تقول راوية بسند صدوق والتشذيب لي: ذات نهار من عام لم أعد أحفظه نزحت في شبه امتعاض إلى سدرة الوجود. كنت تلوح من شق باب متهالك لعازبات القبيلة وهن يغزلن زغاريد المجيء. حولك تحلق الإخوة. قرأوا ما تيسر من نشيد الطين، واختلفوا حول اسمك الشخصي. كنت ترمق أعلى وتطيل. لا تضحك لمن باركوا رغم الهدايا. إلى منتهى السماء تطير تطير ........ ........ تطير وتضيف راوية أخرى: من جرح شيق عبرت ريح أفق تلكأ وابتدأت الحكاية: لم تؤاخ نهرا مر سريعا يحمل ركام ذكريات عن جد ترك العائلة تجر العدم، وشتاتا وزع كبرياءه على الأبناء، والأحفاد، والذين ظلوا أصدقاء لنهرنا الراقد لم تكن سيئا كما تزعم ابنة الركام مثلما لم تستمل كأس العدول أدركت نواصي فتيات طرقن زر القلب مأخوذات إلى طفولتك الملأى متنسكات بحكمة مجذوب: لك من ماض ولي وله البدايات لك من حاضر معنف عنف الاختيار وما تبقى ملك يدي وتقول راوية ثالثة واصفة بسند موثوق: كأي غريب بتاريخين لا يلتقيان وُلِدْتَ مسكونا بصداقة السحاب. حولك التأمت نسوة يحكين طقوس فتوح من بلور وأشياء غامضة جدا (هامش صغير2): ظل عطار القبائل يتبرك: هذا الطالع في كفه الأيسر حفنة أحلام هذا الطالع في كفه الأيمن ينمو زهر التيه. وتزعم راوية رابعة بسند يقين: إلى سماء عميقة بست غيمات مشيْتَ. لم تطع ما ردده شيوخ في مشهد ساخر عن جدوى الشعر، ووعيد الله. جربت صحراء الذات في آخر مجاز . اِسْتبقتَ خطوط الحناء في ساق زهرة حبلى بالردة (.....) (.....) هل التقيت في عبورك باتجاه الصدى ظل الكينونة؟. وهل صدقت رؤى الشتاء؟ (هامش صغير3): لا وطن يسع يقين الشعراء وتمزح راوية خامسة بسند فضول: مضتْ سحبٌ عجافٌ ملأى بالانتظار التقت يدك أكثر من امرأة، وخضت انكسارات بفجوات فادحة لم تنكسر مراياك لا غيم يدثر ليل الفقراء وتحكي راوية سادسة بسند صحيح: متعددات هن اللواتي هاتفت: واحدة شغفت بريح الطريق التي إليك لا تقود. وثانية رفضت عدواك ولم تكترث للنداء وثالثة ضيعت بوصلتها بماكياج كاشف ورابعة قالت ما عساي لشاعر أقول وماضي معتق بالأمثولة وخامسة لم تؤمن بنبوءة وجدت ضالتها في واتهمتني بالردة والهلوسة وسادسة فطنت لادعاء صديقتها: الشعر خرافة آخر الليل والشاعر طريق مجهول وسابعة لم تقو على مجاراة احتمالات النص وثامنة أقسمت ألا تفتح للكناية أزرارها وتاسعة بجوار معبد قديم انتظرتها طويلا حتى لفظني الانتظار عدتُ من حيث أتيتُ أقسمت ألا أكرر التجربة مع مثيلتها إن هي رغبت. وتصف راوية سابعة بسند استفهام: ثق بالسحاب ولا تكن ضجرا في الذهاب إلى الشمس كل تجربة استضاءة بالكائن كل كائن ممكن إلى عليائه يهفو. وتنقح راوية ثامنة بسند راوية أخرى: بريح ثكلى مرَّ حِينُ الطفولة. تطابقت الروايات وتناسلت الحكايا: ارتشفتَ حليب سيرورة وصرْتَ شقيقا لفاضة وابنا لأمينة بالرضاعة عادتك الشمس مرارا غير أنك لم تخنها ولم تبرح طريق النساء هل كنت تدرك أسرار اليابسة وطقس الغواية وحدك الدليل وحدك البوصلة وتهمس راوية تاسعة بسند مأثور: قرب جرح التقيتُ ما يشبهُ صداه لم يطرد الجد من رواق النص أو ما بعده. مثلما لم يكترث لمكائد النقاد، وشجار الشعراء حول الفراغ. وديعا شذَّب جداول النثر. فك أسرار بربريات عبرن متشحات بالقلق وبدو كأنهم على العدم تدربوا. * نص ضمن مخطوط ديوان " عزلة النهر" يصدر قريبا للشاعر