ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال ولاية أوباما الثانية
سراب حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية
نشر في العلم يوم 28 - 01 - 2013

عاد عدد من السياسيين والمحللين وبعض وسائل الاعلام سواء في المنطقة العربية أو خارجها للحديث ومنذ إعادة إنتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة في 4 نوفمبر 2012 لفترة رئاسية ثانية، عن تحول قادم في السياسة الأمريكية بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وذهب البعض من هؤلاء إلى القول أن أوباما ولأنه لن يخوض الانتخابات مرة أخرى سيضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى إتفاق يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني وبذلك تتخلص واشنطن من مشكل عقد علاقاتها من الأقطار العربية ومنعها من الاستفادة بشكل كامل من مقدرات المنطقة الاقتصادية والمادية.
وألمح خبراء في واشنطن وتل أبيب إلى أن انتصار اوباما سيتمخض عن عقاب لنتنياهو خاصة وأن هذا الأخير لم يخف تفضيله لمت رومني المرشح الجمهوري خلال السباق الرئاسي الأمريكي.
عملية غسل العقول
تتفوق آلة الاعلام والدعاية العالمية الضخمة التي تتحكم في الجزء الأكبر منها بشكل أو بآخر الولايات المتحدة وإسرائيل، في التأثير سواء على الرأي العام أو العديد من القوى السياسية بل والحكومات في مناطق واسعة من المعمور خاصة عندما تنضم اليها في توجهاتها مراكز البحث الدولية الموصوفة بالمرموقة.
هكذا تتم عملية شيطنة الخصوم أو الدفاع عن الحلفاء وتبرئتهم من جرائمهم وأخطائهم. أمثلة غسل جرائم قادة إسرائيل واضحة ومعهم الرؤساء بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق بلير الذين زوروا وكذبوا ليدمروا العراق...
الأمثلة كثيرة، ولكن فيما يخص البداية الجديدة للرئيس أوباما في الشرق الأوسط في نسخته الجديدة، نشرت مثلا صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية يوم الجمعة 7 سبتمبر 2010 مقالا تحليليا للكاتب الصحافي المعروف عكيفا إلدار تحت عنوان "بالنسبة إلى اوباما يمكن أن تعني ولاية جديدة نهجا مختلفا تجاه السلام في الشرق الأوسط". وقال عكيفا إلدار ان القاهرة، موقع خطاب الرئيس الامريكي في 2009، شأنها شأن العالم العربي برمته، مختلفة كليا عما كانت عليه في بداية رئاسة اوباما وان الواقع الجديد في الشرق الأوسط يشكل تحديات جديدة للولايات المتحدة، وكذلك قوانين مختلفة.
أمام اوباما الآن أربع سنوات لتسوية الحسابات مع نتنياهو بسبب تأييده العلني لميت رومني، وللحط من قيمته امام الكونغرس، ولتجميده المفاوضات مع الفلسطينيين، ولمواصلته بناء المستوطنات، ولمحاولات تلقينه دروسا في القيادة في ما يتعلق بالقضية الإيرانية. الآن سيكون اوباما قادرا على التعامل مع نتنياهو بحرية، من دون أن يخشى من اللوبي اليهودي أو أموال شيلدون اديلسون الذي كان يطالب برأس الرئيس سياسيا.
إن رئيسا للولايات المتحدة يستطيع خلال فترته الثانية الاقدام على مجازفات أكثر من التي يقدم عليها في فترته الأولى.
لم يعد الناخب الأمريكي قادراً على أن يذكره بالالتزام الدراماتيكي الذي صدر عنه في يونيو 2009 خلال كلمته التي ألقاها في القاهرة في ما يتعلق بحل الدولتين بقوله: "انوي متابعة النتائج شخصيا بكل ما يتطلبه هذا الواجب من صبر".
إن اسلوب اوباما في العام 2012 يختلف عن اسلوبه في العام 2009، كما ان القاهرة، مثل بلدان العالم العربي قاطبة، مختلفة عما كانت عليه في بداية ولايته الرئاسية. وحقائق الشرق الأوسط الجديد تحمل في طياتها تحديات جديدة للولايات المتحدة وقواعد مختلفة.
ويشرح تقرير أمني دبلوماسي أعده قبل بضعة أشهر فريق من الخبراء برئاسة توماس بيكرينغ، وكيل الخارجية السابق في عهد ادارة كلينتون السفير السابق في روسيا والامم المتحدة واسرائيل، ان الرئيس أهمل الصيغة القديمة القائلة بان "الولايات المتحدة لا يمكنها أن ترغب في إحقاق السلام أكثر من الأطراف المعنية ذاتها".
وهناك تقرير أعده جيفري أرونسون، مدير الدراسات والنشر في مؤسسة الشرق الأوسط للسلام، وفيليب ديرمر، احد كبار الضباط السابقين في الجيش الأمريكي، يشدد على أن الاندفاع بقوة في حل الصراع هو من أكثر المصالح الأمريكية أهمية. ويرى هؤلاء الخبراء ومن بينهم عدد من كبار ضباط الجيش الأمريكي، ان تعرض الادارة القادمة خطة شاملة تعترف بالسيادة الفلسطينية على أساس المبادرة العربية للسلام، وخطا امنيا تنتشر على أساسه قوة مراقبة وتفتيش دولية عربية داخل أراضي فلسطين.
ويقترح هذا الفريق ان يعرض الرئيس الأمريكي هذه الخطة للسيادة الفلسطينية باعتبارها جزءا من خطة تكفل الأمن لإسرائيل. ويشمل موضوع الأمن المحافظة على التفوق العسكري الإسرائيلي. وبالمقابل يتخلى نتنياهو عن تطلعاته نحو "تقريبا كل أراضي إسرائيل". ويغض اوباما النظر عن غياب إسرائيل في مؤتمر هلسنكي حول شرق أوسط خال من الأسلحة النووية، وهو أصلا من أفكار الرئيس الأمريكي، ويحافظ على تعهده بعدم تمكين إيران من أن تصبح عضوا في النادي النووي.
العلاقة الحقيقية
في تقرير لمعهد واشنطن صدر في 9 مايو 2012، أكد نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي دنيس ماكدونو أن العلاقة بين أوباما ونتنياهو هي "علاقة عملية جيدة" على نحو تمكِن الزعيمين من المعالجة الفورية للقضايا الهامة على أجندتهما.
وبتحدثه إلى مؤتمر مؤسسي واينبرغ في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى صرح ماكدونو أن وصف العلاقة بين أوباما ونتنياهو بأنها "متوترة" ما هو إلا تشويهاً جنونيا للواقع. وذكر المسؤول أنه "منذ عهد هاري ترومان لم يفعل أي رئيس لصالح أمن إسرائيل مثلما فعل الرئيس باراك أوباما". وقد استشهد ماكدونو بالمستويات القياسية للمساعدات الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل ومنها نظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ والمناورات العسكرية المشتركة واسعة النطاق، وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية عندما اجتاحت الجماهير السفارة الإسرائيلية في القاهرة.
وقال ماكدونو إن كلتا الدولتين لديهما "تقييم متطابق تقريبا للإطارات الزمنية". وأردف قائلاً "إننا نعتقد بأن السياسة التي ننتهجها تؤتى ثمارها وستعطينا فرصة أكبر للتصدي لأي تحد نهائياً وبشكل حاسم"، مضيفاً أنه في ظل الجمع بين هذه السياسة والدبلوماسية والعقوبات، "فإن كافة الخيارات مطروحة على الطاولة".
ودافع ماكدونو عن سياسة الإدارة الأمريكية التي تنتهجها بشأن سوريا قائلاً إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تعمل مع الأمم المتحدة وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة و "مجموعة أصدقاء سوريا" لدعم المعارضة السورية وتعجيل عملية الانتقال إلى حكومة جديدة.
خطاب 2009
التحاليل والتوقعات المتفائلة ذكرت بمثيلات لها صدرت في سنة 2009 حول تحولات جذرية منتظرة في سياسة البيت الأبيض تجاه الأقطار العربية بشكل خاص والدول الإسلامية بشكل عام. ففي الرابع من يونيو 2009 ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطبةً سميت "بداية جديدة" في قاعة الاستقبال الكبرى في جامعة القاهرة في عاصمة جمهورية مصر العربية القاهرة، وشاركت جامعة الأزهر في الإعداد للحدث. كانت الخطبة وفاء بوعد من أوباما أثناء حملته الانتخابية الأولى بأن يوجه رسالة إلى المسلمين من عاصمة إسلامية في أشهره الرئاسية الأولى.
برر السكرتير الصحفي للبيت الأبيض روبوت جيبس اختيار مصر بأنها "الدولة التي تمثل قلب العالم العربي من مختلف الجوانب". واكدت المصادر الأمريكية أن هدف الخطبة كان تحسين العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي التي تشوهت كثيرا أثناء فترة رئاسة جورج بوش الابن خاصة بعد غزوه وإحتلاله للعراق سنة 2003، ومشاركته في الحرب الطائفية ببلاد الرافدين التي أدت إلى مقتل أكثر من مليون عراقي.
خلال الأشهر التي أعقبت خطاب أوباما في القاهرة لم تقع التحولات المتنبأ بها، بل على العكس ساندت واشنطن عمليا إسرائيل في كل إجراءاتها التوسعية، ووقفت عائقا أمام كل محاولات الفلسطينيين خاصة في المحافل الدولية لإستعادة بعض حقوقهم المشروعة.
زيادة على ذلك ركبت الولايات المتحدة حركة التطور الطبيعية في المنطقة العربية لتحولها عبر ما يسمى "إستراتيجة الفوضى الخلاقة" إلى عنف وحروب لتفتيت دولها وذلك في نطاق مشروعها القديم للشرق الأوسط الجديد القاضي بإقامة ما بين 54 و 56 دويلة متنازعة على أسس عرقية ودينية ومناطقية في المنطقة.
يقول أساتذة علوم سياسية غربيون أنه عندما تحين ساعة الحقيقة تسقط جهود التضليل.
يوم 19 يناير 2013 نقلت وكالة فرانس برس في مقال بقلم جو بايدل: قال محللون انه سيتعين على باراك اوباما وبنيامين نتنياهو ان يجدا وسيلة للاتفاق ليتمكنا من مواجهة التهديدات معا.
ظاهريا توترت العلاقات مجددا خلال بداية شهر يناير 2013 بعد ان كتب الصحافي الامريكي المعروف جيفري غولدبرغ مقالا نقل فيه تصريحات لاوباما مفادها ان "اسرائيل لا تعرف ما هي مصلحتها".
ورد نتانياهو على هذه التصريحات قائلا "اعتقد ان كل العالم يعرف ان المواطنين الاسرائيليين يقررون وحدهم من سيمثل بصدق المصالح الحيوية لدولة اسرائيل".
المحللون قدروا ان هذا الموقف جزء من حملة نتانياهو الانتخابية التي يريد ان يصور نفسه فيها محليا كالقائد القوي الذي يستطيع الدفاع عن اسرائيل حتى ضد اقرب حلفائها الولايات المتحدة قبل إجراء الانتخابات.
ويؤكد المحللون ايضا انه ومن سخرية القدر، لم تكن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية على المستوى المؤسساتي يوما في حال أفضل مما هي عليه الآن.
وذكر ارون ديفيد ميلر نائب رئيس مركز ويلسون للابحاث لوكالة فرانس برس "أنه أمر غير عادي اطلاقا انه ليس هناك ما يسبب انقساما بين اسرائيل والولايات المتحدة غير ذلك، نظرا لتنوع الادوار والالتزامات والرؤى العالمية".
واضاف ان "هذا الخلل في العلاقة يأتي لأن هناك من جهة العلاقة الاكثر اختلالا بين رئيس وزراء اسرائيلي ورئيس امريكي شهدتها، العلاقة بحد ذاتها ومن جهة اخرى الدعم العام الامريكي والتعاون العسكري والمساعدة الامنية وتشارك المعلومات الاستخباراتية وكل جوانب العلاقة تجري جيدا".
ويوافق دانيال كيرتزر السفير الامريكي السابق في اسرائيل وخبير الشرق الاوسط في جامعة برينستون على ذلك قائلا ان "عام 2012 كان عام اصلاح العلاقة الشخصية" مشددا على "بعض الانجازات الحقيقية".
واشار كيرتزر الى تكنولوجيا القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ التي تم نشرها في نوفمبر 2012 لاعتراض الصواريخ التي تطلقها حركة حماس على جنوب اسرائيل من قطاع غزة، ومعارضة الولايات المتحدة الكبيرة للمسعى الفلسطيني للحصول على وضع دولة مراقب في الأمم المتحدة.
وحتى ظهور نتانياهو الغاضب مع رسم للقنبلة في نيويورك لحث امريكا على تحديد خط احمر واضح امام البرنامج النووي الايراني اعتبره المحللون عرضا لجذب مزيد من الناخبين. فقد عاد إلى بلده بعدما عزز صورته كمدافع عن الأمن القومي.
والواقع أنه يسود تشاؤم كبير خاصة بين الفلسطينيين من أن يتمكن نتنياهو وأوباما من احياء عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط. وقالت تمارا كوفمان ويتس مديرة مركز سابان لسياسات الشرق الاوسط في معهد بروكينغز "هناك اشياء تحدث كل يوم على أرض الواقع قد تجعل احتمالات حل الدولتين اكثر صعوبة والبعض قد يقول بأنها تجعلها مستحيلة أكثر فأكثر".
وسيعتمد الكثير من ذلك على مدى مجال المناورة المتاح امام نتنياهو بعد الانتخابات وتشكيل أي ائتلاف حكومة في نهاية المطاف مع العديد من اليمينيين المتطرفين في حزبه الليكود الذين يسعون لتقويض حل الدولتين.
بيئة الكذب
كانت السياسة على مر السنين هي البيئة المثالية لانبثاق الكذب بصنوفه المتعددة. لكن ألكسندر كويري المؤرخ الفرنسي من أصل روسي والذي اهتم بالفلسفة والعلوم، لاحظ بأننا "لم نكذب قط بالقدر الذي نكذبه اليوم. كما أننا لم نكذب بهذا النحو السفيه والنسقي والراسخ كما نكذب اليوم". نفس الملاحظة ستتكرر عند حنة أرندت المنظرة السياسية والباحثة من أصل ألماني التي رفضت أن توصف بالفيلسوفة، والتي انتهت إلى تقسيم تاريخ الكذب إلى مرحلتين كبيرتين، المرحلة الكلاسيكية والمرحلة المعاصرة، التي أصبح فيها الكذب كليانيا عولميا بفضل تقنيات الصورة والتواصل والإشهار والدعاية المعاصرة.
يوم الخميس 24 يناير 2013 حذر السناتور الامريكي جون كيري الذي اختاره الرئيس باراك اوباما وزيرا للخارجية، من "اغلاق الباب" امام حل الدولتين بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال كيري امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ التي استمعت إليه تمهيدا للمصادقة على تعيينه على راس الخارجية، ان "الباب المفتوح على حل ممكن يقوم على دولتين قد يتم اغلاقه على الجميع وهذا الأمر سيكون كارثيا".
لكنه قال "يجب ان نسعى لايجاد وسيلة للتقدم، وهناك ما يدعوني الى الاعتقاد ان هناك طريقا للمضي قدما"، مؤكدا للكونغرس "الالتزام الشديد للرئيس اوباما بحل الدولتين".
وبالفعل، كان البيت الابيض قد اكد يوم الثلاثاء 22 يناير، اليوم الذي جرت فيه الانتخابات التشريعية الاسرائيلية، انه لا يزال يامل في حل الدولتين في الملف الاسرائيلي الفلسطيني.
صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ذكرت في 13 يناير ان الاتحاد الاوروبي يعمل على خطة جديدة مفصلة لتحريك عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية وانه يعتزم عرضها بحدود شهر مارس.
وقالت الصحيفة الاسرائيلية نقلا عن مصادر دبلوماسية في القدس، ان هذه الخطة تتضمن "اقامة دولة فلسطينية على اساس حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها"، و"ستتضمن على ما يبدو طلبا بتجميد كل عمليات البناء في المستوطنات" اليهودية.
وهذه المبادرة ترعاها فرنسا وبريطانيا، كما تدعمها المانيا، وقد يتبناها الاتحاد الاوروبي بكل اعضائه، بحسب الصحيفة.
هذا المشروع يمكن أن يضاف إلى عشرات أخرى جرى الحديث عنها من طرف الغرب منذ سنة 1948 ولكنها لم تر النور وقال البعض لاحقا أنها كانت للتمويه.
عودة إلى الواقع
يوم الجمعة 25 يناير 2013 نشرت صحيفة "ذي انترناشونال هيرالد تربيون" الامريكية مقالا للصحافي مارك لاندلر تناول فيه العلاقات بين الرئيس باراك اوباما وبنيامين نتنياهو في اعقاب الفوز الهزيل الذي حصل عليه نتنياهو في الانتخابات النيابية الاسرائيلية اخيرا، وامتناع المسؤولين الامريكيين عن التعليق على ما تركته هذه الانتخابات من الاثار على العلاقات بينهما، واستخلص أم الطرفين ليسا معنيين كثيرا بإيجاد تسوية أو بعملية السلام.
جاء في المقال "بالنسبة الى الرئيس اوباما، الذي كثيراً ما كانت علاقته مع نتنياهو شبيهة بعلاقة بين زوجين مرتبطين بعلاقة تعوزها المحبة، لا بد ان تكون الاشهر الثلاثة الماضية قد وفرت قدراً الرضا القاتم.
ففي نوفمبر 2012 تغلب اوباما في الانتخابات الرئاسية على ميت رومني الذي كان المرشح المفضل لكن غير الحصيف لدى نتنياهو. ويوم الثلاثاء 22 يناير 2013 تعثر نتنياهو في محاولة اعادة انتخابه، وقد فاز حزب "ليكود" الذي يرأسه بما يكفي من المقاعد في البرلمان ليبقى في منصبه، لكنه قصر كثيراً في تحقيق التوقعات امام ارتفاع نسبة التصويت في اوساط حركة الوسط النشطة.
ومع ذلك فان البيت الابيض لم ينبس ببنت شفة في العلن على الاقل، فيما كانت النتائج تتدفق من اسرائيل. وظل المسؤولون في الادارة الامريكية مترددين في التعليق على مدى تأثير النكسة التي اصابت نتنياهو على علاقته مع اوباما، خاصة وان الزعيم الاسرائيلي لم يبدأ بعد العمل لتشكيل ائتلاف حكومي.
وقال مراقبون وهم ينقبون في التداعيات ان هناك اكثر الساحة السياسية الاسرائيلية الجديدة تنطوي على ما هو اكثر من تبرير بالنسبة الى اوباما.
وقد يمهد موقف نتنياهو الضعيف الطريق نحو تحسين علاقاته مع الرئيس الامريكي، إن لم يكن نحو "اعادة تشكيل" تلك العلاقات، حسب التعبير الذي تستخدمه الادارة منذ فترة طويلة.
واذا حاول نتنياهو كما يتوقع بعض المحللين ان يشكل ائتلافا يضم الوسط واليمين الاسرائيلي بحيث يشمل يائير لابيد، الذي فاز حزبه "هناك مستقبل" ب19 مقعدا من اصل 120 مقعدا في البرلمان، فقد يخفف ذلك من حدة الاطراف الأكثر تشددا في ائتلاف اليمين الحالي الذي يرأسه نتنياهو.
وبإمكان لابيد ان يدفع حكومة جديدة في الاتجاه الذي يقلل من اسباب التوتر التي ظلت قائمة لفترة طويلة مع اوباما. وعلى سبيل المثال، فان لديه حرصاً على ايجاد وظائف وتوفير مساكن أكثر من اهتمامه في توسيع البناء في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، وهي مصدر احتكاك متكرر بين اوباما ونتنياهو.
وقد يجد نتنياهو نفسه، بعد مغادرة ايهود باراك، الجنرال السابق الصقوري، منصبه وزيرا للدفاع، ابعد الى حد ما عن الضغوط للتفكير في تسديد ضربة منفردة ضد ايران بسبب برنامجها النووي. وسيكون هذا مصدر ارتياح لدى البيت الابيض الذي اضطر للتوسل الى الاسرائيليين للتجمل بالصبر في الوقت الذي يقوم فيه بمتابعة جهود اللحظة الاخيرة الدبلوماسية مع طهران.
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض لفترة طويلة في قضية الشرق الاوسط: "ترؤس نتنياهو وهو في موقف ضعيف لحكومة تضم بعض عناصر الوسط هو افضل نتيجة يمكن للبيت الابيض ان يتوقعها. اذ ان ذلك يمنحهم "الادارة الاميركية" فرصة أفضل لتحاشي الحرب ضد الملالي الايرانيين وللمحافظة على فرصة احلال السلام مع الفلسطينيين".
وقال ميلر ان اكثر النتائج التي تشيع التفاؤل ستكون على غرار علاقة "الزوجين المتنافرين" بين اوباما ونتنياهو، يخفيان فيها خلافهما حول قضايا مثل المستوطنات، ولكن يعرفان كيف يتناولانها بمهارة افضل.
ولن يكون هذا خطوة بسيطة، على ضوء الشكوك المتبادلة التي عانت منها علاقاتهما. وقد ظهرت على المسؤولين في البيت الابيض علامات الغضب والتعجب اثناء الحملة الرئاسية عندما تبين ان نتنياهو يؤيد رومني، بدعوته له لتناول العشاء في منزله خلال زيارة المرشح الجمهوري الى مدينة القدس في يوليو 2012.
ورد اوباما على هذه المكرمة خلال الانتخابات الاسرائيلية، حسب اعتقاد اعضاء حزب ال"ليكود" عندما نشر جيفري غولدبرغ، الصحافي الامريكي الذي كثيراً ما يتناول شؤون اسرائيل في كتاباته، مقالا قال فيه ان الرئيس حمل على نتنياهو عندما اعلنت الحكومة الاسرائيلية عن خططها لبناء مستوطنة في المنطقة المتنازع عليها "اي-1" في الضفة الغربية.
ومع ذلك فان السفير الامريكي السابق لدى اسرائيل مارتن إنديك يقول ان "الجمهور الاسرائيلي يهتم بالعلاقة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الامريكي، ولم يسعفه انه اساء التعامل معها، وكان هناك تذكير بمدى السوء الذي تعامل فيه معها عشية الانتخابات".
ويقول ايضا ان من بين المسائل المحيرة، ما اذا كان لابيد سيصر على الحصول على تنازلات مقابل الانضمام الى ائتلاف مع نتنياهو، مثل تجميد البناء الاستيطاني. وفي الوقت الذي صب حزب لابيد اهتمامه على أمور مثل الوظائف والاسكان، فان اتخاذ موقف من المستوطنات سيطلق شرارة الانفصال عن اجندة اليمين.
غير انه ليس هناك من يتكهن بان حكومة اسرائيلية جديدة ستعمد فجأة الى السماح لاوباما ان يعيد الاضواء نحو هدفه في ولايته الاولى للتوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. اذ ان حزب لابيد لم يحقق فوزه بالدعوة لاحياء محادثات السلام التي ظلت غائبة لفترة طويلة. فالاجواء السياسية للطرفين تظل معادية لمثل هذه الخطوة.
كما انه لا يبدو ان هناك احتمالات بان يعمد اوباما، بعد الاحباط الذي اصيب به في ولايته الاولى، الى الضغط بقوة من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط. وقلما يشير الرئيس الى هذا الموضوع في الايام الحالية.
وبينما قال إنديك ان السناتور جون كيري، الديمقراطي الذي خلف هلاري رودهام كلينتون في منصب وزير الخارجية، سيجازف للمحافظة على حل الدولتين، فان من غير المرجح ان يحقق انجازا اكبر مما حققته كلينتون.
اما ميلر، وهو الان في مركز وودرو ويلسون الدولي، فقال انه يكاد لم يشاهد اي علاقة غير فاعلة باستمرار كتلك التي بين اوباما ونتنياهو. وما كان فوز مؤزر لنتنياهو الا ليزيد من تعاظم تلك التوترات.
ورغم ذلك فقد تكون امام نتنياهو، غداة النتيجة المتواضعة التي حجمته، فرصة لرأب الصدع، حسب قول ميلر.
وقال: "ما يحمل انباء طيبة الى نتنياهو، اذا هو تمكن من تشكيل ائتلاف، هو ان حكومة ذات قاعدة اعرض ستخفف من التوتر وتجعل من السنوات الاربع المقبلة مسارا أقل صعوبة. وسيكون بامكان نتنياهو ان يعمل في اطار علاقة اكثر فاعلية مع الولايات المتحدة".
الوطن البديل
من حين لآخر ومنذ زرع الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية الشرق أوسطية، يتجدد الحديث عن الحل الأردني للقضية الفلسطينية، وبكلمات أكثر وضوحا قيام الدولة الفلسطينية شرق نهر الأردن وترك جل غرب النهر لدولة إسرائيل. ما يجري عمليا على الأرض خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين من سلب للأراضي المحتلة سنة 1967 بإقامة المستوطنات وتهجير الفلسطينيين هو مقدمة نحو تحقيق هذا المخطط، رغم كل اللغط عن تأييد واشنطن لحل الدولتين إسرائيلية وفلسطينية. وهناك داخل الإدارة الأمريكية من يتحدث علنا عن هذا الحل بوصفه الأفضل. الرجوع عدة عقود في الزمن يثبت استمرار تبني الفكرة المشروع للوطن البديل من طرف العديد من الادارات الامريكية.
سنة 1949 توجه مستشار وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط ماك جي إلى بيروت لشرح خطته التي تعتبر من أقدم المشاريع لتوطين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم. وهي الخطة التي طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال لجنة التوفيق الدولية التي تأسست بموجب قرار الجمعية العامة رقم 194 لتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين، وتألفت من مندوبي الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا.
الخطة قامت على أساس إنشاء وكالة تتكون من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة تهتم بتقديم المساعدات الكفيلة بإنشاء مشاريع تنموية لاحتواء اللاجئين في الدول التي يمكنها القيام بذلك.
ونصت خطة ماك جي إضافةً إلى إعادة مائة ألف لاجئ إلى الأراضي المحتلة على توطين باقي اللاجئين في عدد من البلدان.
وفي الوقت الذي أعلنت الولايات المتحدة استعدادها تحمل التكلفة المالية، اشترطت دولة الكيان الصهيوني في المقابل اعترافًا كاملاً بها من جهة، وإعادة توطين المائة ألف لاجئ حيث يتوافق ومصالحها من جهة أخرى.
ما بين سنة 1953 و 1955 توجه إريك جونستون مبعوث الرئيس الأمريكي أيزنهاور إلى الشرق الأوسط للقيام بمفاوضات بين الدول العربية والكيان الصهيوني. وحمل معه مشروعًا لتوطين الفلسطينيين على الضفة الشرقية للأردن، أطلق عليه مشروع الإنماء الموحد لموارد مياه نهر الأردن. ينفذ على خمس مراحل، تستغرق كل مرحلة سنتين أو ثلاثًا.
ونص المشروع على تخصيص مساحات كبيرة من الأراضي المروية في الأردن للاجئين الفلسطينيي. ومشروع جونستون استمرار لمشاريع سابقة تركز على التنمية الاقتصادية كمدخل للتوطين. سنة 1955 ألقى وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس إثر قيامه بجولة في الشرق الأوسط خطابا، تطرق فيه إلى رؤية الإدارة الأمريكية لمستقبل التسوية في المنطقة. وطرح قضية اللاجئين كإحدى أهم القضايا، مقترحا لإعادة بعضهم إلى فلسطين بشرط إمكان ذلك، وقيام الكيان الصهيوني بتعويض البعض الآخر، وتوطين العدد المتبقي في البلدان العربية في أراضٍ مستصلحة عن طريق مشاريع تمولها الولايات المتحدة. وقد لقي المشروع معارضة من دول عربية مثل مصر وسوريا.
سنة 1951 قدمت واشنطن للحكومة المصرية مشروعا لتوطين قسم من اللاجئين في قطاع غزة في سيناء، وعقد اتفاقً مع وكالة الغوث يمنحها إمكانية إجراء اختبارات على 250 ألف فدان تقام عليها عدد من المشاريع.
وقد واجهت الحكومة المصرية مقاومة شعبية للمشروع، لتصدر بيانًا تتراجع من خلاله عن موضوع التوطين، واعتبرت المشروع غير ذي جدوى. وقد اعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع الأمريكية التي قدمت لتوطين اللاجئين الفلسطينيين عبر مدخل اقتصادي.
سنة 1962 قدم جوزيف جونسون رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي مشروعًا كلف به رسميا من قبل حكومة واشنطن ولجنة التوفيق الدولية التابعة للأمم المتحدة سنة 1961، يهتم بدراسة مشكلة اللاجئين. وقد تضمن مشروعه إعطاء كل أسرة من اللاجئين فرصة الاختيار بين العودة أو التعويض، مع اعتبار قيمة التعويضات الكبيرة التي ستتلقاها كبديل إذا اختارت البقاء حيث هي.
المستهدفون
مصادر رصد عديدة خاصة على جانبي الخط الوهمي الفاصل بين شرقي وغربي أوروبا، تؤكد أن مشروع الوطن البديل تطور إلى وطن فلسطيني في شبه جزيرة سيناء بالنسبة لسكان قطاع غزة ووطن آخر في الأردن، وتضيف أن جزء كبيرا الأزمات التي تركب فيها قوى خارجية حركة التحول في كل من مصر وسوريا والأردن هي توجيه نحو إستراتيجية الفوضى الخلاقة التي ينص عليها مشروع الشرق الأوسط الجديد.
الرئيس الامريكي باراك اوباما اعتبر في أكثر من مناسبة ان دعم بلاده لأمن لاسرائيل "مقدس" متحدثا عن ضرورة مساعدة هذا البلد في الحفاظ على "تفوقه العسكري".
واشار اوباما في نيويورك امام اجتماع مخصص لجمع اموال من أجل حملته للانتخابات الرئاسية التي انتهت في نوفمبر 2012، الى التغييرات الجيوسياسية التي حملتها التحولات في العالم العربي الاسلامي منذ مطلع العام 2011. وقال "احد اهدافنا على المدى البعيد في هذه المنطقة هو ان نعمل بشكل لا يترجم فيه الالتزام المقدس من قبلنا تجاه أمن إسرائيل فقط بتقديم القدرات العسكرية التي هي بحاجة لها أو بتأمين التفوق العسكري الضروري لها في منطقة خطيرة للغاية".
وأضاف انه يتوجب على الولايات المتحدة ان تتعاون مع إسرائيل "في محاولة لاطلاق سلام دائم في المنطقة. وهذا أمر صعب".
بفارق أسابيع قليلة نقلت وكالات أنباء عالمية نهاية شهر ديسمبر 2012 عن غالب أبو زينب، عضو المجلس السياسي في حزب الله اللبناني قوله، أن الحرب في سوريا هي مقدمة لتفتيت المنطقة وإنهاء القضية الفلسطينية و إقامة وطن بديل في الأردن.
وأضاف أبو زينب في تصريحات أدلى بها خلال زيارته لبيت عزاء في منطقة صور في جنوب لبنان: "إن المطلوب اليوم هو سقوط سوريا وتمزيق أراضيها إلى أجزاء متناثرة وفق التوزيع الطائفي والمذهبي لتغيير الوضع فيها، ومن ثم تفتيت المنطقة بأكملها، لمواجهة التحولات التي حصلت عبر إلهاء القائمين عليها بالسلطة وتوسيع خلافاتهم وتجزئة بلدانهم، ما يضمن سيطرة الكيان الصهيوني على موازين القوى".
وأضاف أن "هناك مشاريع أمريكية وتركية سقط في فخها البعض وهي تستهدف التأثير على كل المنطقة، وتجزئة العراق إلى كتل سنية وشيعية وكردية، بما يحقق جزءاً من مخططاتهم التي ستمتد بشكل أفقي إلى سوريا وبشكل أكبر إلى السعودية، في ظل تشظي ليبيا بصراعات قبلية، وهو ما يريح الكيان الصهيوني بشكل كامل ويمكنه من إنهاء القضية الفلسطينية وإقامة وطن بديل للفلسطينيين في الأردن".
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.