يشتغل عدد كبير من رجال الأمن التابعين لولاية الأمن بالدار البيضاء بالطرامواي في ظروف صعبة جدا ويستحقون الشفقة،فهؤلاء الرجال الذين تحملوا مسؤولية الحفاظ على إستثباب الأمن وسط المواطنين ومعرضون للخطر في كل وقت وحين،ولاأحد إ ستفسرهم عن كيفية إشتغالهم وتوقيت دخواهم وخروجهم من العمل،إن الجميع أجمع على أنهم يعملون في وضعية لايحسدون عليها ومن خلال جولات سريعة بالطرامواي للوقوف على معاناتهم صرح البعض منهم بمشاكلهم التي تنطلق منذ الصباح إلى الفترة الليلية التي قد تتجاوز منتصف الليل. نقطة الإنطلاق ساحة الأممالمتحدة حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا أي وقت إقلاع الطرامواي من سيدي مومن حيث يحضر في هذا الوقت بعدد قليل من الركاب بالنسبة للفوج الأول ويشتغل إلى حدود الساعة الثانية بعد الزوال،وهذا الفوج قد يجد صعوبة في التنقل في الصباح الباكر بالنسبة للأمنيين الذين يقطنون بعيدا عن مركز المدينة،ولاتسألهم الإدارة كيف وصلوا،أما الفوج الثاني والذي ينطلق على الساعة الثانية بعد الزوال فأغلب الأمنييين الذين لايتوفرون على وسيلة نقل لايفكرون إلا في العودة إلى بيوتهم في وقت متأخر من الليل،فالطرامواي ينتهي من العمل على الساعة الحادية عشرة ليلا وعلى رجال الأمن أن ينتقلوا معه إلى نقطة النهاية بسيدي مومن،وهنا الطامة الكبرى حيث يجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى بيته،أنه يجد أمامه الخلاءوعليه إرجاع أجهزة الراديو غلى مقر ولاية الأمن بشارع الزرقطوني ومن ثم يبحث عن وسيلة نقل تقله إلى بيته. من جهة أخرى فهم لايتوفرون على وسائل العمل بإستثناء جهاز الراديو،هذا الجهاز في غالبية الأحيان معطل ويشتغل رجال الأمن بهواتفهم الخاصة دون أن تنتبه الإدارة إلى ذلك،ومما يزيد الطين بلة هو أن كل العاملين بالطرامواي يستفيدون من عدد من الإمتيازات كالهاتف والنقل وبعض التعويضات،أما الأمنيون وأغلبهم من الشاب وحديثي العهد بالمهنة فينظرون إلى هذه الوضعية بعيون حزينة وكأنهم يقولون هل تستجيب الإدارة العامة للأمن الوطني لمطالبهم. إنها وضعية متأزمة يعيشها هؤلاء الأمنيين الذين من خلال الدردشة مع البعض منهم يتحدثون بنبرات تدعو إلى الشفقة وإلى الإلتفاتة من طرف المدير العام الذي يعرف الوضعية العامة للدار البيضاء والصعوبات التي يجدها المواطنون مع وسائل النقل،لأن الأمنيين أصبحوا يخافون على أنفسهم من قطاع الطرق وهم محملين بجهاز الراديو ومسدساتهم.