أيدت لجنة الإنتخابات الرئاسية في "مصر" قرارها السابق باستبعاد عشرة مرشحين من سباق الرئاسة. وقالت اللجنة إنها استبعدت نهائيا يوم أمس الثلاثاء عشرة أشخاص من 23 تقدموا لترشح لانتخابات الرئاسة التي تجرى في شهر مايو المقبل. وقالت مصادر إن اللجنة رفضت التظلمات عن قرارها السابق باستبعاد المرشحين العشرة. ومن بين المرشحين المستبعدين نائب "مبارك" ومدير المخابرات العامة السابق "عمر سليمان" و"خيرت الشاطر" القيادي في "جماعة الإخوان المسلمين" والسياسي "أيمن نور" والقيادي السلفي "حازم أبو إسماعيل". وقد قرر المرشح المستبعد "حازم صلاح أبو إسماعيل" بداية اعتصامه من يوم أمس أمام لجنة الإنتخابات الرئاسية.. وقد قال "حازم صلاح أبو إسماعيل" إن لجنة الإنتخابات تحاول إحداث وقيعة مع الشعب مشيرا إلى أنها اتصلت بمجموعة من الشيوخ لعرض أوراق جنسية والدته عليهم وعندما حضر للدخول معهم تم منعه.. وتساءل من يدريني أنهم سيعرضون نفس الأوراق التي رأيتها مع العلماء. وأشار "أبو إسماعيل" إلى أن البعض حاول إخراجه بدعوى أنهم سيشاهدون الأوراق إلا أنه رفض. وقال "أبو إسماعيل" من أمام لجنة الإنتخابات: ليس معنى أننا صامتون ونحن نتعرض لمؤامرات من جهات لا تتصورونها أننا سنظل هكذا، والآن أتيت إلى هنا ومنعتني اللجنة من الدخول. كنت قد لزمت بيتي انتظاراً لقرار اللجنة ولكن بعد الخيانة التي تحدث الآن فلن أغادر هذا المكان وسألزم مكاني مشيرا إلى مكان اعتصام مؤيديه. وأضاف "من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يغادر مكانه ويعتصم". ونشبت مشادات بين عدد من أنصار "أبو إسماعيل" والشرطة العسكرية أمام مقر اللجنة. فيما وجه "نادر بكار" المتحدث الرسمي بإسم حزب "النور السلفي" نداءً إلى أنصار "حازم أبو إسماعيل" المعتصمين أمام مقر اللجنة العليا للإنتخابات، يحثهم فيه على تجنب إحداث الإثارة والإلتزام بالقانون. إذ قال على صفحته الشخصية على موقع ال"فيس بوك": "إخواني أنصار الشيخ حازم نثق في إخلاصكم وحبكم للشريعة ولأوطانكم... بالله جنبوا بلادكم الفتنة فإن ما يحدث الآن أمام اللجنة العليا خطير إلى أقصى حد وينافي المنهج السلفي جملةً وتفصيلا، تذكروا ما فعله عثمان بن عفان في محاولة منه لتجنيب الأمة الويلات". وقد رد "خيرت الشاطر" على استبعاده قائلا في مؤتمر عقد أمس بمنطقة "الزاوية الحمراء" أنه أصبح خارج سباق الرئاسة رسميا. وقال لأنصاره: "جئتكم اليوم ليس كمرشح للرئاسة لأن اللجنة العليا للإنتخابات استبعدتني من بين الأسماء المرشحة، وكما هو معلوم أن رئيس هذه اللجنة قد تم اختياره من قبل الرئيس السابق "حسني مبارك" هو وغيره من الأعضاء". وأضاف "الشاطر": "إذا كان المجلس العسكري واللجنة العليا للإنتخابات والمخابرات قد ظنوا أن وسائل "مبارك" سوف تهزمنا فهم حالمون، لأننا لن نتوقف". وهو ما ردد الحاضرون على إثره هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر إحنا الشعب الخط الأحمر". فيما شكك "الشاطر" في احتمالية إجراء انتخابات الرئاسة في موعدها قائلا "نحن لا نعلم هل ستكتمل الإنتخابات الرئاسية أم لا، فالشعب يغلي وربما تكون هناك ثورة جديدة". وقال "الشاطر": "أن مرشحى الفلول أوضاعهم مستقرة فهم يقومون بالدعاية بدون تضييق كالذي يلاقيه المرشحين الإسلاميين، وذلك لتهيئة الفرصة للفلول". وقال "الشاطر": "أعاهد الله على حماية الثورة والدفاع عنها وإسقاط بقايا النظام وأن نقف صفا واحدا لدعم مرشحنا الإسلامي" وطالب أنصاره بترديد هذا القسم وراءه. وفي تصريح للدكتور "أيمن نور" رئيس حزب "غد الثورة" والمرشح الرئاسي المستبعد أكد أن قرار اللجنة العليا للإنتخابات لاستبعاده من الترشح وخروجه من السباق الرئاسي قد جاء غير منطقي. وتساءل "نور" ما المانع وراء عدم قبول التظلم المقدم، مع العلم بأنه لا يوجد أي مانع قانوني لقبول أوراق ترشحه. وأعلن "نور" عن خطته الحالية بعد قرار اللجنة العليا للإنتخابات بأنه سيقوم بتقديم طعن على المادة 28 من الدستور على الرغم من استبعاده لكنه سيطالب بإلغائها فطالما نادى بهذا حتى من قبل قرار اللجنة باستبعاده. مؤكدا أن كل ما يهمه هو مصلحة الوطن لا مصالحه الشخصية. وصرح "نور" بأنه بصدد التحضير لاجتماع مع عدد من مرشحي الرئاسة بمقر حزب "غد الثورة" لتشكيل فريق رئاسي، مؤكداً بأنه سيتم الإعلان عن تحديد موعد الإجتماع خلال أيام قليلة بعد إجرائه عدة مناقشات مع باقي المرشحين الرئاسيين للإتفاق على الفريق الرئاسي الذي سيقومون بتدعيمه جميعاً لتصبح "مصر" دولة قائدها مدني في أقرب وقت قائلاً "مصلحة مصر فوق الجميع". من جهته قال "أبو العز الحريري" المرشح الرئاسي الغير مستبعد والنائب البرلماني "إنه لا يملك التعقيب على قرار استبعاد العشرة، وأنه إذا كان له رأي فهو رأي شخصي لأن هؤلاء المرشحين كان لديهم عجز بالنسبة لبعض شروط الترشح وبالتالي قالت لجنة الإنتخابات إن هذه الإجراءات تنقصهم ولم تفتئت عليهم". وتعليقا على موقف "الحريري" من أنصار "أبو إسماعيل" من التجمهر والإعتصام أمام مقر اللجنة فقد قال "أن هذا موقف غير سوي فالمرشحين للرئاسة وأنصارهم الذين يستخدمون القوة موقفهم يؤكد أنهم لم يكونوا يصلحون من الأساس لتلك المهمة، فالوطن لا تصلح إدارته بال"ذراع"، وبذلك سوف نكون أمام سلطة وتسلط الأمر الواقع في مقابل سلطة الدولة والدستور، وسلطة القضاء". وفي نفس السياق بادرت حملة "خد بالك" بإطلاق مبادرة "الإتحاد أو المقاطعة" وقالت الحملة في بيان لها يوم أمس "ليس من المعقول أن تكونوا جميعا مرشحي الثورة اتفقوا فيما بينكم واتحدوا و إلا ستكونوا مجرد ساعين إلى سلطة أو كرسي ومنصب، وفي تلك اللحظة سنقاطعكم ولن نسمح لكم أن تتحدثوا عن "مصر" ف"مصر الثورة" الآن ترغب في أن تتكاتفوا من أجل مصلحة وطن وليس من أجل لقب رئيس "حيث وجهت الحملة تلك الكلمات إلى كل من "عبد المنعم أبو الفتوح - أبو العز الحريري - خالد علي - هشام البسطاويسي - حمدين صباحي". فيما أكد "إئتلاف شباب الثورة" على أن قرار اللجنة العليا للإشراف على الإنتخابات: هو مسرحية هزلية تصب فى صالح "عمرو موسى"، بعد تفتيت الأصوات الإسلامية ما بين "محمد مرسي" رئيس "حزب الحرية والعدالة" و"عبد المنعم أبو الفتوح" وتفتيت الأصوات الليبرالية بين "صباحي والحريرى و البسطاويسي وخالد علي"، مؤكدين على أن الثورة ستنتصر ولكن بطريق آخر غير الطريق الذي رسمته الإرادة السياسية في "مصر".