وصف الرئيس المصري السابق حسني مبارك خلال إحدى زياراته إلى قطر، وصف قناة الجزيرة بأنها علبة عود ثقاب و ذلك أثناء تفقده لأركان الفضائية في أعقاب حملة إعلامية شرسة شنتها القناة ضد مصر و نظامها ،و عبرعن القول بما معناه :كيف لقناة بهذا الحجم الصغير أن تلعب دورا كذلك الدور الذي اختارته. والواقع أن الرئيس مبارك لم يخطىء حينما نعتها بذلك الوصف لأن القناة تحولت بالفعل إلى أداة إشعال نيران سياسية تخدم مصالح وأجندات معينة٬ وحولت لهيب تلك النيران بعيدا نحو الأقطار المجاورة فيما فضلت أن تلعب دور إطفائي الحرائق الحقيقية المشتعلة في البيت القطري. وبرز هذا الدور إبان فترة الربيع العربي فقد تحولت الجزيرة إلى بندقية إعلامية تواكب تحركات الإسلاميين في خضم ثورات "تونس" و" مصر" و"ليبيا"، وسلطت الأضواء على مشايخ وزعماء "جماعة الإخوان المسلمين" وهمشت عن قصد دور الحركات الشبابية المتنورة المسالمة في أفق قطف ثمار الإنتفاضة الجماهيرية في تلك البلدان وتسليم دفة الحكم في طبق من ذهب إلى الجماعات الإسلامية، في حين أن "جماعة الإخوان المسلمين" المتواجدة بالتراب القطري قامت بحلّ نفسها تلقائيا عام 1999، وصرح "جاسم سلطان" العضو السابق في الجماعة: إن قرار الحل جاء لأن دولة "قطر" تمتثل الشريعة الإسلامية، حسب قوله. و قد أشارت صحيفة "الكريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إلى الدور المتعاظم للقادة القطريين بفعل ما تقول أن "قطر" تمثل ثالث أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، بيد أنها حينما ألفت نفسها بين قوتين أعظم وهما "المملكة العربية السعودية" و"إيران" اختارت أن تعزز حمايتها بتواجد قاعدتين عسكريتين أمريكيتين على أراضيها، وأورد موقع "ويكيليكس" الشهير أن "قطر" تدفع 60 % من تكلفة ذلك التواجد العسكري الأمريكي. وكان أمير "قطر" السابق الشيخ "حمد بن خليفة آل ثاني" قد مهد لهذا الدور القطري إعلاميا حين "أشرف" سنة 1995 على قناة "الجزيرة" الفضائية الإخبارية، وسط تسهيلات لتواجد رجال الدين السلفيين المتشددين في "قطر" الذين وجدوا في "الجزيرة" المنصة الإعلامية المواتية لتمرير رسائلهم الدينية المتطرفة وخدمة "البروباغاندا" القطرية.