حكيم زمانه، ترجع إليه الجمعية لإستشاراته كلما كان ذلك لزوما أو مطلوبا، فهو الأخ والأب والمربي والمرشد والمسؤول الذي يحدث بخرجاته القوية التوازن ورد الصدى، على خلفية الإحترام والتقدير الذي يحظى به من طرف كل إخوانه بالجمعية. فهو نموذج المناضل الوطني والجمعوي المتطوع، الحزبي النقابي الصحفي الإنسان المربي، الذي جمع كل هذه الصفات ليحصد العلامة الكاملة في الوفاء والإلتزام، كواحد من مدرسة الحزب التي أشعت بنورها وعلمها وعملبها ومبادئها كل رحاب الوطن. الحاج محمد راضي الغائب الحاضر ترك بيننا فراغا لكن خصاله وأعماله ورصيده سيظل راسخا ومنقوشا في أدبياتنا داخل العمل الجمعوي.الرحمة والمغفرة لروحه الطاهرة والعزاء للجميع. وفي كلمته المتميزة قال الدكتور المناضل الأخ عبد القادر الكيحل، إنه في حضرة الموت نلتقي في هذا التجمع الذي يشكل فضاءا للعرفان والوفاء، فضاء للذكر والتذكر، فضاء للمحبة والصفاء، في حضرة الموت نقول ما قاله عز وجل"إنك ميت وإنهم ميتون". أيتها الأحبة، إنه موقع الشهادة، شهادة بما عرفناه وما سمعناه وما رأيناه في الرجل، السي محمد راضي، الذي ترك لنا ما نتلقاه حبا في قلوبنا وأسماعنا ووجداننا: -ظاهرة تربوية إنسانية اجتماعية سياسية. -أخلاق عالية رفيعة متينة. -صداقة قوية محبة صادقة. -تجربة وحنكة عملية منفردة. -حكمة متبصرة صامتة معبرة. -نبل وكرامة أصيلة متأصلة. -بسالة وصبر واحتساب. كان يقاوم مرضه ببسالة لم يقعده المرض، فظل رافعا قامته بكبرياء، لايمكن اختزال عمل الرجل في دقائق أو في كلمة تأبين. إنه مفخرة لحزبه وجمعيته ورفاقه وعائلته ووطنه، عرفته معرفة حقيقية معرفة الطفل لمربيه، معرفة التلميذ لمعلمه في مخيمات التربية والتخييم، في زيارات لقيادة الجمعية للمخيمات والتي كانت حدثا استثنائيا ننتظره ونتأهب له في كل مرحلة تخييمية، وعرفته معرفة المناضل للمناضل حيث جمعتنا قيادة الشبيبة الإستقلالية، فكان نموذجا للحكمة والتبصر وجمع الكلمة، فاثرت أن أناديه "الوالد"، لما يمثله من علاقة أبوية مشحونة بالحب والنصح والتوجيه، وعرفته معرفة الإنسان للإنسان من خلال نبل أخلاقه وحسه الإجتماعي مما سمعته من أصدقائه في الوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات. يا معشر المناضلين في التربية والتنمية والشبيبة الإستقلالية وحزب الإستقلال، إذا كان فقدان مرب استثنائي بجميع المقاييس قد ترك فراغا يعز ملؤه، فان وفاته لا تعني توقف المشروع التربوي الذي ناضل من أجله. إن الفقيد يقول عبد القادر الكيحل وهب حياته للتربية والعمل الإجتماعي والنضال السياسي وتحلى بالتواضع والأخلاق والمعاملة السامية، ونحن مدينون له بالفضل وأرجو أن يكون قدوة لنا جميعا ولأبنائه ولمحبيه. إن المشروع التربوي الذي آمن به ونحن مؤتمنون على مواصلته يعتبر ركيزة مشروعنا المجتمعي والسياسي. فالإستثمار في الطفولة تربية وتكوينا وتأهيلا مدخل لحماية القيم والحفاظ عن الهوية وبناء النموذج الوطني المتميز المبني على الأخلاق والقيم والمرتكز على الفاعلية والجد والإجتهاد. وفاءا لروحك الطاهرة نحيي اليوم هذا الحفل التأبيني ونتذكر كلام السيد قطب"عندما نعيش لذواتنا تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث بدأنا وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود،أما عندما نعيش لغيرنا فإن الحياة تبدو طويلة عميقة تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه الأرض". ويضيف: السي محمد راضي عاش لغيره لذلك سيبقى حاضرا حيا مستمرا بيننا بما قدمه وتركه فينا من أعمال ونضال وبما تركه لنا من خلف صالح إن شاء الله، سيعينه بالدعاء مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم"ولد صالح يدعو له"، وباستمرارهم على عهده وصدقه. فالإنسان النافع الجاد المعطاء في حياته تجربة غنية، ثم يتحول إذا بموت إلى قيمة إيجابية وهكذا كان في حياته وهكذا أضحى بعد مماته، رحمك الله إذ رحلت عنا رحلة النهاية وكلنا بعدك راحلون مستحضرين قوله تعالى"ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك ولاتخزنا يوم القيامة، إنك لاتخلف الميعاد."كأنك لم ترحل رغم مغادرة الحياة منذ مدة مازال وقع خطواتك الواثقة يسمع في مقرات الحزب والجمعية وبصمات روحك في القلوب والأفئدة ونقاشاتك الحميمية الدافئة عالقة في أذهان رفاقك وزملائك، كلماتك المحملة بالأمل في قلوب محبيك يستمدون منها نورا يضيء طرقهم المعتمة أحيانا. لا نستطيع أن نستحضر كل المفردات التي تليق بك، ولانستطيع حيال ذلك أن نعوض فادح الخسارة، إلا أننا نقول كما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا على فراقك لمحزونون" ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"صدق الله العظيم. رحمك الله السي محمد راضي وأسكنه فسيح جنانه مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.وألهمنا وذويك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه ترجعون. الأخ عمر عباسي الكاتب العام للشبيبة الإستقلالية قال بأنه له عظيم الشرف أن يشارك اليوم في حفل تأبين الأب والمربي والأخ الأكبر والمناضل الإنساني والنقابي الملتزم. يقول: "الأخ سي محمد راضي رؤمه الله كلما فكرت فيه وفي لقاءاتي معه إلا واستحضرت ابتسامة صادقة كان يهديها لكل من يلقاه قبل أن يتحدث إليه، لقد كان رحمه الله كبيرا صادقا في صمته كما في كلامه، عف اللسان لايعرف الحقد إلى قلبه طريقا، عرفته قياديا في الشبيبة الإستقلالية، عضوا في مكتبها التنفيذي، وظل بالنسبة لي ولجيلي، عنوان العطاء والشباب والعفة والصدق والوضوح والنبل. نعم ينتمي السي محمد راضي رحمه الله لجيل أحببناه ولا زلنا نحبه، إلا أنه ظل مسكونا بالعقيدة الإستقلالية وبقيم وأخلاق وشمائل المناضل الإستقلالي،الذي يؤكد أن حزب الإستقلال بيت الأمة وضميرها. ان سي محمد راضي القيادي في الشبيبة الإستقلالية، سيبقى بالنسبة لنا نموذج الحكمة والهدوء وسعة الصدر والقدرة على التوفيق بين الآراء المتناقضة وبين الأفكار المتصادمة، يجمع كل من عايش الرجل خلال مرحلة تواجده في قيادة الشبيبة الإستقلالية على الدور المركزي الذي لعبه في حل المشاكل وتوحيد المواقف، لقد كان رحمه الله مسكونا بهاجس الوحدة والوفاء. إن استحضارنا الجماعي اليوم لأخلاق الرجل ولمساره النضالي البارز لايمكن أن يتم دون استحضار الدور البارز الذي ظل الفقيد يلعبه في تقوية العلاقة بين الشبيبة الإستقلالية وبين جمعية التربية والتنمية باعتبارها أحد الجمعيات العاملة تحت لواء المنظمة. لقد كان رحمه الله مدافعا عن الجمعية داخل الشبيبة الإستقلالية، ومدافعا عن الشبيبة داخل الجمعية، هدفه النبيل من كل ذلك هو أن تبقى المنظمة وجمعياتها مشاتل حقيقية لتكوين الأطر والمناضلين الإستقلاليين. وإذا جاز لنا اليوم أن نأخذ العبر من سيرة الرجل ومن نضالاته في صفوف الشبيبة الإستقلالية، فإن أولى العبر الحرص على أن تظل جمعية التربية والتنمية كما كانت دوما إطارا جمعويا مدنيا لتربية الناشئة والشباب على قيم الوطنية والمواطنة، لأنه يظل يعتبر أب الجمعية يجب أن يساهم بفعالية في تقوية الصقور لدى مناضليها بالإنتماء إلى رسالة الحزب ومشروعه المجتمعي، وذلك لأن تأسيسها في اليد وعلى يد الآباء والرواد والكبار لحزبنا، إنما كان يروم ربط الناشئة والشباب المربي بقضايا الوطن وبهمومه". واضاف عمر عباسي:" لايمكن لنا في الشبيبة الإستقلالية ونحن نؤبن الراحل أن لا نستحضر نضاله داخل الشبيبة الإستقلالية خصوصا منذ بداية التسعينات إلى اليوم، مرحلة كان لمناضلي الشبيبة الإستقلالية بمدينة الدارالبيضاء المجاهدة حضور قوي وفعال في عمل المنظمة، لقد كان حضورا وازنا لثلة من المناضلين الذين نفخر اليوم بعملهم داخل الحزب ومؤسساته، لقد كانت مرحلة وضاءة في تاريخ نضال الشباب البيضاوي داخل المنظمة، ويتعين أن تشكل لنا اليوم تجربة نموذجية للإقتداء، وعلى الشبيبة الإستقلالية أن تكون مشتلا فعليا لإفراز الأطر والكوادر الحزبية، وهذه إحدى مهامنا الأساسية، وهي بالنسبة لنا اليوم أحد خصائص نضال السي محمد راضي رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه. سيظل السي محمد راضي حيا فينا في ذاكرة منظمة الشبيبة الإستقلالية". الأخ عبد الكريم أيوب نيابة عن الأخت ياسمينة بادو منسقة الحزب بجهة الدارالبيضاء الكبرى وعضوة اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال، ابرز ان حزب الإستقلال بالدارالبيضاء فقد مناضلا متزنا وإطارا لا يحب الأضواء والظهور والتباهي ويفسح المجال لكي تتحدث عنه أعماله. لقد فقد فيه الإتحاد العام للشغالين بالمغرب مناضلا نقابيا انخرط في الجامعة الحرة للتعليم بالدارالبيضاء، وعلى المستوى الوطني مناضلا نقابيا لم يتخل قط عن المطالب النقابية المشروعة، فواصل نضالاته في الإتحاد العام للشغالين بالمغرب حتى وهو مستخدم كإطار بالأنابيك.كما فقدت جمعية التربية والتنمية رجلا من رجالاتها الأوفياء. أيها الإخوة والأخوات، لقد فقدنا مناضلا صادقا ووفيا، أسلم روحه لبارئها بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، فذاك قدر الله تعالى". ويضيف "برحيلك الأخ محمد راضي فقدنا قامة تربوية كبيرة وجمعويا ومناضلا ونقابيا وفاعلا سياسيا حقيقيا كانت له مكانة عالية في مجالات اختصاصاته، فكونت وراكمت زخما من التجارب التي خلال سنوات حياته فقد اجتمع فيك ما تفرق في غيرك. فكان ذا إرادة صلبة، فاعلة أثرت بعمق في توجيه نشاطاتك المهنية والعلمية والإدارية والتربوية، ولعل غنى سيرتك الذاتية بالعطاء والإبداع، فكنت بذلك مناضلا بعلمه وإنتاجه وأنشطته المختلفة وأستاذا رائعا في تدريسه وسلوكه وأخلاقه ونموذجا صالحا وقدوة يحتدى بها". وذكر بنفس المناسبة أنه كانت للراحل طريقته الخاصة في الإدارة متمثلة في فلسفته الخاصة في الطريقة والأداء، فكان يمزج بين الصرامة وخفة الروح والمرونة والجرأة والإنتاج المتميز بالمنهجية والدقة في أسلوبه وسلوكه المبني على احترام الآهر والتعامل معه بلطف ورقة. فكان بالنسبة لنا في الحزب والنقابة والجمعية وهيئات المجتمع المدني بمثابة الأخ العطوف الوفي والأب الكريم والمربي الصارم والحازم واللسان الصادق الناصح. رحمك الله الأخ محمد راضي. اما رئيس الجامعة الوطنية للتخييم وعضو المكتب التنفيذي لجمعية التربية والتنمية الأخ الأستاذ محمد القرطيطي، فقد نقل في البداية تعازي ومواساة الجمعيات الوطنية والمتعددة الفروع والجمعيات المحلية المشكلة للجامعة الوطنية للتخييم، مكاتب ومسيرين وأعضاءا في هذا المصاب الجلل الذي ألم بالجسد الجمعوي، الذي خبر وواكب المسيرة النضالية لفقيدنا المشمول برحمته ورضوانه، والذي سخر جهده وحضوره لخدمة قضايا الطفولة والشباب. فقيدنا الراحل، الإنسان والمربي والإعلامي والمناضل، كان رجل المبادئ الثابتة، والأخلاق الفاضلة، والوطنية الصادقة، لم يخلف موعدا إلا وسجله واستثمره، ولم يتأخر يوما عن الفعاليات التربوية والثقافية والوطنية والجهوية والمحلية الذي دأبت جمعية التربية والتنمية وباقي التنظيمات الجمعوية إطلاقها وتنظيمها لتكوين وتنشيط أجيال الطفولة والشباب، وعلى مدى عقود خلت، وكانت بالنسبة إليه مناسبة للعطاء والمشاركة وفعل الخير، وإسعاد كل الفئات والشرائح التي كان يحظى فيها بالإحترام والتقدير. المرحوم العزيز الذي فقدته الأسرة الجمعوية بكل أطيافها، كان خير مدافع عن حق الطفولة في التخييم باعتباره مدرسة لتعلم الحياة والتربية على المواطنة في شموليتها، وحريصا على أن تسود الممارسة الجمعوية على إعلاء قيم التطوع وصيانة مكاسبه وثوابته وتقوية الآليات الجمعوية وإشراكها في اتخاذ القرارات وتنمية الحس الإجتماعي والمعرفي. الفقيد المرحوم محمد راضي تعلمنا منه أشياء كثيرة ستظل حاضرة في أدبياتنا وطروحاتنا ومشاريع برامجنا، وهو بذلك يستحق العلامة الكاملة في التنقيط الجمعوي، لذا نطلب له الرحمة والمغفرة والصبر لأطفاله وإخوانه وذويه وأصدقائه الكثر، هذه شهادة تقدير من الجامعة الوطنية للتخييم التي كانت كبيرة في وجدانه وستظل. إنا لله وإنا إليه راجعون. أما رئيس اتحاد المنظمات التربوية بالمغرب الأخ الأستاذ عبد المقصود الراشدي، فبعد تقديمه العزاء للعائلة الصغيرة والكبيرة، وتبليغ تعازي جميع الجمعيات المنتمية للإتحاد، تعرض في حديثه لكل العلاقات الطيبة التي كانت تجمعه مع الفقيد سواء داخل أو خارج المغرب، وهو يقول بأنه من المناضلين الحقيقيين في العمل الجمعوي وإطارا من الأطر المدافعة عن حق الشباب والطفولة، لقد لعب دورا متميزا في تثبيت قواعد الإتحاد، حيث كان سموحا ولطيفا وذو معاملة حسنة. رحم الله الفقيد ولأصدقائه الصبر والسلوان.