أثارت حملة توزيع عشرات الآلاف من المصاحف في شوارع المدن الألمانية ضجة إعلامية، رأى من خلالها السياسيون والصحفيون الألمان حملة تهدد السلم الديني، وانتقد الصحفيون هذه الحملة التي تلقوا على إثرها تهديدات عبر شبكة الانترنيت. وقالت مصادر إعلامية، إن هذه الحملة قامت بها جماعة سلفية تطلق على نفسها إسم »الدين الحق« وتنشط منذ عدة شهور في توزيع المصاحف مجانا، وأضافت المصادر ذاتها أن حملة أخرى اتخذت طابعا آخر لما تزامنت مع عيد الصفح وانتبه السياسيون والصحافيون لنشاطها، وتؤكد هذه الجماعة أنها وزعت ما يقارب 300 ألف مصحف، وأنها عازمة على توزيع ملايين النسخ الإضافية حتى يتبوأ القرآن الكريم مكانته في كل بيت في ألمانيا والنمسا وسويسرا. وأوضحت المصادر الإعلامية أن القلق الألماني من هذه الحملة مرده إلى أن صاحب هذه المبادرة هو الإمام الألماني الفلسطيني أبو ناجي الذي كان العام الماضي موضع تحقيق في كولونيا بسبب دعوته إلى استخدام العنف ضد اتباع الديانات الأخرى. وعبر متحدث باسم وزير الدولة للشؤون الداخلية الألمانية لمنطقة شمال الراين وستفالن بقوله »ما يتم تقديمه على أنه حملة بسيطة لتوزيع القرآن هي في الواقع وسيلة خفية لنشر الفكر السلفي«.