نشب في المدة الأخيرة توتر كبير بين حزب اليسار الموحد والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني اللذان يقودان تحالف الحكومة المحلية للأندلس وكان نائب رئيس هذه الحكومة »دييغو فالديراس عن اليسار الموحد المعروف بتأييده للبوليساريو قد قرر زيارة مخيمات تندوف، وهو الموقف الذي عارضته بشدة رئيسة الحكومة المحلية سوزان دياز عن الحزب الاشتراكي العمالي التي اعتبرت هذه الزيارة مجرد مواجهة مجانية مع المغرب الذي يعتبر شريكا أساسيا ومفتاحا للتعاون الإسباني وللاتحاد الأوروبي اقتصاديا وأمنيا. وأضافت صحيفة الباييس أن ممثل اليسار وبعد الجواب السلبي لرئيسة الحكومة الأندلسية يحاول تخفيف حدة التوتر بين الحزبين، وعبر عن صدمته من رفض دياز لهذه الزيارة. وأشارت الجريدةإلى أن نائب الرئيسة مازال مصراً على زيارته للصحراء بعد التحدث مع رئيسة الحكومة من أجل تقييم موقفه حول ما سماه بأهمية هذه الزيارة، غير أن »سوزان دياز« أكدت أن هذه الزيارة غير ذات جدوى خصوصا إذا أصر نائبها على زيارة تندوف كنائب لرئيس حكومة الأندلس، فيما أراد هذا الأخير الالتفاف على الموضوع والقيام بزيارته باسم حزب اليسار الموحد وليس باسم حكومة الأندلس. وتعول حكومة الأندلس على تجنب كل ما يمكن أن يعكر العلاقات الاقتصادية المتميزة بين المغرب وإسبانيا، حيث من المنتظر أن يجتمع الشهر المقبل المقاولون الأندلسيون مع نظرائهم المغاربة، وهو الاتفاق الذي تم أثناء استقبال »سوزان دياز« من طرف جلالة الملك في مدينة تطوان خلال زيارتها الأخيرة إلى المغرب، ونظرا لهذه العلاقات ولحاجة إسبانيا إلى التعاون الاقتصادي مع المغرب خصوصا، مع تطوره خلال السنتين المنصرمتين باحتلال إسبانيا للمرتبة الأولى كشريك اقتصادي للمغرب، فإن الحزب الاشتراكي العمالي في الأندلس يرى أنه من الأفيد توطيد العلاقات المغربية الإسبانية، وان الزيارة التي يريد فاليدراس القيام بها هي غير ذات أهمية. وتحدو مدريد عامة رغبة في تجنب كل ما من شأنه أن يؤثر على العلاقات الاقتصادية والأمنية المتميزة بين البلدين، حيث إن إسبانيا تتلقى ضغوطا كبيرة من طرف الجهات المؤيدة للبوليساريو داخل إسبانيا، من أجل اتخاذ موقف مؤيد لهذه الأطروحة داخل مجلس الأمن التي أصبحت إسبانيا عضوا فيه منذ مطلع يناير الحالي. وتتشبث الدبلوماسية الإسبانية وتجنبا لأي إحراج بموقف يدعو إلى النظر لقضية الصحراء في إطار الأممالمتحدة، وتدعم حلا متفاوضا عليه مقبولا من طرفي النزاع، يعني المغرب وجبهة البوليساريو دون الإشارة إلى الجزائر.