بعد استجابته لطلب جريدة العلم بخصوص شراء سيروم ب 25 مليون درهم للطالبة المتفوقة فاطمة الزهراء الدرقاوي المنحدرة من بني ملال وهي الآن قيد العلاج بمستشفى إبن رشد بالدار البيضاء، وجهت الطفلة حسناء التي تنتمي لأسرة فقيرة، نداء استغاثة على شريط فيديو بثه الموقع الإلكتروني هسبريس يوم الجمعة 10 يناير، 2014 وذلك بعد أن أجريت لها فحوصات طبية وتحاليل مخبرية بمستشفى الحسن الثاني بأكادير أكدت كلها ضرورة إجراء عملية زرع الكبد لهذه الطفلة، وهي بطبيعة الحال عملية باهضة الثمن وليس في مقدور عائلتها تحمل مصاريفها. وكان لهذا النداء وقع عميق الأثر عند السيد وزير الصحة الحسين الوردي، حينها أعطى تعليماته للتكفل بهذه الطفلة أيضا ونقلها إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش قصد تعميق الفحوصات والتحاليل في انتظار أن تتهيأ الظروف لإجراء عملية زرع الكبد. وشاءت الأقدار أن وافقت عائلة طفل مات إكلينيكيا عمره 10 سنوات، أن تتبرع بأعضائه. وبذلك أمكن إنقاذ حياة الطفلة حسناء، والتي أجريت لها عملية زرع الكبد بالمركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش تحت إشراف فريق طبي رفيع المستوى. وقد قام وزير الصحة يوم السبت 21 يونيو بزيارة الطفلة حسناء التي تحظى بعناية خاصة في مصلحة الإنعاش الطبي، وطمأن أسرتها وتمنى لحسناء الشفاء العاجل حتى تعود لنشاطها الطبيعي إن شاء الله. وشكر البروفيسور الحسين الوردي كل أفراد الطاقم الطبي الذي أشرف على هذه العملية الدقيقة، ونوه بالجهود التي يبذلونها من أجل تطوير أدائهم المهني والرفع من مستوى الخدمات الطبية ببلادنا. ومن جهة أخرى شكر السيد الوزير أفراد أسرة الطفل المتبرعة بأعضاء ابنها والتي قامت بهذا العمل الإنساني النبيل الذي يعتبر صدقة جارية، سائلا العلي القدير أن يرزقهم الصبر في فقدهم و أن يجزيهم خيرا عما استرخصوه من أجل إنقاذ حياة الآخرين. وليس ذاك فحسب، فقد تبرعت أسرة هذا الطفل بكليتين واحدة استفادت منها طفلة عمرها 16 سنة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، والثانية استفادت منها طفلة عمرها 13 سنة بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس. هذا وبفضل تبرع هذه الأسرة، جزاها الله خيرا، سيتم يوم الثلاثاء 24 يونيو إجراء عمليتين لزرع القرنية لفائدة طفلين بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش.