في الوقت الذي بدأت فيه الدوحة اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع القاهرة مرة أخرى بعد أن تدهورت كثيرا بسبب وصف قطر للانتفاضة الشعبية ضد نظام الإخوان المسلمين بالانقلاب العسكري على السلطة المدنية بدأت في الوقت نفسه تبعث برسائل للعاصمة التركية أنقرة لتسلك الطريق نفسه نحو المصالحة مع مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي. وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها فإن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى تناول خلال لقائه مع رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته للعاصمة التركية أنقرة يوم الجمعة الماضي التطورات على الساحة الدولية بشأن مصر وأن العالم قبل السيسي رئيسا لمصر ويقيم معه علاقات. وأوضح الشيخ تميم لأردوغان أهمية الدور الذي تلعبه مصر في منطقة الشرق الأوسط. وبعث برسالة مفادها: "لامحالة من تطبيع العلاقات مع رئيس الجمهورية المصري عبد الفتاح السيسي. ومن المؤكد أن هناك فائدة من إعادة تقييم سياساتكم في الموضوع مرة أخرى". ويرى نائب رئيس الوزراء التركي بولنت آرينتش وعدد من الوزراء بالحكومة التركية ضرورة إعادة العلاقات مع الجانب المصري مرة أخرى بل وتم مناقشة الأمر في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء بحسب تصريحات آرينتش الأخيرة في هذا الصدد، والتي أدلى بها لقناة" الجزيرة تورك". وتسعى قطر، حاضنة قادة جماعة الإخوان المسلمين –التي أعلنتها مصر جماعة إرهابية- في الآونة الأخيرة إلى اتخاذ خطوات في طريق المصالحة مع القاهرة عبر تخفيف حدة لهجة خطابها ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي كما قامت أول من أمس بإغلاق قناة" الجزيرة مباشر مصر" الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، قد صرح خلال الأسبوع الماضي، أن "أمن مصر هو أمن قطر"، وأرسل بمبعوثه الخاص، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى القاهرة يوم الأحد الماضي لينقل إلى الرئيس السيسي أن قطر تقدم للقاهرة دعما كاملا. وبعدها قررت قناة الجزيرة القطرية إغلاق قناة "الجزيرة مصر المباشر" التي كانت تدعم تحركات الإخوان المسلمين. كما أفادت المصادر الدبلوماسية بأنه من المقرر أن يعقد الرئيس السيسي وأمير قطر لقاء قريبا بالمملكة العربية السعودية التي لعبت دورا مهما في التقارب بين البلدين، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيزحسب ما ذكرت وكالة أنباء جيهان التركية.