احتضن مسرح محمد الخامس ب مساء الأربعاء الماضي الرباط، الدورة الخامسة لمهرجان «تقاسيم ومواويل»، و تميزت بتكريم الكاتب و الإعلامي محمد العربي المساري. وتضمن الحفل لقاء فنيا بين الموسيقى المغربية والفلامنكو من خلال دعوة فرقة عازف القيثارة الإسباني الشهير شابي بينيدا، الباحث في تراث الفلامنكو والحائز ماستر في الإيقاع، والذي سبق له أن أنجز العديد من مشاريع الدمج (فيزيون) بين موسيقى الفلامنكو والموسيقى العربية والإفريقية. وقد تم استهلال الحفل بارتجال موسيقي للفرقة المغربية التي يترأسها ناصر الهواري والتي تضم الفنانين عبد السلام الخلوفي (المنشد المتخصص في الموسيقى العربية الأندلسية) ومولاي أحمد الركراكي (الكمان) والتهامي بلحوات (القانون) وحسن أموزاي (الناي) ومحمد بنعبد الله (الطبلة العربية) وعمر أوبلوش (إيقاع) وزكريا الدغمي (فيولونسيل). وتلا ذلك ارتجال للفرقة الإسبانية، التي يترأسها شابي بينيدا، بمشاركة ابنته نوريا ، وفيرونيكا مويانو أيلون التي رافقت عددا من الفنانين المرموقين من عيار أنطونيو غارسيا وإيفا غونزاليس وأنطونيو مونخار وميغيل سالادو وماريا كينيترو، وألبرتو ليسينو، ومانويل لوكي بيريز عازف الإيقاع العصامي الذي صاحب بالخصوص الفنانين خورخي باردو وراوول مانولا. وتم بعد ذلك أداء جماعي للفرقتين المغربية والإسبانية، اللتين أديتا معا مقطوعات من الموسيقى العربية والإسبانية وموشحات تعود للعصر الأندلسي الذي شهد أبهى فترات الحضارة العربية الإسلامية. وخلال لحظة التكريم وتسليم درع المهرجان، اعتبر الأستاذ محمد العربي المساري أن هذا «الحفل الموسيقي المتميز يرمز إلى التلاقي الثقافي بين قرطبة والرباط التي اختارها سكنا من بنوا الجزء الجديد من المدينة وعمروا ضفتي أبي رقراق بالعديد من الذكريات الجميلة». وقد شغل الأستاذ المساري، في أوقات سابقة، مناصب إعلامية بدار الإذاعة والتلفزيون وبجريدة (العلم)، وانتخب كاتبا عاما للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وعضوا في الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب منذ 1969 ونائبا لرئيس الاتحاد من 1996 إلى 1998 وعضو لجنة التحكيم لجائزة اليونسكو لحرية الصحافة (غييرمو كانو) لسنوات 2002 و2003 و2004، وحزبية (عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال من 1974 إلى 2008)، وحكومية (وزير الاتصال سنتي 1998 و1999)، وديبلوماسية (سفير في البرازيل ما بين سنتي 1985 و1991)، وثقافية (الكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب على مدى ثلاث ولايات، وعضو المجلس الإداري مؤسسة الثقافات الثلاث للمتوسط التي يوجد مقرها بإشبيلية)، وكذا عضو لجنة ابن رشد للحوار مع إسبانيا. ويعد مهرجان «تقاسيم ومواويل» لقاء فنيا أسسه الملحن وعازف العود ناصر الهواري بهدف النهوض بفن الارتجال الموسيقي العربي، صوتا وأداة، وتثمينه، إذ تتم دعوة مشاهير موسيقيين في مجال الارتجال الصوتي والأداتي في كل دورة، فيشاطرون فنانين مغاربة إبداعاتهم من أجل ربط الصلات بين أصناف الموسيقات المرتجلة في مختلف ربوع العالم، على أن يتم في كل دورة تكريم شخصية من عالم الفن والثقافة أسهمت من قريب أو من بعيد في النهوض بالموسيقى المغربية. وكانت قد تمت خلال الدورات السابقة دعوة كل من إسبانيا ومصر، كما تم تكريم رواد الجوق الوطني التابع لدار الإذاعة والتلفزة المغربية الراحل عبد الحميد بنبراهيم، وعمرو الطنطاوي ومحمد سميرس والجيلالي بلمهدي ومحمد بركام والإدريسي، وكذا الراحلين المهدي المنجرة وعبد النبي الجراري، ومحمد بنددوش . يشار إلى أن فرقة شابي بينيدا نظمت يومي 8 و9 دجنبر الجاري «ماستر كلاس» في العزف على آلة القيثار وفي الغناء والإيقاعات لفائدة موسيقيين شباب مغاربة بفيلا الفنون.