مازالت غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشاوية ورديغة تعمل جاهدة من أجل تفعيل إستراتيجية 2015 لتنمية قطاع الصناعة التقليدية على أرض الواقع ،وخاصة في مجال تنمية فضاءات المهرجانات والمواسم الدينية ،حيث حطت الرحال هذه المرة بالموسم الديني والثقافي للولي الصالح أبو عبيد الله سيدي محمد الشرقي بأبي الجعد ،منظمة معرضا لمنتوجات الصناعة التقليدية بتنسيق مع المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بخريبكة،وذلك مساهمة منها في إغناء التظاهرة الثقافية والدينية الخاصة بهذا الموسم الذي اختير له شعار "موسم الولي الصالح سيدي أبو عبيد الله محمد الشرقي :فضاء للإشعاع الديني والروحي والثقافي ودعامة للرأسمال اللامادي". وقد افتتح هذا المعرض الذي امتد إلى غاية 19 من شهر أكتوبر الجاري من طرف السيد الحاجب الملكي مرفوقا بوزير السياحة وعامل إقليمخريبكة وشخصيات مدنية وعسكرية بالإضافة إلى رئيس الغرفة والأطر العاملة بها الذين أبلوا البلاء الحسن في حسن التنظيم والاستقبال ،إذ قام الجميع بجولة على مختلف الأروقة التي ضمت 35 رواقا تزينت بالعديد من المنتجات المميزة لإقليمخريبكة والتي تمثلت في السروج والحنبل والبيزارة والزربية البجعدية وفن التزويق على الخشب والحدادة الفنية والفخار القروي فضلا عن منتجات أخرى من خارج الجهة كالعرعار والخزف ،حيث نالت هذه الأروقة إعجاب سكان وزوار المعرض لأنها أبرزت بجلاء غنى وتنوع ألوان وأشكال المنتوجات المعروضة التي أبدعتها يد الصانع التقليدي ذات القدرة العالية والكفاءة المهنية العالية. وشكل المعرض فرصة للجمعيات والتعاونيات الحرفية وكذا الصناع الفرادى المشاركين ،لعرض وترويج وإشهار منتوجاتهم وتسويقها ومناسبة للتنشيط الاقتصادي وفضاء للتعارف وإطلاع الزوار على ما تتوفر عليه المنطقة العريقة من موارد طبيعية ويد عاملة مؤهلة لصنع الحدث ،وأصالة الصناعة التقليدية التي تبقى مجالا اجتماعيا واقتصاديا واعدا بالجهة على اعتبار أنه يمتص نسبة كبيرة من اليد العاملة التي تساهم في تحقيق التنمية وتضيف للمواسم الدينية والمهرجانات قيمة مضافة سيستحسنها جميع الزوار وساكنة المنطقة. وقد سجل هذا المعرض ومند انطلاق فعالياته إقبالا شعبيا ملحوظا باعتبار أنه يعرض منتجات تخص الأثاث المنزلي ،وعلى خلفية ما يميز المنطقة من حرف وإبداعات تقليدية أصيلة جسدتها أنامل الصانع التقليدي الخريبكي الذي كان حضوره بارزا بنسبة 74 % في مقابل 09 % من مدينة سطات و %17 من خارج الجهة. ليبقى هذا الموسم الديني بإيقاعاته الصوفية يشكل موعدا ومحطة لإبراز المقومات الدينية والتراثية للزاوية الشرقاوية واحتفال قبائل المنطقة لاستقبال الموسم الفلاحي الجديد ،ومناسبة لتشجيع القدرات الإبداعية للصانع التقليدي المغربي واستهلاك منتجاته في الأسواق المحلية تماشيا ما إستراتيجية الوزارة الوصية على القطاع.