حل المبعوث الشخصي للأمين العام المكلف بقضية الصحراء المغربية السيد كريستوفر روس صباح أول أمس السبت بالدار البيضاء قادما من نيويورك في إطار زيارة عمل للمملكة. و كان بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية و التعاون قد أكد الخميس الماضي أن زيارة روس تندرج في إطار المساعي الرامية إلى إعادة إطلاق المسلسل السياسي الهادف إلى إيجاد حل سياسي نهائي وتوافقي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وذكر البلاغ أن الزيارة تأتي تبعا للمكالمة الهاتفية بين جلالة الملك محمد السادس ، والسيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة يوم 25 غشت الماضي، والتي كانت مناسبة للتأكيد على ضرورة تحقيق تقدم في مسلسل التسوية على أسس قوية وسليمة ، والالتزام بالمحددات الواضحة الواردة في قرارات مجلس الأمن، وخاصة التحلي بالواقعية وروح التوافق والاعتراف بجدية ومصداقية الجهود التي بذلتها المملكة في إطار مبادرة الحكم الذاتي. و كانت الأممالمتحدة قد أعلنت قبل أزيد من أسبوع عن جولة روس الى المنطقة في إطار مهمة تمتد الى غاية منتصف شهر نونبر ستشمل كلا من المغرب و تندوف فضلا عن الجزائر و موريطانيا و إسبانيا على أن مسؤولين بالخارجية المغربية نفوا حينها علمهم المسبق بأجندة الزيارة . وتحدثت مصادر دولية حينها عن عزم المبعوث الشخصي لبان كي مون بحث سبل ترقية مسار التسوية السياسية لنزاع الصحراء الى مفاوضات مباشرة بعد فشل جولات المفاوضات غير المباشرة في تحقيق أي تقدم يذكر . و تتزامن جولة روس مع حلول كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون غدا الثلاثاء بالعاصمة الجزائرية لمقابلة الرئيس بوتفليقة في مهمة قيل أنها ستخصص لتدارس ملف مالي ، لكن المتتبعين لا يستبعدون أن تثار خلالها قضية النزاع في الصحراء . وعلى غير عادتها لن تحل كلينتون بالرباط بعد مغادرتها الجزائر ، و هو ما يؤشر على محاولة البيت الأبيض عدم التغطية على مهمة روس التي لن تكون في جمبع الأحوال ميسرة , حيث يترقب الرأي العام الوطني مدى التزام المسؤول الأممي بالحياد المطلوب في مهمته خاصة بعد أن سارعت الجزائر و الرابوني الى الترحيب بجولته الجديدة في حين أحيط موقف الرباط بالكثيرمن التحفظ و الحذر .