في تطور مذهل وخطير جدا نشرت جريدة »الشروق« الجزائرية ذات الارتباط الوثيق جدا بجهاز المخابرات العسكرية الجزائرية قبل أيام قليلة جدا مقالا طويلا تحت عنوان »أعيان الطوارق يجهضون مخططا مشبوها للاجتماع بالمغرب« قالت فيه »إن مشايخ قبائل الطوارق المعروفين رفضوا دعوات وتسهيلات لعقد اجتماع في المملكة المغربية«. وادعت الجريدة أن جهات مغربية وصفتها بالرسمية اتصلت بهؤلاء المشايخ عن طريق وسطاء لدعوتهم حضور اجتماع في المغرب مع ضمان كافة التسهيلات والامتيازات « حسب ادعاء الجريدة « إلا أن المعنيين رفضوا الرد عن الدعوات وقاطعوا كافة الاتصالات حتى مع الوسطاء بعد أن تبين أن الأمر له خلفية سياسية « حسب زعم الجريدة دائما « ووصل حد المقامرة بإطلاق العنان للتهم بمستوى أخطر بكثير مما سبق حينما ادعت الجريدة المرتبطة أشد الارتباط بجنرالات المخابرات أن »الأزواد قبل أن يخوضوا المواجهات العسكرية مع الجيش المالي ويحرروا منطقتهم من القوات الحكومية مروا بنفس الطريق واجتمعوا في المغرب عدة مرات وتلقوا الدعم الكافي من المال والسلاح«. ولم تشرح »شروق« الجنرالات كيف أن الطوارق قبلوا في الأول حضور اجتماعات في المغرب في حين رفضوا ذلك لاحقا. وتزيد الجريدة من تكثيف السموم حينما تدعي بدون الاستناد إلى أية وقائع ولا معطيات دقيقة، وتقول» »كما سبق لزعيم قبيلة من الطوارق بتمنراست رفض زيارة لبعثة دبلوماسية معتمدة بالجزائر قبل أيام. وتشير مصادر الشروق أن المغرب يسعى للعبث بأمن الساحل لإضعاف موقف الجزائر التي تعرف علاقتها بالمغرب حالة من عدم الاستقرار بسبب قضية الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب«. وتضيف »شروق« الجنرالات بالقول» »كما أن الدعم الذي يتلقاه الأزواد من الحكومة المغربية لم يعد خافيا ولا جديدا منذ مدة ليس لسواد عيون الأزواديين، بل لإيجاد منطقة غير مستقرة في الحدود الجزائرية التي أضحت ملغمة من مختلف الجهات بعد الفوضى في ليبيا وإسقاط نظام القذافي وعدم الاستقرار في تونس والتوتر في شمال مالي، والذي بلغ حد اختطاف دبلوماسيين جزائريين مازال مصيرهم مجهولا«. وأخبار ملفقة وعديمة المصداقية لم تكن في حاجة إلى اتصال بجهة مغربية لنفيها، بل إن نشرها جاء من باب اطلاع الرأي المغربي عن طبيعة عقلية وتفكير الجنرالات في الجزائر والذين يملكون دروعا إعلامية تتقدمها جريدة »الشروق« بامتياز. أما من حيث الموضوع فإننا نذكر أن الحكومة المغربية كانت سباقة إلى إعلان موقف واضح منذ حدوث الانقلاب العسكري في مالي، وبعد إعلان الأزواد استقلالهم في الشمال حيث أعلنت الخارجية المغربية في بلاغ لم تكن تنقصه حدة اللهجة معارضتها ورفضها المطلق لإعلان هذا الاستقلال. وأكد البلاغ رفض المغرب المساس بوحدة أراضي مالي وسيادتها.