لوسيل مالاندين (ا ف ب) - تبدأ اليوم الاثنين اول محاكمة لمعتقل في غوانتانامو، هو السائق السابق لاسامة بن لادن ، اليمني سالم احمد حمدان, الذي سيمثل بعد سنوات من المعارك القضائية امام محكمة عسكرية خاصة، وهو امر لا سابق له منذ الحرب العالمية الثانية. وستكون هذه اول اجراءات فعلية امام هذه المحاكم ، اذ ان الاسترالي ، ديفيد هيكس ، وهو اول معتقل في غوانتانامو، مثل امام هذه المحاكم الاستثنائية في مارس 2007 ، اقر بتهمة دعم الارهاب الموجهة اليه في مقابل عقوبة مخفضة بالسجن لتسعة اشهر واعادته الى بلاده. وشكلت اللجان العسكرية ، التي تمثل المحاكم استثنائية للبت في جرائم الحرب غداة اعتداءات الحادي عشر من شتنبر 2001 ، الا ان المحكمة الاميركية العليا اعتبرتها غير قانونية سنة 2006 ، بعد شكوى تقدم بها محامو حمدان. واعيد الاعتبار لهذه المحاكم بعد شهر على ذلك من قبل الكونغرس ، لكنها تعرضت منذ ذلك الحين لسلسلة من النكسات ادت الى تأخير بدء هذه المحاكمة ، وربما غيرها في المستقبل. ويمثل سالم حمدان ، وهو يمني في الاربعين من العمر تقريبا ، اليوم الاثنين، امام المحكمة بتهمتي التآمر و دعم الارهاب ماديا ، وهو يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن مدى الحياة ، في ختام المحاكمة التي يتوقع ان تستمر اسبوعين. وهو متهم بشكل اعم بانه سائق بن لادن السابق وحارسه الشخصي ، وانه تلقى تدريبات في معسكرات القاعدة في افغانستان ، وقام بنقل اسلحة وذخائر في هذا البلد. وقد اوقفه الجيش الافغاني في نونبر2001 ، وسلمه بعدها الى القوات الاميركية. وكان ينقل حسب الادعاء, صاروخين ارض-جو في صندوق سيارته. وهو معتقل منذ ست سنوات في غوانتانامو، معظمها في الحبس الانفرادي. وكادت محاكمته بعد خمس سنوات على توجيه التهم اليه ، حتى اللحظة الاخيرة, ان تعلق. فقد رفض القاضي الفدرالي، جيمس روبرتسون، اخر طعن مقدم من محامي حمدان ، الذين كانوا يأملون ان يسمح قرار صدر عن المحكمة العليا ، منتصف يونيو الماضي ، ويمهد الطريق امام وصول معتقلي غوانتانامو الى القضاء المدني, بارجاء المحاكمة. واشار روبرتسون الى ان القانون ، الذي اقره الكونغرس ، وانشئت بموجبه اللجان العكسرية الخاصة في2006 ، يضمن للاطراف المعنية امكانية اسئناف الحكم الصادر في غوانتانامو امام محكمة استئناف فدرالية في واشنطن. وأعلن محامو الدفاع، الذين يعتبرون ان المحاكمة غير عادلة ، من الان انهم سيستأنفون الحكم. وهم يقرون ان سالم حمدان كان سائق بن لادن، لكن من دون ان يكون ضالعا في مخططات ارهابية. وخلال جلسات استماع تمهيدية ، الاسبوع الماضي، شدد محامو الدفاع باستمرار على ان موكلهم تعرض للعنف خلال اعتقاله ، وان التهم الموجهة اليه اتت من اعترافات ادلى بها تحت الاكراه. واظهرت وثائق ، نشرتها هيئة الدفاع ، ان حمدان حرم خصوصا من النوم ، وكان حراسه يوقظونه كل ساعة على مدى50 يوما ، عام2003 . وبدا للصحافيين الاميركيين ، الحاضرين بغوانتانامو ، في حالة وهن بسبب الام شديدة في الظهر، كما بدا شاردا. واشتكى من سوء المعاملة وبان امراة اهانته خلال استجوابه. من جهة اخرى ، وحسب افادة عميل سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي ، فان المتهم قدم ، في افغانستان ، الكثير من المعلومات الى العسكريين في بحثهم عن اسامة بن لادن ، نهاية العام2001 .