عرضتْ صحيفة "واشنطن بوستْ" الأمريكيَّة خريطة تفشِّي الفيرُوس في إفريقيَا، لتبين على أنَّه بالرغم من بثهِ الذُّعر حول العالم، فلا يزال محصورًا في ثلاثة بلدان إفريقيَّة، لا أكثر، فيما لمْ تعدْ هناك أيُّ حالةٍ بنيجيريا والسينغال؛ اللتين سبقَا لهمَا أنْ سجلتا إصاباتٍ بالمرض، لكنَّهما باتتَا خاليتين منهُ اليوم. المرضُ الذِي حصدَ أراوح ما يربُو على خمسة آلاف شخص في غرب إفريقيا، منْ أصل 13 ألفًا أصيبُوا به، باتَ فِي حكم المسيطر عليه بالكونغُو، فيما توفي ثلاثة أشخاص جراء الإصابة بالمرض فِي مالِي، الأمر الذِي يجعلهُ جدَّ محدود، قياسًا بالتصورات الرائجة حوله، والتِي تربطهُ بمجمل إفريقيَا، تردفُ الصحيفة. العالمُ البريطانِي، أنطونِي إنجْلاندْ، الذِي قضَى فترةً كبيرة من حياته داخل المختبرات، ومضَى في رحلاتٍ علميَّة كثيرة إلى القارة الإفريقيَّة رسمَ خريطة للوباء، تحددُ الدول المصابة، منبهًا إلى أنَّ فيرُوس إيبُولا، يبينُ اليوم للعالم، ضرورة الاكتراث بقارة منسية. الصحيفة ذاتها، توردُ أنَّ بالرغم من كون البلدان الأكثر تأذيًّا بالفيروس محصورةً في ثلاث، إلَّا أنَّ أفارقة قادمِين من بلدان سالمة يجري توقيفهم واتخاذ إجراءات متشددة معهم، مثلمَا حصل مع طفلين قدما مؤخرًا من رواندَا إلى نيوجرسِي، وتمَّ منعهما من دخُول المدرسة، بالرغم خلُوِّ شرقِ إفريقيا من الفيرُوس. ويرى العالمُ البريطانِي أنَّ إيبُولا ستلقنُ العالم الثرِّي درسًا في تبعات تهميش الفقراء في إفريقيا وتركهم يعانُون مع بناهم التحتيَّة جد المترديَّة، ذاهبًا إلى أنَّ عدم امتلاك معرفة كافية اليوم، بإيبُولا بات مشكلًا آخر، وقدْ حرم أحدُ الأساتذة في أمريكا من التسجِيل بالجامعة فقطْ لأنَّه سافر إلى كينيَا، مؤخرًا. ضعفُ المعرفة بإفريقيا، تبين بحسب الباحث، مع عجز كثيرٍ ممن قام باستجوابهم عن تحديد دولٍ إفريقيَّة على خريطة القارة السمراء، حيث إنَّ الأغلبيَّة لمْ يتعرفُوا سوى على المغرب ومصر وجنوب إفريقيا، فيما لمْ يعرفُوا موقع غامبيا وغينيا وسيراليُون ودول أخرى. وبالرغم من تلقِّيه انتقاداتٍ من المتابعِين، على اعتبار أنَّ مالِي والكونغُو لمْ تدرجا في خريطة "إيبُولا" رغم الحالات التي ظهرت وتوفيت بهما، دافع إينجلَاندْ عن خريطته قائلًا إنَّ ما ينبغِي التيقنُ منه هُو أنَّ ثلاثة دول فقطْ هِي التِي تواجهُ مشاكل حقيقيَّة مع إيبُولَا. العالمُ البريطانِي نبَّه إلى أنَّ مساحة إفريقيا تقاربُ مجمل مساحات دول ومناطق كثيرة حول العالم، حيثُ بإمكانها أنْ تضمَّ مساحاتٍ كلٍّ من الولاياتالمتحدة والصين، والهند وبريطانيا وأوروبا الشرقيَّة وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا "إذْ ذاك لا يمكنُ اختزَال إفريقيا، واعتبار إصاباتٍ في بلدان ثلاث منها، مؤشرًا على تفشي الفيروس في مجملها."