سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فعاليات دولية ترفع شعار"لا لاستغلال الاطفال في الدعاية السياسية" في وجه البوليساريو: حقيقة المتاجرة بأطفال الصحراويين عبر برامج "عطلة في سلام" أو كومسومول المخيمات
استنكر عدد من الفعاليات الدولية استغلال الوقح لبرنامج "عطلة في سلام" من طرف قيادة البوليساريو صيف كل سنة، وتسخير هذا البرنامج، الرامي منذ استئنافه قبل عقدين إلى وضع أطفال من المخيمات في ضيافة أسر اسبانية لقضاء عطلة الصيف بعيدا عن لهيب طقس ارض لحمادة ، لأهداف دعائية تخدم طرحها الانفصالي وتضلل الرأي العام الدولي حول حقيقة النزاع المفتعل ضد صحراء المغرب الغربية. لمعرفة حقيقة المتاجرة بأطفال المخيمات باسبانيا عبر هذا البرنامج باسبانيا، الأرجنتين، كوبا أو بأي دولة في البلدان الاسكندنافية، غاصت جريدة العلم في فلك هذا البرنامج ، وربطنا العديد من الاتصالات خارج المغرب وداخله واتصلنا باسر من مخيمات تندوف ايضا حتى نكشف جزءا وافرا من الحقائق التي ستنشر لأول لفضح الاستنزاف المعنوي الهمجي الذي تقوم به البوليساريو في حق الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف، إذ لم تستني حتى فلذات اكبادهم فحولت عطلهم الصيقفية الى معارض دولية بشرية تعرض فيها ألمهم للاسترزاق والتسول. أكد (مصطفى.ح) ناشط حقوقي اشتغل مع العديد من الجمعيات الدولية باسبانيا والتي كانت تنسق مع هذا البرنامج لأهدف انسانية صرفة، لجريدة "العلم"، أن التلاعب الوسخ بحسن نية وإيثار الجمعيات الحقوقية والأسر المستقبلة لهؤلاء الاطفال لأغراض سياسية واسترزاقية لم تعد بالحيلة الغبية التي تنطلي على الفعاليات المدنية و الاعلامية النزيهة والمحايدة بإسبانيا ، " هذا إذا ما استثنينا بعض الجهات التي يمولها النظام الجزائري والتي تتكون من جمعيات هامشية اسسها متقاعدون من ذوي الدخل الهزيل، وهم في ذيل قائمة العملاء المسترزقين من ذوي الغلاف المالي الهزيل، أما الشخصيات السياسية ورجال أعمال وبعض المنظمات الدولية الحقوقية من ذوي المصالح المشتركة مع الجنرالات الجزائريين المتحكمين في الثروة الجزائرية فهم على رأس القائمة كأصحاب الغلاف المالي الخيالي.." يضيف المصدر. أفاد هذا المصدر الجد مطلع أيضا أن عدد الاطفال الصحراويين هذه السنة وصل 4543 طفل مرفوقا ب 205 مؤطر، مشيرا أن منطقة الاندلس وحدها استقبلت 1000 طفل هذه السنة، ومن خلال البحث والتقصي في الموضوع الذي أجرته العلم حول هذا الموضوع، فإن هذه الوفود يتم غالبا استقبالها من طرف رؤساء البلديات لبعض المدن الاسبانية مثل اشبيليا وسرقوسطة وأحيانا وزير الصحة الاسباني لدعم الخدمات الصحية لهؤلاء الأطفال و وفود حاشدة من الأسر المضيفة ، لكن قيادة البوليساريو التي تسهر على هذا البرنامج منذ عقدين من الزمن رفقة من يدعمها عبر العالم، تستغل الصور الفوتوغرافية لهذه الشخصيات الملتقطة مع وفود الاطفال لتمررها عبر ابواقها الاعلامية، تزويرا منها للحقائق وتمريرا لرسائل سياسية لا علاقة لها بالدور الانساني الذي تقوم به هذه الاسر والجهات المتعاطفة تجاه اطفال المخيمات كسلوك اخلاقي انساني نبيل لا أقل ولا أكثر. وكانت جريدة العلم قد توصلت بنسخة عن بيان للمنتدى الكناري الصحراوي يفضح الاستغلال البشع للبوليساريو للأهداف الانسانية لبرنامج "عطلة في سلام"، ويطعن في بروباغانتا لعبة سياسية يتم من خلالها استغلال براءة الاطفال ومعاناتهم بلسان الذئب الذي يرتدي فروة الحمل الوديع، حيث ندد من خلاله، رئيس المنتدى الكناري الصحراوي ميكيل أورتيز أسين، الكولونيل السابق في المخابرات العسكرية الاسبانية والذي كان يشتغل بالصحراء قبل الاستقلال، باستغلال الأطفال الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف كأداة للدعاية السياسية. أفادت مصادر اخرى من المخيمات ل جريدتنا، من بينهم بعض أفراد الاسر التي تخلت عن هذا البرنامج وفضلت ان تبقي فلذات اكبادها بين احضانها تحث شمس حارقة قد تصل 54 درجة ، على ان ترسلهم نحو مزاد علني يتاجر بمعاناتهم ويهدد ثقافتهم الصحراوية ويجعلهم طعم سهل بيد لوبي التنصير وأحيانا الاستغلال الجنسي من طرف بعض الاجانب ومن ذوي النفوس المريضة، أن بعض الأسر المضيفة قايضت بعض الصحراويين على تبني أطفالهم، وغالبا ما يسفر رفض العائلات لهذه المقايضة عن نزاعات تصل المحاكم الاسبانية، بعد ان تمكنت هذه اللأسر الثرية والتي لم تنجب اطفالا من محو عقول اطفال الصحراويين. هناك حالات عديدة رفض فيها الاطفال العودة الى المخيمات وفضلوا التبني من طرف هذه الأسر، وهو الامر الذي لا تحبذه القيادة ، حسب بعض الآراء، ليس حبا او تضامنا مع الأسر الصحراوية التي تنكر لها ابناؤها ولكن لأن العملية لا تخدم مخططها الاستراتيجي، الهادف الى جعل هؤلاء الاطفال اداة للدعاية و التسول الموسمي واستقطاب المتعاطفين الاجانب، وأداة لتحفيز تبادل الزيارات بين العائلات المضيفة والمخيمات لتكسب تعاطفهم مع الطرح الانفصالي وتروج الصور الفونغرافية لهذه الزيارات على أنها وفود حقوقية تزور المخيمات لنصرة قضيتهم المفتعلة، هذا من جهة ، من جهة اخرى فالقيادة لن تسمح أبدا بأن يقل عدد المحتجزين بالمخيمات، بعد ان ابدعت في انجاح سياسة التزيل التي تقوم بها الجزائر منذ 1976 بأرض لحمادة. تضيف هذه المصادر ان نفسية الاطفال الذين شاركوا في هذه البرامج يصبحون اكثر تأزما وإحباطا، وتسوء حالتهم النفسية خلال عودتهم للمخيمات بعد انقضاء العطلة الصيفية، في حين يستغل المؤطرين لهذه البرامج حالة غضبهم وسخطهم على العيش والتمدرس في المخيمات لتحريضهم على المغرب، جاعلة منه الشماعة التي يعلقون عليها جرائم القيادة ضد الصحراوين وأبنائهم في المخيمات. في اتصال هاتفي آخر بأحد أعضاء شباب التغير في المخيمات والذي يقضي عطلته الصيفية بشواطئ نواديبو بموريتانيا رفقة اطفاله، أكد لنا ان بعض الاسر تلجأ الى نواديبو خلال العطلة الصيفية بعيدة عن حر المخيمات لكن ليست كل العائلات يتاح لها ذلك، لأن الأمر يتطلب مسارا آخر سنكشف عنه في مقال لاحق. لقد صنعت البوليساريو من برامج" عطل في سلام" ماكينة رتيبة لمنظومة سياسية ممنهجة، تجعل من الجبهة الحمل الوديع الضحية ومن الجزائر الفارس الشهم المنقذ، ومن المغرب الغول المفترس في أعين هؤلاء الصغار، فتحول البراءة المشعة من عيونهم الصغيرة إلى شرارة نار تحرق اليابس بالأخضر كلما تم توظيفها، كل ذلك يتم خلال رحلة صيفية من جحيم لحمادة الى نعيم شواطئ الاسبانية الساحرة، يتم خلالها تحويل احباط براعم جيل جديد الى حقد وكراهية يهيئهم كأرضية خصبة موثوق من نتائجها، ضمن مشروع عسكري/سياسي لتفريخ مليشيات تقاتل من اجل حلم نسج من خيوط عنكبوت واهية. ان ما تقوم به البوليساريو منذ اكثر من عقدين من الزمن، حين ابتكرت هذا البرنامج بمباركة الجزائر، ليس إلا تقليد أعمى و مشوه لما قامت به الحركة البلشفية قبل ثورة 1918 في الاتحاد السوفياتي، حيث خلقت ميلشيات الشبيبة الشيوعية آنذاك أو ما يعرف بمنظمة الكومسومول. وهي منظمة كانت مسؤولة عن نشر أفكار ماركس ولينين والترويج لفكرة دولة الخلافة السوفيتية إن جاز الوصف، وكانت مكلفة بمهام إلقاء القبض على المخالفين والمعارضين مباشرة أو من خلال تقارير سرية لمكتب الكى جي بي (الاستخبارات السوفيتية) أو مكتب الإرشاد الشيوعي إن صح التعبير، إذ كان يتم إجبار الأطفال على القيام بأنشطة تفوق قدرتهم وطاقتهم الجسمية و الذهنية. ما زالت للأسف بعض التنظيمات المنحدرة من الإرث الشيوعي تتعامل بنفس الطريقة ومن بينها البوليساريو، اذ تستغل هؤلاء الاطفال خلال الصيف وتستغل الاسر المستقبلة لهم في وقفات احتجاجية ومسيرات ضد المغرب، و تنشط الانشطة المعادية للمغرب غالبا في الصيف استغلالا لهذه الوفود التي تصرف عليها منظمات حقوقية اجنبية الملايين نصفها يخزن في جيوب ممثلي البوليساريو في الخارج، خاصة باروبا الشرقية ،أمريكا اللاتينية ،ايطاليا و أكثرها في اسبانيا، لكن ما يغيب عن ادهان البعض ان جل الجمعيات المتعاطفة فهي بدافع انساني يخدم الطفولة عبر العالم، لكن شياطين الجبهة تسخر ذلك لأغراضهم النفعية والسياسية. أوضح ميكيل الكولونيل الاسباني المتقاعد ضمن بيانه، ان بعض البلديات الاسبانية تدعم هذا البرنامج من الباب الانساني والتكفير عن الفوضي الجيوسياسية التي خلفها الاستعمار الاسباني بمنطقة الصحراء. وأشار إلى أن الطريقة التي تتعامل بها إسبانيا مع هذا الموضوع هو نوع من التكفير عن ذنبها تجاه الصحراويين، في حين ان جبهة البوليساريو تقدم هؤلاء الأطفال للمسوؤلين الإسبان ورؤساء الجماعات المحلية على أنهم أطفال مهمشين وفي حاجة إلى علاجات وادوية، والحقيقة أنها تقهرهم خلال صقيع المخيمات شتاءا كي تتسول بطفولتهم في سواحل الاسبان صيفا. مضيفا أن من أبشع أنواع الاستغلال الذي تمارسه قيادة البوليساريو هو إجبار هؤلاء الأطفال على المشاركة في جميع أنواع الأنشطة الانفصالية التي يتم تنظيمها بإسبانيا من قبل المرتزقة وداعميهم، رغم أن القانون الدولي يمنع استغلال الأطفال في الصراعات السياسية والمسلحة، موضحا أن قيادة البوليساريو تهدف من وراء ذلك إلى جني الأموال الطائلة من جهة، ومن جهة أخرى قطع الصلة بين الأجيال الصاعدة وبين وطنهم الأم المغرب، وقال "..أشد ما تخشاه البوليساريو هو رحلة العودة إلى المغرب. وحسب معطيات من داخل المخيمات فإن بعض العائلات وقفت ضد بيع أبنائها للأوروبيين خلال الصيف الماضي، لكن أغلبية العائلات تلتزم الصمت خوفا من بطش قيادة البوليساريو". ليست المنظمات الحقوقية الاسبانية وحدها التي اتضحت لها الرؤيا حول المخطط الانفصالي ولكن هناك الاعلام الدولي أيضا، خاصة ذلك المنتمي للدول التي تركز القيادة في دعمها لما تسميه بالقضية الوطنية، إذ لم تعد تخدعه خطابات المسكنة ودموع التماسيح التي تسوق بها البوليساريو اطروحتها الوهمية، وهو ما يؤكده الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبيرتو كارلوس أغوزينيو، الأستاذ بجامعة جون كينيدي ببوينوس آيرس، في مقال بعنوان "عندما يتحول الأطفال إلى أداة للدعاية"، نشرته وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة "طوطال نيوز"،أنه بتأطير من مئات مسئولي "البوليساريو"، يتم إقحام الأطفال المستفيدين من هذه العملية، الهادفة مبدئيا إلى تمكينهم من تعلم اللغة الإسبانية والاستفادة من العلاجات الطبية، إلى جانب الأسر التي تستضيفهم، في حملات دعائية للأطروحات الانفصالية وتضليل الرأي العام الدولي حول حقيقة النزاع حول الصحراء. وأضاف أن هذه العملية تجري في تعتيم تام، حيث لا أحد يعلم المعايير المعتمدة في اختيار المؤطرين الصحراويين، ولا الأطفال المستفيدين أو الأسر المضيفة ، مشيرا إلى أن الانفصاليين لا يهتمون إطلاقا لا بظروف إقامة الأطفال، ولا بمدى قدرتهم النفسية على التكيف مع بيئتهم الجديدة ولا بحالتهم الصحية. " حاولت العلم خلال رحلة تقصيها عن كواليس برنامج " عطلة في سلام " كشف هذا التعتيم الذي تحدت عنه الباحث والصحفي الارجنتيني، لنقف على حقيقة أن الامر أكثر من ترحيل الاطفال صيفا في اطار خدمة انسانية تخدم أطفال ضحايا النزاعات الدولية وتخدم أطفال اللاجئين ، وإنما هو مخطط مدروس تدعمه الأجهزة السرية الجزائرية، يعتمد نظرية ضرب عصفورين بحجر واحد. العصفور الأول يخدم اطروحة الانفصال التي يعرف الكل اهدافها الجيوسياسية والعسكرية من النزاع المفتعل، بحيث يتم التسويق لقضية مفتعلة تخدم في العمق أجندة عسكرية جزائرية ، ويتم تسخير البرنامج للدعاية للقضية الوهمية واستقطاب المتعاطفين عبر العالم وكذلك البحث عن ممولين للاعانات الغذائية غيرها من اجل تمةيل مشروع المخيمات بتندوف والاغثناء الفاحش للقياديي الجبهة، كل ذلك يسبح في فلك الاطار العام للوبي دولي يستفيد هو الاخر من سياسة فرق تسد كي يفرض سيطرته على العالم في اطار القطب الواحد، كونه ينتعش اساسا من عملية التفاوض ظاهريا في إطار فك النزاعات باسم دعم الدمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان ولعب دور سيبيرمان المنقذ للبشرية. أما الظهر الخفي من العملة فهو خلق أسواق لترويج الاسلحة الخفيفة والثقيلة في اطار حرب العصابات والحروب الأهلية، اثقال كاهل الدول النامية بالديون والقروض وخلق الازمات لدفع الانظمة الحاكمة للاقتراض من البنوك الدولية،ثم تأثي مرحلة التحكم في الثروات الدولية، من غاز ونفط ومياه جوفية و زراعات غذائية دون الاستخفاف بالتحكم في صناعة الادوية للتحكم في صحة الشعوب، هي منظومة تخدم بالاساس ما يعرف ب: le nouvel ordre mondial. أما العصفور الثاني فيقتصر على المصلحة الخاصة والمباشرة لخدام وحماة النظام الجزائري من جنرالات ومحيط قصر المرادية ورواد الأجهزة السرية لهذا النظام الفاشي و بيادقهم من قادة البوليساريو، وهو الأمر الذي كشفه لنا احد العائدين الذي كان من ضمن المؤطرين لبرنامج" العطلة في سلام"، وقد لجأ للعيش في المغرب بعد تورطه في قضية تزوير اوراق الإقامة في اسبانيا، ذلك من أجل تهجير أصدقائه وعائلته من جحيم تندوف لكن العملية رغم نجاحها كما قال انتهت بكشف هويته. يقول هذا المصدر أن المخابرات الجزائرية كانت تتقصى حول العائلات الاسبانية الثرية، ورجال الأعمال الذين لم تنجب زوجاتهم اطفالا، أو السياسيين الاسبان من اجل كسب تعاطفهم السياسي مع القضية أو ربط علاقات اقتصادية واستثمارات مشتركة، بمعنى أصح خلق لوبي سياسي/اقتصادي يخدم مصلحة وديمومة نظام الجنرالات القائم في الجزائر قبل ان يخدم البوليساريو الذي ليس سوى حلقة ضمن الاجندة الجيوسياسية للنظام العسكري الجزائري. أما المؤطرين المرافقين للأطفال فهم ليسوا بالمرافقين بقدر ما هم مراقبين مكلفين بإعطاء تقارير مدققة ترفع الى القيادة عن كل صغيرة أو كبيرة، أما اختيار الاطفال فالأولوية للمقربين اولى كما هو ساري في عقيدة القيادة.