حمل العلامة الموريتاني الشيخ عبد الله ولد بيه، بشدة على الفوضى التي تنشرها الجماعات الإرهابية، وقال إن الثورات الراهنة في الدول العربية شتت المجتمعات، ومزقت الأمة، وأسالت الدماء، ودفعت العالم إلى مفاصلة إيديولوجية خطيرة. وأضاف في ندوة نظمتها الإذاعة الموريتانية في نواكشوط الليلة الماضية «بعد الثورات شعرنا بانحراف كبير في الأطروحات والمسلمات الفكرية وحاجة الأمة إلى تحرك العلماء والنخبة والفلاسفة من أجل إنتاج مشروع سلام للأمة»، وتابع قائلا «التي كانت أمامنا هي حروب تدميرية وتقطيع للأرحام، وتشتيت للأمة، كما أن الثورات تحركت باتجاه كل مكان، وبالتالي شعر الجميع بالخطر جراء اتساعها في الزمان والمكان، وانشطار المجتمعات الإسلامية، والمفاصلات الإيديولوجية، مما دفعنا للفزع والاستنفار». وقال إن التحدي الذي واجهه هو ورفاقه من أهل العلم هو البحث عن حلول للمعضلات التي تواجه الأمة حاليا من داخل الشريعة، وإعادة تصحيح المفاهيم الملتبسة حاليا، واستنفارنا هو استنفار فقهي وعلمي، لأننا مجموعة من الدراويش لاعلاقة لهم بالسلاح على الإطلاق. وطالب العلامة الشيخ عبد الله ولد بيه، العلماء باستعادة زمام المبادرة والعمل على استعادة السلام وفقهه، والقول لهؤلاء إن الطريق التي سلكوا ليست طريق الجنة. وأكد «ولد بيه»، أن المراهنة على الزمن أولى من شق عصي الطاعة، وأن طريق السلام والمهادنة أضمن للحقوق من شق صف المسلمين، والخروج على السلطان. ويعتبر «عبد الله ولد بيه»، واحدا من أبرز المرجعيات الدينية في موريتانيا وأثارت استقالته العام الماضي من الاتحاد العام لعلماء المسلمين الذي توظفه قطر لمصالحها الخارجية الكثير من الارتياح في أوساط المجتمع الموريتاني الذي يحمل الكثيرون منه الإمارة القطرية المسئولية عن سفك الدماء باحتضانها للجماعات الإرهابية. ويرفض المرجع الديني الموريتاني، نهج الجماعات التكفيرية ويرى أن "ذئاب البشر موجودون منذ زمن بعيد، ومواجهتهم لاتتم إلا بالأسود الحكماء" وبتحكيم العقل والعدل والإحسان. وقال الشيخ عبد الله ولد بيه، إن المحرضين على الثورة في العالم الإسلامي اليوم حرفوا فتوى ابن تيمية التي يتكئون عليها، وقال إن هذه الفتوى تعرضت للتحريف قبل مئة عام من طرف الذين أشعلوا الحرائق في بلاد المسلمين، وذلك حين عمدوا إلى استبدال كلمة «يعاملوا» الواردة في نص الفتوى ب«يقاتلوا».