أكدت وسائل إعلام إسبانية منها صحيفة "MinutoDigital" و"LaVanguardia"، أن أجهزة المخابرات المغربية قامت في الأيام الماضية بالتواصل والتنسيق مع دول الجوار وفي مقدمتها إسبانيا ووجهت لها تقريرا يحمل تحذيرا جدّيا مفصلا حول مخطط لما يسمى بالدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش". يهدف إلى نشر الإرهاب في المنطقة عبر إيفاد ونشر مقاتليها في ثغري سبتة ومليلية السليبين ومدن أخرى في الشمال الشرقي للمغرب وبعض المدن الجنوبية لإسبانيا مثل مالاكة وطاريفا وكاديس. سيما وأن هذه المنطقة من الجنوب الإسباني تضم قاعدة عسكرية أمريكية، كما يهدف التنظيم الإرهابي لنشر خلاياه في بعض المدن الغربية في الجزائر وتونس ومن المحتمل أن يصل عدد العائدين من سوريا والعراق إلى 3000 شخص منهم مغاربة ومغاربة بجنسية إسبانية وجزائريين – فرنسيين وكذلك تونسيين. وأشارت تقارير ذات الصحيفتين، إلى أن إسبانيا كانت وما تزال مساحة لنمو الجماعات الإرهابية رغم أنها تقوم بحملات اعتقالات بين الحين والآخر لتفكيك عناصر الجماعات الإرهابية التي تنتمي لعدة فصائل، وكانت وما تزال تتلقى العديد من التهديدات بعد مشاركتها في حرب مالي ضد الإرهاب مع بعض الدول الأوروبية كما شاركت في الإطاحة بنظام القذافي وما تزال مشاركة في أفغانستان. في هذا السياق، أكد مسؤول في وزارة الداخلية الإسبانية أن التعاون والتنسيق في المجال الأمني بين المغرب وإسبانيا جد محكم ويعطي نتائج جيدة وآخرها تفكيك جماعة إرهابية متكونة من 9 أشخاص في كل من تطوان ،فاس والفنيدق، هذه الجماعة كانت تقوم بأعمال دعائية لاستقطاب الشباب ذكورا وإناثا لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة يسهل إغراؤهم والتحكم فيهم، وأسفرت التحقيقات عن أن أفراد الجماعة كانوا يقدمون للشباب عروضا مغرية ومقنعة وتعدهم بأنهم سيصبحون خبراء في صناعة الأسلحة وخاصة المتفجرات وسيشرف على تدريبهم في العراق وسوريا تقنيون من مختلف الدول الأوروبية التحقوا بمعسكرات التدريب كمجاهدين متطوعين . وقبل تفكيك هذه الجماعة في المغرب كانت السلطات الأمنية الإسبانية حسب نفس المسؤول قد اعتقلت مجموعة من " الجهاديين " في مدينة مليلية في شهر ماي الماضي وخصصت لهم المخابرات فريقا خاصا جاء من مدريد وقام بمداهمة بيوتهم بعد عدة أشهر من المراقبة، وجميع أفراد الجماعة من جنسية إسبانية ما أثار المخاوف في وسط السكان من انتشار الجهاديين بين الشباب الإسباني. وبتاريخ 24 يونيو تمّ اعتقال المدعو : حميدو محمد الذي كان ينشر الدعوة للجهاد عبر الأنترنيت وعثرت الفرقة الأمنية التي داهمت بيته على أسلحة متنوعة خفيفة .وفي بداية شهر غشت أوقف الأمن الإسباني في ممر بني نصر بمليلية شابتين 14 و19 سنة كانا سيرحلان إلى مدينة ملاكة ثم برشلونة ثم تركيا قصد الالتحاق بجماعة داعش في سوريا. وعلى المستوى السياسي، لابد من الإشارة إلى أن المغرب وإسبانيا لهما اتفاق أمني وعسكري لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.