اهتزت الأوساط الأمنية والاستخباراتية المغربية بعدما علمت بتمكن شخص مجهول من اقتحام الإقامة الملكية بمدينة طنجة، وسارعت هذه الأوساط إلى إيفاد وعلى وجه السرعة إلى عروسة الشمال لجنة أمنية للتحقيق في هذا الحادث الذي كانت تقدر خطورته جيدا. بيد أن القلق والخوف امتلك المسؤولين الأمنيين المحليين الذين أدركوا للوهلة الأولى أن المطرقة ستنزل على رؤوسهم، بالنظر إلى خطورة ما حدث. وما أن بدأ الخبر في الانتشار حتى وجدت الاشاعة مساحة شاسعة لها، فمن قائل إن المتسلل إلى الإقامة الملكية بطنجة هو عميل لأجهزة استخباراتية إسبانية. إلى القائل بأن العميل ينتمي إلى جهاز المخابرات العسكرية في الجزائر، وبعد أن أجريت التحريات اللازمة في مثل هذه الحالة الخطيرة تبين أن المتسلل ليس إلا مهاجرا سريا من دول جنوب الصحراء تمكن من التسلل من الجهة الخلفية المحاذية للغابة الى داخل الإقامة الملكية ووصل الى غاية المطبخ حيث أشبع جوعه من أنواع من المأكولات، ولم يكن صاحبنا السيء الحظ يدرك أنه وضع رجله في المكان غير المناسب تماما. ومع كل ذلك علم أن اللجنة التي حلت على وجه السرعة الى طنجة والمتكونة من كبار المسؤولين الأمنيين من الإدارة العامة للأمن الوطني برئاسة مسؤوليها السامين وكبار ضباط الدرك الملكي وأمن القصور وغيرها، لم توقف تحرياتها، لأن الأمر يتعلق باختراق مكان من المفروض أن يكون غير قابل للاختراق ، إلا أن الحادثة أكدت أنه أضحى في متناول أي اختراق ولو من طرف مهاجر سري يبحث على لقمة يسد بها رمقه.