إنهارت بشكل متسارع أسعار النفط في العالم ولم تستطع منظمة الأوبك من السيطرة على السعر في السوق العالمية. بلدان النفط أعلنت عن العجز المتوقع في الميزانية حيث واردات الدولة لن تستطع تغطية المصروفات ولذلك فمن المتوقع والحالة هذه أن تعمل تلك البلدان على غرار ما فعلت أمريكا قبل بضعة أعوام انها طبعت نقود بدون غطاء ذهبي! في هذه الحالة فإن بلداننا النفطية لن تستطع مقاومة العجز وطباعة نقود ورقية بدون غطاء ذهبي يؤدي إلى أنهيار سعر العملة ما يؤدي ذلك بالضرورة إلى التضخم. عندما يسود التضخم النقدي في بلد مثل بلداننا فإن الإنسان لا يستطيع عد نقوده حيث تصبح العملة بالوزن بمعنى يأخذ الإنسان كيسا مليئا بالنقود كي يشتري طبقة بيض فيزنها البائع كي يعرف سعر النقود بما يساوي طبقة البيض. الناس قلقة وبلدان النفط قلقة وخائفة من الجوع الذي يؤدي بالضرورة إلى السرقة حيث سوف يكثر اللصوص بعد أن أنخفض برميل النفط من 120 دولار للبرميل إلى أقل من خمسين دولار ولا أحد يشتريه حيث يفضلون بترول داعش الذي يشترونه بعشرة دولارات على نفط وزراء النفط العرب بسعر خمسين دولارا للبرميل الواحد. بالمناسبة حتى سعر المائة وعشرين دولار للبرميل هو سعر هابط وهو أخو البلاش كما يقال، فالغرب الذي يستورد منا النفط بخمسين دولارا أو حتى بمائة دولار لبرميل النفط الذي يحتوي على 250 لترا هو لا شيء وهم يعيدون لنا تصنيع النفط على شكل شرايين للقلوب التالفة بسعر خمسة آلاف دولار لشريان القلب البالغ طوله إثنين أنج. أنا شخصيا غير قلق من إنخفاض سعر البترول فلم يترك لي والدي رحمه الله بئرا نفطية ولا حتى قنية واحدة من النفط. وانا خاضع للقول "المفلس في القافلة أمين" حيث قطاع الطرق لا يهددون المفلس بإبتزازه ماليا فليس لديه ما يعطيهم. مرة في سنوات سابقة خرجت مظاهرة نظمه الحزب الشيوعي في العراق إحتجاجا على إرتفاع سعر البنزين حيث ينعكس ذلك على مدخول المواطنين. وعندما إعتقلت الشرطة قائد المظاهرة وسألوه عن الضرر الذي لحق به بسبب إرتفاع سعر البنزين ووقود السيارات إتضح بأنه لا يملك سيارة وليس لديه مصنع .. فما هو ضررك من إرتفاع سعر البنزين. قال لهم أن عندي ولاعة سكائر. كانت ولاعات السكائر سابقا تشتغل بالبنزين! محمد الكحلاوي المغني المصري القديم غنى عن النفط بترول بلادنا يا بوي .. بترول بلادنا لا هوه فادنه يا بوي .. ولا هو زادنه! سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا [email protected]