يعقد مجمع اللغة العربية في القاهرة مؤتمره السنوي الثمانين خلال الفترة من 24 مارس إلى 7 أبريل المقبلين. واختار المجمع أن يكون موضوعه الرئيس هذه السنة هو (التعريب). وتتفرع عن هذا الموضوع أحد عشر محورًا، هي: حاجتنا إلى التعريب، التعريب قضية قومية، تعريب العلوم، التعريب في التعليم الجامعي، التعريب والتنمية اللغوية، اللغة العربية في عصر العولمة، مشكلات التعريب، التعريب والتفاعل الحضاري، توحيد المصطلح العلمي وتنسيق جهود المجامع والهيئات المعنية باللغة العربية، التراث العربي والتعريب في عصور العربية الأولى. إن الاهتمام الذي يُوليه مجمع اللغة العربية في القاهرة لقضايا التعريب يتخذ أشكالا ً عديدة. ذلك أن جميع الموضوعات الرئيسَة التي يختارها المجمع لمؤتمراته السنوية ندور حول قضية التعريب، وإن كان بعناوين مختلفة، على أساس أن التعريب في مفهومه العلمي، هو (تفعيل العربية) أي جعل اللغة العربية هي لغة الحياة العامة، ولغة الإدارة، ولغة الإعلام، ولغة التعليم، ولغة الإعلانات، ولغة الإبداع الأدبي والفني، على تعدّد صور الإبداع وتنوع مجالاته. فالتعريب بصيغة التفعيل، هو التمكين للغة العربية والنهوض بها وإحلالها المكانة التي تستحقها والتي هي جديرة بها. وهذه المعاني هي أبعد دلالة من المعنى السائد المتداول عندنا في المغرب وفي دول الجوار بصورة خاصة، وفي جميع الدول العربية بصورة عامة. التعريب، في العمق والجوهر، هو التمكين للغة العربية حتى تكون السيادة لها لا لغيرها من اللغات في البلدان العربية. ولقد شَابَ مفهومَ التعريب عندنا بعضُ الغموض لتداخل عوامل كثيرة، هذا ليس مجال الخوض فيها، حتى أصبح ينظر إلى التعريب كأنه عملية إدارية محض (وليس محضة)، أو آلية وظيفية لا أقل ولا أكثر. بينما التعريب أعمق مضمونًا وأبعد مفهومًا وأقوى دلالة من ذلك كله. التعريب هو جعل اللغة العربية لغة الحياة في جميع المرافق والميادين وحقول النشاط الإنساني. وهذا هو الأمر الذي ينقص الإدارة المغربية، والمطمح الذي نتطلع إليه، وهو أن تكون السيادة بالكامل للغة الضاد. أما لماذا؟. فأنتم تعرفون.