يحتفل العالم السبت بيوم المرأة العالمي، تقديراً لدور المرأة في المجتمع وأهميتها مقارنةً مع الرجل، حيث تُقام آلاف الندوات والمسيرات والفعاليات الأخرى في مختلف أنحاء العالم، ليشكل يوم الثامن من مارس مناسبة عظيمة أطلقتها منظمة الأممالمتحدة. وفي يوم المرأة العالمي، تتجه الأنظار هذا العام إلى سوريا؛ حيث المرأة السورية، التي تعاني الأمرّين منذ 3 سنوات وإلى هذه اللحظة، مما جعلها مادة درامية وإنسانية ومثلاً يُحتذى به في مسيرة النساء بالعالم، حيث تعيش منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا عام 2011 حالة من الإلغاء والحرمان والعذاب والفقد، وما إلى ذلك من حالات يوثقها السوريون يوماً إثر يوم. وتشتعل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي احتفالاً بهذه المناسبة منذ 3 أيام، حيث ينشر السوريون آلاف التغريدات والمنشورات المؤثرة التي تحيي نضال المرأة السورية، كونها تتعرض للضياع واللجوء والاغتصاب والقتل والترمل. وفي يوم المرأة العالمي 2014، تحيي دلع المفتي على صفحتها المرأة السورية "التي عانت على مدى ثلاثة أعوام ومازالت كادحة مقاومة مشردة معذبة مختطفة مغتصبة معتقلة ثكلى". في حين تطالب سهير الأتاسي بتخصيص يوم المرأة العالمي للمرأة السورية "لأنها أكثر امرأة تعاني على وجه الأرض، وهي بأمسّ الحاجة لأن تقف جميع نساء العالم ورجاله إلى جانبها، وأن يدعمن قضيتها، ويساهمن بكافة الوسائل لدعمها في معركة استعادة دورها في بناء الإنسان والحضارة". وتكتب ماجدة بشكل مؤثر "أم الشهيد، أم المفقود، أم المعتقل، المعتقلة الأم، البنت، الزوجة، الأرملة، الأخت السورية.. كل يوم والدني الكن". وتشاركها الرأي ميس آقبيق مغردة "بالنسبة لي، هو ليس يوم المرأة العالمي، هو يوم المرأة السورية العالمي، فهي المرأة الأم والزوجة والحبيبة والأخت". وكذلك، تكثر الأصوات الذكورية على تويتر التي تنادي بحرية المرأة في يومها والتهاني لها، فيغرد عبد القادر الهوادي "فليسقط يوم المرأة طالما تتألم المرأة السورية". بينما يكتب د. محمد بشير حداد "السيدة المرأة السورية العظيمة.. بمناسبة يوم المرأة العالمي، أحيي بالإجلال السيدة السورية وأخص منهن أم الشهيد". أما نبيل علي العوضي فيغرد "تحية خاصة للمرأة السورية الصابرة أماً وزوجة وأختاً وبنتاً في زمن يخدعنا العالم فيه بزعمه حمايتهم ودفاعهم عن المرأة". وكذلك هادي العبد الله "في كل يوم تفترس الذئاب المجرمة عذرية المرأة السورية في غرف السجن المظلمة, ويسكت عن عذاباتها متشدقو العدل والحرية في الدول الراعية للإنسانية". ولكن مصطفى حمدان يغرد قائلاً "رغدة السورية العربية ست الستات الأولى ..عليك السلام"، في إشارة إلى الفنانة السورية رغده، التي تقيم في مصر، بعد أن أخذت موقفاً مناهضاً للثورة السورية ووقفت إلى جانب النظام السوري". ولم يكن تويتر صاحب الأفضلية في التغريدات التي تنادي بالمرأة السورية، فقد اتخذ موقع ال"فيس بوك" أيضاً موقفاً بنشره آلاف الجمل التي تحيي المرأة السورية في يوم المرأة العالمي، فها هي رشا الأخرس تشبه المرأة السورية بسوريا نفسها قائلة "سوريا.. لكل حرة خرجت من رحمك.. ألف حكاية وحكاية.. وتبقى أم الشهيد سيدة الحكايات.. وتبقين أنتِ سيدة الأنوثة والأسماء". في حين تكتب روشان بوظو بسخرية "بمناسبة عيد المرأة بدي اعترف اعتراف خطير: إني بحترم الرجال النسونجي يلي بروح طحين ئدام المرأة أكتر بألف مرة من الرجال الجفص يلي بعاملها بجفاصة ونديه". ويحي محمد صالح الخابوري النساء الكرديات في سوريا ناشراً "مبروك لنساء العالم وعلى رأسهن المرأة الكادحة والمناضلة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.. مبروك لوحدات حماية المرأة YPJ". ويكتب أحمد العقدة "بهذه المناسبة أقف تقديراً إلى ثلاث نساء: التي ولدتني، وأتحفظ عن ذكر ما تبقّى لأسباب ذكورية شرقية ليست خاصة". ويستذكر فراس ديبة آلام المرأة السورية مع تجربة حزب البعث الحاكم في سوريا "في يوم المرأة العالمي اغتصب حزب البعث سيدة النساء.. أمنا سوريا". وبدورها، نادت كل المنظمات المعنية بحقوق المرأة والطفل والإنسان اليوم بالحفاظ على كرامة المرأة من الاغتصاب والحرمان واللجوء والقتل والعنف وكافة الظروف السيئة التي تمر بها في العالم، مذكرين سوريا كمثال على هذه الأوضاع المأساوية التي تعيشها المرأة السورية كل لحظة. جدير ذكره أن يوم المرأة العالمي جاء كردّ على ظروف العمل السيئة التي عاشتها النساء الأمريكيات بعد مظاهرات عدة لهن في نيويورك وهن يحملن خبزاً يابساً وباقات من الورود، احتجاجاً على ساعات العمل والراحة والاستغلال الجسدي والنفسي، والمطالبة بالمساواة والإنصاف في 8 مارس 1908، الأمر الذي دفع الأممالمتحدة إلى جعل هذا التاريخ يوماً عالمياً تطالب فيه المرأة بحقوقها.