نظرا لأهمية الإصدار من حيث محتواه، وبعد نفاذ الطبعة الأولى، واستجابة لرغبة القراء والباحثين، أصدرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ضمن منشوراتها لسنة 2014، الطبعة الثانية (المزيدة والمنقحة) للمؤلف الذي أصدره الأستاذ محمد العلمي سنة 1979 بعنوان :"حركة المقاومة بالأطلس" وهو إصدار يجيب في 100 صفحة على ثلاثة محاور اشتغال كبرى وهي: 1/ قادة المقاومة بالأطلس؛ 2/ التدخل الاستعماري في الأطلس؛ 3/لماذا تراجعت المقاومة في الأطلس؟. ولم تكن إعادة طبع هذا الإصدار مجرد صدفة وإنما إيمانا منا بأن منطقة الأطلس كنز يغني الذاكرة التاريخية المحلية والوطنية باعتبارها منطقة حملت بيرق المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي الذي لم يستتب له الأمر ولم تصمت مدافعه ولم تتوقف قوافل جثامين موتاه ولا طوابير جرحاه إلا بعد أن أخضعت المقاومة بالمنطقة ،موضوع الكتاب، بوطأة الحديد والنار، حتى أن المؤرخين الاستعماريين جعلوا من سنة 1933 نهاية مرحلة وبداية أخرى، أي نهاية فترة العمليات العسكرية وبداية زمن الاستعمار الاقتصادي والاستقرار الإداري. وإنه لمن نافلة القول بأن المقاومة بهذه المنطقة، المحددة جغرافيا في عنوان الإصدار، قدمت شخصيات وأعلاما ماهدين نُقشت أسماؤهم في الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية؛ شخصيات حركتها الحمية الدينية والغيرة الوطنية وألهبت حماسها النعرة القبلية، شخصيات أعلنت النفير في الناس وحيت على الجهاد وخاضت غمار المعارك ذودا عن القبيلة ومجالها والبيعة وحِملها رغم الجراح والآلام ورغم سيل الدماء الزكية على التراب الذي عشقته وحاربت من أجله، شخصيات تملك عزائم لا تقهر وإرادة لا تلين وقلوبا نابضة بحب الوطن، شخصيات لم تركن للسلم إلا بعد أن أسلمت الروح لباريها أو استنفذت كل مدخراتها من مؤن وعتاد وسلاح. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب متوفر للبيع بسعر يتحدد 35 درهما لدى شسيع المداخيل بمصلحة النشر والتوزيع بالمصالح المركزية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط وبجميع نياباتها الجهوية والإقليمية ومكاتبها المحلية وفضاءاتها التربوية والتثقيفية والمتحفية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عبر التراب الوطني.