انطلق مساء أمس الأحد، فعاليات المنتدى الدولي الأول لحقوق الإنسان بالعالم العربي، والذي ينظمه مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، بحضور مجموعة من الحقوقيين والباحثين البارزين من مختلف دول العالم. افتتح المنتدى بكلمة للمفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد، الذى أرسلها خصيصا للمنتدى لعدم حضوره، وألقاها عنه هاني مجلي، رئيس فرع أسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمكتب حقوق الإنسان التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة. أعرب رعد، خلال كلمته، عن أسفه لعدم تمكنه من الحضور، مؤكدا انه ينوي زيارة المنطقة في المستقبل القريب كي يشهد النجاحات التي تحققت، ويقف على التحديات التي تواجهها أعقاب الربيع العربي، و لقاء المدافعين الحقوقيين العرب. وأضاف رعد أن البلدان العربية تمر بمراحل انتقالية في غاية الصعوبة ويستحق مواطنوها العيش في بيئة خالية من الصراعات وأعمال الإرهاب، التي تؤثر تأثيرا سلبيا لا حد له على المجتمع، مؤكدا أن أسباب هذه الممارسات الإرهابية تتخلص في إتباع سياسات قمعية خلفت بيئة سمحت للتكفيريين من أمثال" داعش"، وشدد على الحاجة إلى مساءلة الحكومات فيما ترتكبه من انتهاكات، ومحاسبتها على توزيع الثروات والموارد على نحو غير متكافئ. وأعتبر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إدريس اليزمي، المنتدى الدولي الأول لحركة حقوق الإنسان في العالم العربي، محطة للتفكير في الأوضاع بالمنطقة العربية والتحولات المحورية بالمنطقة. ومن جانبه أشاد بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، في كلمته الافتتاحية، بالتحولات الديمقراطية في تونس باعتبارها النموذج الوحيد الملهم في إطار الربيع العربي، كما أشاد بتجربة المغرب باعتبارها نموذجا فريدا في الإصلاح من الداخل منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي. وحذر حسن أيضا من استلهام نموذج نظام صدام حسين في مصر، مشيرا إلى أن هذا الاستلهام يمكن أن يؤدي إلي النتائج الكارثية نفسها التي أودت إلى تفكيك العراق وازدهار أنشطة الإرهاب، مضيفًا: "إن داعش وأمثالها من المنظمات الإرهابية لم تكن لتنمو وتتمدد بهذه السرعة إلا على أنقاض المجتمع السياسي والمدني الذي قامت أنظمة ديكتاتورية بتحطيمه بشكل منهجي على مدار عدة عقود في سورياوالعراق." تضمن اليوم الأول للمنتدى ثلاث جلسات نقاشية، جاءت الأولى تحت عنوان الانتخابات والفاعلين السياسيين الجدد بعد الربيع العربي من منظور حقوق الإنسان، و الجلسة الثانية ركزت على الفاعلون الجدد في العالم العربي ملقية الضوء أيضا على دور الجيوش في الربيع العربي، فيما خصصت الجلسة الثالثة للاعبين الدوليين من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي. وجدير بالذكر أن هذا المنتدى ياتي في إطار التحضير للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، والذي ينتظر انعقاده في الفترة من 27 إلى 30 نوفمبر الجاري بالمغرب.