قال السيد الوفا وزير الحكامة في تلاسنه مع أرباب المخابز، إن المغاربة سيعوضون الخبز «بالملاوي»، و«البطبوط» و«الرغايف»، في حالة إضراب المخابز، وأضاف، كأنه غير معني بأن المغاربة يأكلون خبزا مضرا بالصحة. نعرف خرجات السيد الوزير التي دائما ينقلب فيها السحر على الساحر، يحاول أن «يقشب» فيقع في شر «تقشابه» مثل قولته المشهورة «المدير وصاحبتو» التي أضاف إليها «الملاوي». ولعل السيد الوزير يعيش في كوكب آخر، إذ ربما لايعرف أن الملاوي مثل الكيك والبسكوي عند الفرنسيين، فهي تعجن من دقيق ممتاز يسميه المغاربة (special) أو من السميد الممتاز والنوع الرفيع من الزبدة حتى تستحق فعلا هذا الاسم «الملاوي المغربية» ، إذن هي مكلفة وباهظة الثمن وتستعصي على ميزانية الكثير من المغاربة، خصوصا الأسر ضعيفة الدخل. ثم قال الوزير إنهم يأكلون خبزا مضرا بالصحة وهم الأغلبية، لكن الذي غاب عن ذهن السيد الوفا أن المغاربة في المغرب العميق يتقاسمون خبزهم مع البهائم، إذ يأكلون خبزا تعافه حتى ماشيتهم، هذا ما صرح به فلاح معلقا على فرحه بالتساقطات الأخيرة، قائلا بالحرف: «المطر أفرح الفلاح سواء من حيث المحصول المنتظر، وحتى الماشية فقد توفر لديها الكلأ والعشب وأصبحت تعاف الدقيق الذي كنا نقتنيه كعلف...». وكان أحرى بك، السيد الوفا، أن تقول، إن المغاربة يأكلون خبزا تعافه البهائم. وفي تقشابه عن خبز المغاربة اتضح أن السيد الوزير لم يستوعب دروس التاريخ وكأني به نسي قولة ماري انطوانيت، لما ثار الفرنسيون، مطالبين بالخبز، فأطلت من شرفتها ونصحتهم بأكل البسكويت، أو الكيك... ولهذا السيد الوزير فإن كل واقعة أو حالة يمكن أن تحتمل مزحك و«تقشابك» إلا خبز المغاربة... الذي لايكفي أن نقول إنه خط أحمر... ولكنه في مستوى الكرامة...ولربما المغربي هو الوحيد الذي إذا سألته عن أحواله، يجيب «هاحنا كنجريو على طرف ديال الخبز»... لذلك السيد الوزير لاتخض مع المغاربة سباقهم في خبزهم.. لأنه سباق لن تربحه أبدا... فلا تتهكم على خبزنا «وملاوينا». فنحن نكد من أجله أو كما يقال، «عضة ديال الخبز حارة»، فخض حربك وتلاسنك مع أرباب المخابز، كل منكما يذود عن مصلحته، ولاتتقاذفوا استقرار شعب، عفوا خبز شعب، هو في واد وأصحاب المصالح في واد.