كشفت جريدة إلكترونية بمخيمات تيندوف مظاهر العبودية والرق اللتين تعيشهما مخيمات تيندوف،حيث لايزال المحتجزون يرزحون تحت ربقة الاستعباد والقهر النفسي والجسدي. وساقت الجريدة نموذج سيدة صحراوية، والتي ماهي إلا غيظ من فيض ما تتعرض له النساء في المخيمات التي يحجبها واقع الكثمان ويغطي عوراتها وسوءاتها الحجج الواهية. وأوردت الجريدة قصة «أخديجة يكبر» ضحية الاستغلال الجنسي والعبودية، منذ أن جاءت لهذه البسيطة، فالفتاة لم تعش طفولتها كباقي أقرانها الذين تعلموا وتربوا وترعرعوا في مخيمات اللاجئين ونالوا قسطا من حقوقهم التي تكفلها كل الشرائع والقوانين وحتى الفطرة السليمة. غير أن طفولة «اخديجة» اختلفت كثيرا وسُرقت تحت سادية من يدعي أنه سيدها، فامتهنت الرعي منذ نعومة أظافرها وكان ليلها مأساة ويومها عمل شاقا مضنياً وطفولتها مجرد أضغاث أحلام لن يكون بمقدورها أن تتحقق ولو لهنيهة. فذبلت طفولتها على وقع نزوات سيدها الذي مارس عليها الفحشاء، فأنجبت منه طفلين صبي وبنت بصفة غير شرعية، وظل يمارس عليها نزواته في النهار حين يتبعها وهي ترعى الغنم أو في هجيع الليل حين يختلس الوقت ويفر من فراش زوجته وهي نائمة ليغصتب الفتاة تحت التهديد والوعيد وأحيانا الادعاء انه لم تولد إلا لتلبية رغباته واشباع غرائزه الحيوانية. ولم ترحم سأديته عوزها وهي حبلى حيث فاجأها المخاض الأول وهي تطارد «مخلول من الإبل» قبل أن تسقط مغميا عليها بعد أن رفض سيدها الرأفة لحالها فلم يتركها تستريح وهي تئن لقرب وضعها المولود الذكر الذي جاء إلى الحياة على ظهر سيارة. لم تقف مأساة المسكينة هناك لتعيد نزوة سيدها الكرة مرة أخرى حيث حبلت منه فأنجبت وليدها الثاني وهي فتاة في البيداء حين كانت ترعى وحدها فجاءها المخاض لتضع بنتها وحيدة بلا سند وقطعت حبلها السري ثم لفتها في قطعة من «ملحفتها» وهي تذرف الدموع الحارقة لكن ما باليد حيلة. هذا فقط رأس جليد مأساة «اخديجة يكبر» أما بقية يومياتها فلم تكن أفضل ولن تكون خلال سنوات الاسترقاق. التي منعت من الدراسة واغتصبت أنوثتها وحرمت من أبسط أنواع الحياة، مجرد شربة لبن في ليل دافئ دون انتظار هجوم «السيد» ليكسر ماتبقى في جسمها من قوة بعد يوم مضني من الرعي والألم والعطش، حيث تعرف «تيرس» بقلة مصادر مياهها وبطول سنوات الجفاف في مراعيها الأمر الذي يتطلب قطع مسافات طويلة بحثا عن الكلأ والعشب. كانت الفتاة تقطعها مرات حافية القدمين تلهب شمس تيرس «الحارقة جسدها ليذبل قبل أوانه. وأضافت الجريدة أنه رغم تدخل هيئات حقوقية من أجل إنقاذ اخديجة من براثين العبودية والاسترقاق فإنها لم تفلح أمام تعنت عصابة البوليساريو، التي تخشى أن يؤدي الحديث عن مثل هذه المآسي من كشف تورطها في جرائم ضد الإنسانية.