سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على منع عرض الفيلم الأمريكي "الخروج: آلهة وملوك" في كل من مصر والمغرب والإمارات. وتناولت الصحيفة أسباب منع عرض الفيلم في الدول الثلاثة، حيث أعلنت مصر ان هذا الفيلم يزيف التاريخ نظرا لانه يقدم النبي موسى واليهود على انهم بناة الأهرامات وهو ما يتناقض مع الوقائع التاريخية الحقيقية، بينما أدانت المغرب تجسيد الذّات الإلهية، أما الإمارات فقالت أن لديها تحفظات حول الفيلم لأن به أخطاء دينية وتاريخية. وأبرزت الصحيفة رؤية مصر لهذا الفيلم والذي وصفه وزير الثقافة جابر عصفور بأنه فيلم "صهيوني بامتياز" يعبر عن رأي الصهاينة. وذكرت الصحيفة – نقلا عن تذكير إذاعة فرنسا الدولية – بالحادث الدبلوماسي الذي وقع بين القاهرة وتل إبيب حينما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن في أواخر عام 1970بزيارة مصر وقال أن "اليهود بناة الأهرامات". كما أشارت "لوموند" الى انتقاد لجنة الرقابة في مصر لمشهد شق البحر الأحمر، حيث جاء في الفيلم سبب شق البحر لظاهرة المد والجزر وليس للمعجزة الإلهية فضلا عن ظهور النبي موسى في الفيلم يحمل سيفا وليس عصا. وجدير بالذكر ان وزير الثقافة جابر عصفور قد أكد أن الفيلم الأميركي "الخروج: آلهة وملوك" للمخرج البريطاني ريدلي سكوت الذي يتناول هروب النبي موسى من مصر، يعرض التاريخ من وجهة النظر الصهيونية، ويتضمن تزييفًا للوقائع التاريخية. كما أوضح أن لجنة رباعية تضم الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية، وأستاذين جامعيين متخصصين فى التاريخ شاهدوا الفيلم، ورفعوا له تقريرًا يوصى بمنع عرضه. أما في المغرب ، فقد قام المركز السينمائي المغربي بوقف عرض الفيلم بالقاعات السينمائية الوطنية، التي كان بعضها قد بدأ في عرض الفيلم وبيع التذاكر. وأوضح أن لجنة النظر في صلاحيات الأشرطة السينماتوغرافية لم تمنح تأشيرة عرض لفيلم "الخروج.. آلهة وملوك"، بالإجماع، لكون الشريط يجسد الذات الإلهية، في شخص طفل صغير أثناء نزول الوحي على النبي موسى عليه السلام، وأشار البيان إلى أن هذا التجسيد باطل وأن الله لا يتمثل في جميع الأديان السماوية. وبعد قرار مصر والمغرب، تأتي الإمارات حيث أعلن المجلس الوطني للإعلام المسؤول عن فحص الأفلام قبل عرضها في الإمارات أن الفيلم يحتوي على "أخطاء دينية وتاريخية، خاصة أنه يظهر سيدنا موسى ليس كنبي ولكن كداعية للسلام". وتعود أحداث الفيلم إلى مصر الفرعونية عام 1300 ق.م ، فى مدينة ممفيس، ومن هنا تبدأ أولى المغالطات التاريخية ، حيث يظهر فيه "العبرانيون" على أنهم قضوا فى مصر 400 سنة يقاسون فيها ويلات العبودية والسخرة فى بناء الأهرامات والتماثيل الفرعونية حسب زعم الفيلم، ولمواجهة هذا الظلم قام موسى (الذى أظهره الفيلم فى صورة قائد عسكرى) بتكوين جماعات مسلحة من بنى إسرائيل لمجابهة المصريين، ليحررهم من العبودية .