باشرت السلطات المحلية بمنطقة كيش الأوداية بالقرب من الموقع السابق لحديقة الحيوانات بالرباط عملية هدم مساكن عدد من الأسر التي تقطن لسنوات في هذه المنطقة. وتحدث السكان من مختلف الأعمار بمعنويات محبطة وهم يرمقون أغراضهم المشتتة على الأرض بعدما أسقطت الجرافات جدران وأسقف مساكن ظلت تأوي أفراد هذه الأسر لعقود من الزمن. وضربت عناصر الامن طوقا على المنطقة تحسبا لوقوع انفلات او مقاومة من السكان. وحسب التصريحات التي استقتها العلم من عين المكان أفاد المتضررون من هذه العملية ان هناك 50 أسرة تواجه التشرد ولا ملاذ لها بعد هدم المساكن متحدثين عن جملة من التلاعبات في عملية الاستفادة من السكن اللائق، وهي العملية التي استثنت أفرادا داخل اسرة واحدة هم اليوم يعولون أسرة جديدة، تقول إحدى الأمهات وهي متقدمة في السن: " لدي أولاد هم اليوم متزوجون ولهم أطفال، فيما أعطيت لنا بقعة من 90 مترا". حقيقة تعيشها عدة اسر تجاورت لعقود وعقود من الكيشيين والأودييين الذين رأوا انفسهم دون استفادة من المشروع الذي خصص بدءا لهؤلاء، وحين استفسرنا عن الامر اوضح عدد من السكان ان الشركة كانت تعد بمنح وصل الشقق ثم تحول الامر الى شيكات ب17 مليون سنتيم وهو ما يتنافى مع القانون حسب احد المتحدثين الذي قال ان القانون ينص على تسليم سكن مقابل سكن، فلا وصولات الشقق سلمت ولا الشيكات أعطيت. اما شقق المشروع المعروف بتجزئة الأوداية فقالت احدى المتدخلات انها بيعت لغير المعنيين بها!! اسر أخرى حملت المسؤولية في الوضعية التي تواجهها اليوم صحبة أفراد الأسر رضعا وكهولا للشركة المسؤولة عن المشروع حيث تظل معايير الاستفادة غامضة وغير واضحة، وهناك أشخاص غير متزوجين استفادوا من بقع وآخرون لهم عدة أبناء كان مصيرهم الإقصاء والتشرد. وتعتبر عملية الهدم التي انطلقت صباح امس الخميس الثانية من نوعها، حيث باشرت السلطة المحلية عملية أولى قبل عشرة ايام لم تستثن المسجد الذي كان يقيم فيه السكان الصلوات، بل ان السلطات قامت باعتقال احد الشبان مدة 48 ساعة بدعوى انه كان ينوي تفجير قنينة غاز. وفي انتظار ما سيؤول اليه الوضع بعد هذه العملية التي تمت بناء على قرار للمحكمة، تبقى الأسر المتضررة في مواجهة المجهول تضرب الكف على الكف وتندب حظها.