علم من مصدر أمني مسؤول أن المتهم الإسباني الشهير كارلوس أحيل أخيرا على المحكمة الابتدائية بتطوان بتهمة الاتجار الدولي في مخدرات الشيرا. وكان التحقيق في هذه القضية قد انتهى إلى ورود اسم المتهم الإسباني كمسؤول مباشر في محاولة تهريب حوالي 160 كلغ من مخدرات الشيرا، والتي تم ضبطها في سيارة من نوع كرفان في سنة 1995 بباب سبتة السليبة، وكان إسبانيان آخرين قد أدينا خلالها، بينما تمكن كارلوس من الهروب، وحسب بعض المعطيات فقد سبق للمتهم أن دخل إلى المغرب لمرات عديدة، غير أنه كان ينجح في كل مرة من الإفلات من المراقبة الأمنية، حتى اعتقاله أخيرا بمطار الداخلة في غضون قيامه برحلة من رحلاته المعتادة على متن طائرة خفيفة رفقة مالك الطائرة الهولندي الأصل، وقد تبين من التحقيقات التي أجريت في هذه القضية أن شريك كارلوس يملك شركة لإصلاح الطائرات، يوجد لها فرع بدولة السينغال حيث كانا متوجهين، فيما وصفت الرحلة إلى مدينة الداخلة بالاضطرارية للتزود بالوقود فقط، وقضاء بعض الأغراض في المدينة قبل الإقلاع مرة أخرى صوب السنغال، وعلى ضوء ذلك، أطلقت المصالح الأمنية سراح الهولندي، ثم قامت بترحيل المتهم الإسباني كارلوس فوراً على مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان باعتبارها الجهة التي حررت مذكرة بحث في حقه، حيث تم توجيه تهم لكارلوس بوقوفه خلف مجموعة من عمليات التهريب انطلاقا من التراب المغربي، رغم أن هذا الأخير أصر على إنكار القضية التي أثير فيها اسمه، والتي كانت سببا في تحرير مذكرة بحث في حقه على الصعيد الوطني. وفي اعترافاته أكد المتهم معرفته بالإسبانيين اللذين نفذا العملية الفاشلة، وكل المعلومات الواردة في المحاضر المتعلقة بهذه القضية، ومنها قدومه إلى المغرب رفقة الإسبانيين، وتنقله معهما بمدن شمال المغرب، ومكوثه في فنادق تطوان وطنجة وشفشاون، منكرا في الوقت ذاته أن يكون قد قاد العملية بشكل شخصي، رغم أن أقوال المتهمين التي وردت في المحضر اتهمت كارلوس بالضلوع في العملية وترؤسه للشبكة التي قامت بتنفيذ عمليات التهريب في أكثر من موضع، ومن بينها المركز الحدودي بباب سبتة السليبة. وتفيد بعض المصادر المطلعة، في هذا المستوى، أنه من غير المستبعد أن تكون هناك علاقة بين المتهم الإسباني والشبكات التي تنشط في ميدان الاتجار الدولي في المخدرات باستخدام طائرات خفيفة، حيث من المرجح أن تعرف هذه القضية تطورات تكشف لا محالة عن الشبكة التي تقوم بجلب المخدرات القوية (الكوكايين تحديدا) من دول جنوب الصحراء إلى المغرب، ومنها إلى أوربا، حيث تشير المصادر إلى أن كارلوس ورفاقه قد طوروا بشكل محتمل تجارتهم أخيرا بعد أن كانت العمليات السابقة تقتصر على مخدرات الشيرا لا غير. وفي السياق ذاته، علمنا أن مصالح الأمن نجحت في تفكيك شبكة نسائية مختصة في تهريب المخدرات من مدينة سبتة السليبة، حيث أسفرت العملية عن اعتقال ثلاث فتيات متلبسات بحيازة ما يناهز 13 كيلوغراما من مخدر الشيرا بالمركز الحدودي لباب سبتة السليبة وإحالتهن على مصلحة الشرطة القضائية لولاية أمن تطوان، حيث جاء في اعترافاتهن أن الشبكة تتزعمها سيدة من مدينة مرتيل لها امتدادات بالمدينة السليبة .وبخصوص باقي العمليات التي نفذتها المتهمات للشبكة المذكورة أنكرت كل من «أ.ز» (22 سنة) و «د.خ.د» (40 سنة) و»ه.ق» (22 سنة) أي علاقة لهن بتلك العمليات الأخرى، حيث اعترفن فقط بضلوعهن بالعملية التي ضبطن بها فيها متحوّزات لمخدرات محجوزة. وفي ذات المنحى، أشارت إحداهن إلى عمولتهن عن كل نقلة، تصل إلى 2500 درهم لكل واحدة، وأن المتهمة بتزعم الشبكة تعمل على لقائهن بمدينة الفنيدق وتزودهن بالكمية المخدرة المتوخى تهريبها، ضاربة موعدا معهن داخل مدينة سبتة السليبة. حيث يتسلمن العمولة المتفق عليها مسبقا بعد أن تتسلم المتزعمة الكميات المهربة من المخدرات، دون أن يكون لهن علم بالجهات الخفية التي تقف وراء المتهمة التي حررت مذكرة بحث وطنية في حقها. المتهمات اعترفن كذلك بأنهن سقطن في شرك الربح السريع بعد إغرائهن من طرف المتهمة الأولى المبحوث عنها بالعمل عندها تحت غطاء عملهن الأصلي المتجسد في جلب السلع من مدينة سبتة السليبة، والاشتغال اليومي في بيوت الإسبان. وكانت المتهمات يقدمن على تهريب المخدرات بوضع كميات متوخى تهريبها حول خصورهن ويُحطنها بحزام قوي، إلا أن عناصر الأمن تمكنت من إلقاء القبض عليهن بعد إخضاعهن لتفتيش دقيق. وقد تم إحالة المتهمات أخيرا على المحكمة الابتدائية بتطوان بتهمة حيازة ونقل وتهريب المخدرات، وإدخالها إلى سبتة والاتجار فيها في إطار شبكة منظمة والمشاركة.