أكد مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد، يوم السبت بالدار البيضاء، أن المغرب يعد نموذجا بالمنطقة العربية في مجال حقوق الإنسان. وأوضح المسؤول عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة، المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا والمحيط الهادي، هاني ميغالي، في كلمة بالنيابة، خلال افتتاح أشغال المنتدى الدولي الأول لحركة حقوق الإنسان في العالم العربي، أن النموذج المغربي اختار الانخراط منذ التسعينات في مسار احترام حقوق الإنسان عبر التغيير "خطوة خطوة"، بدل الانقلابات والصراعات كما هو واقع في بعض بلدان المنطقة العربية. وواصل، خلال هذا المنتدى المنظم تحت شعار "إشكالية التحول الديمقراطي في إطار الربيع العربي وأولويات الإصلاح والتغيير"، أن المغرب بدأ مشواره قبل انطلاق الربيع العربي عبر اعتماد التغييرات التي قامت بها المملكة من خلال تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة، وما تبعها من إصلاحات على المستوى القانوني. ومن جهة أخرى، أكد على أهمية هذا المنتدى، الذي سيجمع لأول مرة نشطاء حقوق الإنسان في المنطقة العربية من أجل دراسة تجارب ما بعد الربيع العربي وكذا التحديات التي تواجه المنطقة في أفق بناء بلدان تحترم فيها مبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون، داعيا إلى استخلاص الدروس من تجارب المنطقة العربية. وأعرب المسؤول الأممي عن استعداد المكتب لتقديم المساعدات على المستوى التقني أو عبر بناء قدرات في مجال حقوق الانسان. ومن جانبه، اعتبر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إدريس اليزمي، المنتدى الدولي الأول لحركة حقوق الإنسان في العالم العربي، محطة للتفكير في السيرورة العربية والتحولات الجيوستراتيجية بالمنطقة. وأضاف اليزمي أن المنتدى، الذي يعرف مشاركة مناضلين مسؤولين في منظمات حقوق الإنسان عربية ودولية وكذا مفكرين من جامعات أوربية وأمريكية، يكتسي أهميته في كونه ثمرة عمل مشترك بين مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان باعتباره مركزا مهما للتفكير في المنطقة العربية، ومؤسسة وطنية متمثلة في المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وأضاف أن هذا المنتدى يشكل فرصة سانحة للفاعلين المغاربة في المجال الحقوقي، للتأمل في نموذج الإصلاح الذي انطلق بالمملكة قبل الربيع العربي، وتأثر وتفاعل معه بطريقة دينامية، مضيفا أن التجربة المغربية ستكون حاضرة بقوة في هذا المنتدى، لأنها تجربة أساسية ومهمة في ظل التحولات التي تعرقها المنطقة. وأشار إلى أن المنطقة العربية تشهد يوميا تطورات سياسية خطيرة، بعد أن كانت شعوب المنطقة تتطلع إلى تحول ديمقراطي من خلال مسارات مختلفة. ومن جهة أخرى، أوضح مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بهي الدين حسن، أن هذا المنتدى فرصة للحوار حول قضايا التغيير والإصلاح في العالم العربي الذي يعرف منذ سنوات "انتقاضات" ناجحة في بعض البلدان ومتعثرة في أخرى. وأشار إلى أن هذا المنتدى سيقف عند النموذج المغربي باعتباره نموذجا للإصلاح من الداخل ومحاولة لتحقيق الأهداف التي تتطلع إليها منظمات حقوق الانسان والشعب المغربي، باعتبارها أحد النماذج محل الدراسة في مجال حقوق الإنسان. وأكد في نفس السياق، أنه من خلال هذا الحوار، الذي يجمع فاعلين حقوقيين وأكاديميين ونشطاء سياسيين وإعلاميين، سيتم الوقوف على المهام المنوطة بالحركة الحقوقية بشكل خاص في العالم العربي. وأضاف أن المنتدى، الذي سيمتد إلى غاية يومه الاثنين 10 نونبر الجاري، سيركز أساسا على مستقبل المنطقة عبر قوى التغيير ودور الشباب ومنظمات حقوق الإنسان، و"حكم الإسلام السياسي" بعد الربيع العربي، ودور الجيوش من خلال النموذجين بتونس ومصر، ودور القوى الدولية والإقليمية، وصعود ظاهرة الإرهاب وعودتها من جديد بشكل أخطر . ويندرج عقد المنتدى الدولي الأول لحركة حقوق الإنسان في العالم العربي في إطار المساهمة في التحضير للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان المزمع تنظيمه من 27 إلى 30 نونبر الجاري بمراكش. وسيتناول هذا المنتدى، الذي يعرف مشاركة كل من المغرب ومصر وتونس والجزائر واليمن وفلسطين والسودان والأردن ولبنان والبحرين وفرنسا، وألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدةالأمريكية، جملة من المحاور تهم على الخصوص الانتخابات، والفاعلين السياسيين الجدد بعد الربيع العربي من منظور حقوق الإنسان، ودور الشباب في إطلاق عملية التغيير.