قال يونس سونر ، مسئول العلاقات الدولية بحزب العمال التركي اليساري ، إن حزبه يدعم ثورة 30 يونيو المصرية وحركة الثالث من يوليو ، دعما كاملا . وفي حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بمقر الحزب بأنقرة ، قال سونر إن السبب في ذلك ، في رأينا ، هو أن الرئيس المعزول محمد مرسي يمثل عنصرا من عناصر الخطة الأمريكية ، مثله في ذلك تماما مثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ، مشيرا إللاى أتن هذه الخطة – التي تقودها أمريكا فكريا وتنظيميا – الهجوم على دول الشرق الأوسط للحصول على سيطرة أفضل عليها وتقسيمها من الداخل لكي تصبح دولا تابعة . وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين كانت هي الأداة لهذا التقسيم حيث استخدمت هذه الجماعة الإسلام كدين لإضفاء شرعية على سلطتها ، وهو بطبيعة الحال ما همش المسيحيين المصريين الذين هم جزء من الوطن ، وإذا استمر مرسي في الحكم لفترة أطول من ذلك ، كان سينتقل بالأمة المصرية إلى تعريف آخر يستبعد المسيحيين ويجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية . وقال إن الأمريكيين حاولوا أن يستخدموا الإسلاميين لكن هذا المشروع باء بالفشل ، فشل في تركيا ولكن كان الفشل الأكبر في مصر ، ولذلك فنحن ندعم بشدة الثورة المصرية في 30 يونيو . وتابع سونر قائلا إن التناقض في موقف الحكومة التركية فيما يتعلق بثورتي 25 يناير و30 يونيو له ما يبرره ، فحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والإخوان المسلمين هما طرفان في نفس الخطة ، وهذا ما يبرر الدعم القوي الذي تلقاه مرسي من حكومة أردوغان ، ليس فقط بعد ثورة 30 يونيو ولكن قبلها أيضا ، حيث كان هناك تعاون كبير في المجال الاقتصادي وأيضا كيفية التعامل مع المؤسسة العسكرية . وأضاف "نحن نعلم أن الحكومة التركية كانت توفر المعلومات لمرسي حول كيفية قمع الجيش المصري على المدى الطويل إما بحبسهم أو بفتح قضايا في المحاكم بهدف إحداث انقسام في الجيش وسحب دعم الشعب لقواته المسلحة ، وهذا شئ كانوا في حاجة للقيام به فمرجعيتهم هي مشروع الإسلام الأمريكي لأن أعداءهم دائما هم أي قوى وطنية مثل المؤسسة العسكرية" . وردا على سؤال حول رؤيته للإهانة التي وجهها رئيس الوزراء التركي للإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر ، أكبر مؤسسة مسلمة سنية في العالم ، أوضح سونر أن حكومة تركيا ليس لديها أي احترام لسيادة أو قرار أي شعب وبالتالي ليس لديها احترام لأية مؤسسة دينية ، فالحكومة التركية تزعم أنها حكومة إسلامية ولكن إذا كانت حقا كذلك فكان يجب ألا توجه أية إهانة لقامة دينية كبيرة كشيخ الأزهر . وأضاف سونر "فلنكن واضحين في هذا الأمر، فالحكومة التركية لم تقم بذلك بمبادرة منها ولكنها وجهت تلك الإهانة لشيخ الأزهر كجزء من الحكومات المتأسلمة التي وضعتها أمريكا مثل مرسي وأردوغان ، وعلى ذلك فالتفسير القائم لهذا التعصب هو شعورها بالرعب والهلع من أن يلحق بها ما لحق بمرسي" . وأوضح سونر أن هناك سببا لهذا الهلع ولا يزال هذا السبب قائما ، ففي مرسي رأت الحكومة التركية مستقبلا محتملا لها ، وأن نهايتها قد تكون مثل نهاية مرسي ولذلك قامت الحكومة التركية بمؤامرة على المؤسسة العسكرية التركية ولذلك هاجم أردوغان شيخ الأزهر . وأشار إلى أن الحكومة التركية هي التي يجب أن تلام على ما وصلت إليه العلاقات بين تركيا ومصر من تدهور ، وفي الوقت الحالي تزداد عزلة الحكومة في المنطقة بشكل عام وخاصة بعد أن تسبب عدم احترامها لإرادة الشعب المصري في نهاية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، وهذا شئ سيئ لأنه من تركيا . واعتبر "أن الحكومة التركية قضت على العلاقات الدبلوماسية مع مصر ، وهو شئ تعس ويمثل سببا آخر لنا للتخلص من هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن" .