هل هي بداية جبر الضرر والإنصاف الاجتماعي والاقتصادي لساكنة دواوير الشليحات، السحيسحات ورقادة بعد إشراف عامل إقليمالعرائش السيد نبيل خروبي على توقيع اتفاقيتين للشراكة يوم الجمعة 30 نونبر 2012، في إطار البرنامج الأفقي لسنة 2012 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟؟ إنها جزء فقط من مطالب واحتياجات وانتظارات بحت بها أصوات ساكنة الدواوير المستهدفة، لكن المبادرة والمقاربة البديلة للتعاطي مع الحراك الاجتماعي لفقراء الإقليم خلفت ارتياحا لدى الساكنة مشوبا بحذر وتوجس بخلفيات الوعود والمقاربات الأمنية والتهديدات والعنف السابق.. إن بداية الأشغال وتنفيذ التزامات المساهمين والشركاء كفيلة بإرجاع الثقة والاطمئنان للساكنة..وقد أكد السيد عامل الإقليم في كلمته التي أطرت احتفالية التوقيع على الاتفاقيتين على شرعية مطالب وانتظارات الساكنة في حدود القانون والإمكانيات، وطالب بتفادي المشاكل السابقة والابتعاد عن الحساسيات والضغوطات من أجل بناء الثقة وتجاوز سوء الفهم، و أكد كذلك على ضرورة الحوار و التواصل والانفتاح، وأن باب مكتبه مفتوح للجميع..وقدم السيد عامل الإقليم الاتفاقية الأولى الخاصة بدواري الشليحات والسحيسحات والتي تهدف إلى دعم المشاريع التنموية من خلال: -1- اقتناء محرك مائي للسقي -2- تهيئة المسلك المؤدي إلى دوار الشليحات -3- اقتناء حافلة للنقل المدرسي -4- تهيئة المركز المتعدد التخصصات وتجهيزه -5- محاربة البعوض. بمساهمة كل من عمالة العرائش، اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، المجلس الجماعي لزوادة، شركة أكرومروان وجمعية الشباب للتنمية بالشليحات.. أما الاتفاقية الثانية فتهدف إلى تأهيل دوار أو ما أصبح يصطلح عليه ب "حي" رقادة من خلال : -1- إحداث شبكة الصرف الصحي وربطها بمحطة المعالجة -2- ربط الدوار بشبكة الماء الصالح للشرب -3- إحداث شبكة الطرق -4- إحداث شبكة الإنارة العمومية -5- بناء دار الجماعة -6- تأهيل مدرسة رقادة -7- بناء ملعب لرياضة القرب -8- تعبئة الوعاء العقاري من أجل توسعة الدوار..وقد حددت الكلفة الإجمالية لمشروع تأهيل دوار رقادة في 45.000.000.00 درهم على مدى ثلاث سنوات 2013/2015، بمساهمة كل من اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية،مديرية الشؤون القروية، المندوبية الإقليمية للشباب والرياضة، الجماعة الحضرية للعرائش، الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، مؤسسة أليونس ونائبي الجماعة السلالية. وللتذكير فإن ساكنة دواوير الشليحات، السحيسحات ورقادة قد وسمت تاريخ الحركات الاحتجاجية مؤخرا بإقليمالعرائش من خلال قدرتها على التأطير الذاتي واستقطابها للدعم الخارجي واستقلالية قراراتها وقدرتها على التفاوض من أجل تحقيق مطالبها الاجتماعية المشروعة في الاستقرار والأمن والشغل والسكن والصحة والتعليم والعيش الكريم...مطالب تمت معالجتها بالتدخل الأمني العنيف والمتابعات القضائية .. فإن المقاربة البديلة والتي كانت دائما مطلبا ملحا من أجل التعاطي مع كل الحركات الاحتجاجية ذات الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، بتعبئة الإمكانيات المتاحة والممكنة وتوحيد الجهود والبرامج القطاعية وبإشراك الساكنة في تحديد أولوياتها واحتياجاتها وفي بناء المشروع التنموي..مقاربة كانت تعفينا من مشاهد العنف والرعب التي ما زالت كابوسا يقض مضاجع أطفال الشليحات، السحيسحات ورقادة..