تواصل قطعان المستوطنين الاسرائيليين عربدتها في شوارع مدن وقرى الضفة الغربيةالمحتلة , متجاهلة حكومة وجيش الاحتلال التي تبدي ازاءهم تساهلاً هو اقرب الى التواطؤ, وتوفير الحماية منه الى أي شيء اخر ، خاصة حملة التضليل الاعلامي التي لا تقنع احداً لا بالكلمات ولا بالافعال التي لا ترقى لما يقارفه المستوطنون من ارتكابات بحق المواطنين الفلسطينيين العزل الذين يواجهون قمع جيش الاحتلال وتنكيله بهم ، وفي الوقت ذاته جرائم المستوطنين واعتداءاتهم العنصرية التي تتجلى في استمرار احتلال بيت المواطن الفلسطيني في الخليل وحرق السيارات وقطع الاشجار واغلاق الشوارع وتكسير نوافذ البيوت والمحلات التجارية. واذا كانت حكومة اولمرت لا تحرك ساكناً ازاء هذه الأعمال الاجرامية ، التي تشكل تحدياً حقيقياً لسلطتها , فإن التفسير الوحيد لهذا الصمت المريب هو النفاق الذي يمارسه وزير الدفاع رئيس حزب" العمل»، أيهود باراك، وقد اقترب موعد الانتخابات, بهدف جذب اصوات المتطرفين في اليمين الاسرائيلي وفي مقدمتهم المستوطنون. واذا كانت قوات الاحتلال التي تواصل ارتكاب جرائم الحرب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية , وتحكم اغلاقها الكامل لقطاع غزة، مانعة عنه الماء والكهرباء والمواد الغذائية والطبية الاساسية في ازدراء كامل لكل ما هو شرعية دولية وقانون انساني دولي واتفاقية جنيف الرابعة، تسارع الى تحريك قواتها وجرافاتها لهدم بيوت الفلسطينيين وخصوصاً في القدس, بحجة البناء غير المرخص, في سعي واضح لتهويد المدينة والتضييق على الفلسطينيين لاجبارهم على مغادرتها، فانها لا تقيم وزينا لقرار محكمة العدل العليا الاسرائيلية ذاتها، التي اصدرت قراراً باخلاء بيت المواطن الفلسطيني الذي احتله المستوطنون في الخليل بحجة عدم الاصطدام بهؤلاء المجرمين الذين باتوا يشكلون قوة لا يستهان بها في نسف أي محاولة لتسوية تاريخية بين الشعبين وفق حل الدولتين , بل هم يهددون بالتصدي للجيش ويدعون الجنود والضباط للتمرد على قرارات المستوى السياسي التي لم تصدر حتى الآن , والتي يبدو انها لن تصدر مطلقا في ظل هذا التواطؤ مع قطعان المستوطنين وخصوصاً فتيان التلال الذين يشكلون رأس الحربة في هذه المواجهة. آن الاوان لان يدرك قادة اسرائيل انهم بهذا الضعف الذي يبدونه تجاه اعتداءات المستوطنين وعربدتهم , انما يطلقون رصاصة الرحمة على أي محاولة جادة لايصال الجهود الهادفة الى نجاح المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى وضع يسمح بانهاء الصراع واقامة دولة فلسطينية مستقلة. الاستيطان والسلام لا يلتقيان وتردد حكومة اولمرت , ووزير دفاعها, ازاء هذه العربدة , لن يكون بغير الثمن والاكلاف ستكون باهظة ولن تكون اسرائيل بمنأى عنها.