قبل أشهر حين كتبنا في هذا الركن بأن توفيق بوعشرين حول صحيفته {أخبار اليوم} التي تدعي الاستقلالية الى مجرد ناطق رسمي لحزب العدالة والتنمية لم نكن نتجنى على الصحفي الذي إختار طواعية وعن سبق إصرار خطّاً تحريرياً لجريدته اليومية يتقاطع بشكل غريب مع مبادىء وأهداف ومواقف الحزب الحاكم ورجالاته. الأيام بينت بالواضح أن أعداد الجريدة "المستقلة" عن كل تيار أو توجه سياسي تفننت من خلال إفتتاحيات مدير نشرها اليومية وحتى بصفحات المنوعات والاشهارات التي تعدها في الدفاع الجريء والمستميت وأحيانا بدون تحفظ عن رئيس الحكومة وبقية وزراء الحزب الحاكم. الأربعاء الفارط وأمام فعاليات الملتقى الوطني الذي تنظمه شبيبة العدالة والتنمية بالرباط هاجم بوعشرين المجال الصحافي وقال إنه مخترق بالمال والسلطة وإتهم صراحة بعض زملائه في مهنة المتاعب بكتابة مقالات مدفوعة الأجر، وزعم أن مؤسسات إعلامية تنتقد الحكومة بينما تمجد وزراء فيها يمتلكون شركات تدر عليهم الإشهارات. بوعشرين لم يخف بالمناسبة حنين قلمه ولسانه أيضا للذود عن عبد الالاه بنكيران وأكد أن الانتقادات التي توجه إلى رئيس الحكومة، لم تكن لتوجه إليه لو أنه يمتلك شركات، ويقوم بتقديم الإشهارات للصحف. بعبارة أخرى الزميل بوعشرين الذي دبج عشرات الافتتاحيات التي تتغنى ضمنيا بفتوحات بنكيران وحكومته وجند فريقاَ من صحفيي مؤسساته لتتبع سكنات وحركات رموز الحزب الحاكم ووزرائه وتقديمها للرأي العام في طبق إعلامي أشبه منه بالتغزل والتزلاج في قاموس المهنة مستعد للتنصل من أصول الزمالة فقط لارضاء بعض نزوات قائد التحالف الحكومي وزعيم حزب العدالة.