تفاجأت مؤخرا الفعاليات السياحية في الإمارات بقرار إغلاق مكتب السياحة المغربي بدبي..الغريب في الأمر أن هذا الإغلاق تزامن مع الإعلان عن فوز دبي باستضافة معرض "إكسبو 2020". الجميع في الإمارات يتساءل عن خلفيات هذا القرار.. لا يخفى على أحد أن دبي تعتبر نقطة انطلاق لملايين السواح العرب والأسيويين الذين يجوبون دولا مختلفة، ولهذا الغرض توجد في هذه المدينة العالمية مئات المكاتب السياحية الأجنبية، هدفها إغراء السواح الذين يتقاطرون على دبي سنويا لزيارة البلدان التي تمثلها هذه المكاتب السياحية. دبي، قبلة السياحة العالمية، يتوافد عليها سنويا حوالي 12 مليون سائحا، وتشكل في حد ذاتها سوقا سياحية ضخمة لكل البلدان التي تطمح إلى رفع مداخيلها السياحية من العملة الصعبة واكتساح أسواق جديدة، بما في ذلك المغرب. وبحكم نجاحها الباهر في القطاع السياحي، أصبحت دبي نموذجاعالميا يقتدى به، ليس فقط من ناحية جلب السواح بل كذلك للإستفادة من تجربة هذه المدينة التي أبهرت العالم بقصصها الناجحة في الميدان السياحي. فكيف يعقل أن يتم إغلاق المكتب السياحي المغربي في مدينة بهذه الأهمية؟ ومن المستفيد من هذا الإغلاق؟ حسب معلومات متداولة في أوساط المهنيين، فإن سفارة المغرب بالإمارات لعبت دورا محوريا في إقناع المسؤولين عن القطاع السياحي المغربي بإغلاق مكتب دبي. والسبب في ذلك هو الرغبة في فتح مكتب سياحي بأبوظبي . ويعتقد العديد من أفراد الجالية بالإمارات أن إغلاق التمثيلية السياحية بدبي منح فرصة التخلص من المسؤول السابق عن المكتب، الذي كان يرفض الرضوخ. ويحكى أن السفارة كانت أغرقت المكتب الوطني السياحي بمجموعة كبيرة من التقاريرالسلبية حول المسؤول السابق عن المكتب. ويرى خبراء سياحيون في الإمارات أن قرار إغلاق المكتب السياحي المغربي بدبي، في الوقت الذي تتهافت فيه دول عديدة على تقوية حضورها في هذه المدينة، يعتبر خطأ فادحا، وقد تكون له انعكاسات سلبية على السياحة في المغرب، ذلك لأن القرار لا يستند إلى أي منطق تجاري، بل يذهب البعض إلى الاعتقاد بأن القرار ينطوي على "صفقات سياحية سرية" قد يستفيد منها فقط الأشخاص الذين لعبوا دورا في إغلاق هذا المكتب. فما رأي وزارة السياحة في الموضوع؟