قال رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران إن الاحتجاجات السياسية في المغرب انتهت وإن الحراك الشعبي اليوم يتلخص في مطالب اجتماعية "عادية وطبيعية". وأوضح السيد ابن كيران، في حوار مع وكالة أنباء الأناضول التركية، نشرته اليوم الخميس على موقعها الالكتروني بالعربية، أن "النظام الملكي استجاب للشارع الذي خرج العام الماضي للمطالبة بإصلاحات سياسية، عبر تعديل الدستور والقيام بانتخابات نزيهة مع الحفاظ على الاستقرار". وأضاف رئيس الحكومة أن المغرب يتميز بكونه "دولة لها تقاليد ديمقراطية عريقة مبنية على تعدديتها، والنظام السياسي بها ليس تسلطيا، ولكنه قائم على أساس التوافق، كما أن الأحزاب والقبائل والطرق الصوفية وكل مكونات المجتمع، هي من تريد النظام الملكي وحريصة على استمراريته". وقال إنه عندما بدأ الربيع العربي، "خرج في المغرب أيضا بعض المواطنين للمطالبة بإدخال إصلاحات وليس بإسقاط النظام. والملك استجاب بسرعة، وتم التعامل مع المحتجين في الشارع بطريقة سلمية، وهذه العوامل جميعها أعطت نموذج هذه التجربة السلمية في الإصلاح عبر الحفاظ على النظام الملكي، وتحقيق التغيير مع الحفاظ على الاستقرار في نفس الوقت". واعتبر السيد ابن كيران أن الخطاب الملكي لتاسع مارس 2011 وإقرار الدستور الجديد وإجراء انتخابات مبكرة، كلها إصلاحات احترمت إرادة الشعب وأخرجت حزب العدالة والتنمية من المعارضة إلى الحكومة، عبر صناديق الاقتراع، وهو ما أطلق عليه إجمالاً "الربيع المغربي". وأبرز الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن موقف حزبه منذ الأيام الأولى للاحتجاجات السياسية في المغرب تمثل في عدم الخروج إلى الشارع، ولكن في نفس الوقت "عدم السكوت على الفساد ومطالبة النظام بالقيام بإصلاحات، وذلك حتى لا يغامر بالملكية لأنها هي التي تجمع المغاربة". كما اعتبر أن هذه الاحتجاجات توقفت بعد سلسلة الإصلاحات التي شهدها المغرب، إلا أن الاحتجاجات الاجتماعية لا تزال قائمة سواء تلك التي ينظمها العاطلون عن العمل، أو الذين يشعرون بأن مدنهم وقراهم لم تنل نصيبا من التنمية، مشيرا إلى الأحداث التي وقعت في مدينتي تازة وبني بوعياش والتي اعتبرها احتجاجات "عادية وطبيعية". وفي تعليقه على التطورات الأخيرة للأوضاع في سورية، قال السيد ابن كيران إن النظام السوري تجاوز كل الحدود، وللأسف لم يسمع لنبض الشارع وقمعه بطريقة وحشية، ومصيره لا بد أن يكون من نفس المنطق الذي تعامل به مع شعبه. وقال إن "مستقبل نظام الأسد لا يبشر بأي خير ولا يعطي أي أمل في انفراج الأزمة، وفي اعتقادي ليس هناك أي حل غير زوال القيادة السورية التي أسرفت في سفك دماء الناس".